قال لها ويليام: ما رأيكِ أن نخرج في موعد، أنا وأنتِ؟
تفاجأت إيمي من عرضه المباغت، وبدت ملامح الدهشة تعلو وجهها. وبعد لحظة من الصمت المرتبك، قالت: "حسناً... لا أعلم، سأفكر في الأمر وأعطيك إجابتي."
أجاب ويليام بهدوء وثقة: "كما تشائين.
غادرت إيمي باتجاه المطبخ، وقلبها يكاد يطير فرحاً. كانت تتردد بين همسات عقلها وقلبها، وهي تهمس لنفسها بذهول: "لا أصدق! لا أصدق أن ويليام طلب مني الخروج في موعد. هذا أجمل يوم في حياتي.
لاحظت زميلتها كلارا حماسها، فاقتربت منها وسألتها بفضول: "ما بكِ يا فتاة؟ هل يتعلق الأمر بذلك الرجل مجددًا؟"
أجابت إيمي وقد لمعت عيناها: "لقد طلب مني الخروج معه
نظرت إليها كلارا بعيون متفحصة وقالت: "كم عمر هذا الرجل حتى؟ أنتِ ما زلتِ صغيرة، هل تعتقدين أن الأمر مناسب؟"
ردت إيمي بحماس: "انظري إليه فقط! إنه وسيم للغاية، ولا يمكنني تفويت هذه الفرصة."
ثم نظرت إليها بجدية وأضافت: "ولكن، أرجوكِ، لا تخبري أحداً بهذا الأمر، إنه سر بيننا. هل فهمتِ؟"
تنهدت كلارا وأومأت برأسها قائلة: "لا تعجبني هذه الفكرة، لكن لا تقلقي. أعدك بأني لن أخبر أحداً."عادت إيمي إلى ويليام في اليوم التالي وأخبرته، و هي تحاول ان تخفي حماسها: "أنا موافقة لنخرج في موعد
ابتسم ويليام بدفء وقال: "رائع، إذاً لنلتقِ غداً في تمام الساعة السادسة مساءً
في اليوم التالي، كانت إيمي تعيش حالة من الترقب المشوب بالحماس، وهي تتحضر للقاء ويليام. اختارت ملابسها بعناية فائقة، كأنها ترسم لوحة تعكس أفضل ما فيها، وسعت جاهدة لأن تظهر في أبهى صورة. غمرها الفضول حول ما سيحدث في هذا الموعد، وهي تتخيل سيناريوهات مثالية تتراقص في خيالها.
عند حلول الساعة السادسة، كانت إيمي تقف أمام المكان المتفق عليه، أنفاسها متسارعة، وقد تملكتها مشاعر مختلطة بين التوتر والحماس الجارف. وقفت للحظات، تحاول استجماع هدوئها، إلا أن قلبها لم يتوقف عن النبض بقوة.
وصل ويليام بعد قليل، بوجه مشرق وابتسامة واسعة تزين محياه، وقال بنبرة رقيقة: "أنتِ تبدين في غاية الروعة هذا المساء."
احمر وجه إيمي قليلاً من الخجل، لكنها ردت بابتسامة هادئة وقالت: "شكراً لك، وأنت تبدو أنيقاً أيضاً."
انطلق الموعد في احد المقاهي بأجواء مريحة، إذ دار الحديث بينهما بسلاسة عن مواضيع شتى؛ من العمل إلى الهوايات، وحتى طموحاتهما. كانت إيمي تشعر وكأنها تكتشف جوانب جديدة وغير متوقعة من شخصية ويليام، وقد زاد الجو المرح والضحكات المتبادلة من عمق تواصلهما.مع اقتراب اليوم من نهايته، شعرت إيمي بسعادة غامرة، وكأنها على وشك الدخول إلى فصل جديد من حياتها. ورغم التردد الذي كان يعترى قلبها في البداية، إلا أنها باتت متيقنة أن هذا الموعد كان نقطة تحول، وأن هناك شيئاً خاصاً يُنسج بينهما
حين اقترب الليل، وغشت الظلمات أرجاء المدينة الهادئة،
سأل ويليان ايمي : أخبرتيني من قبل أن لكِ أختًا، أليس كذلك؟ هل هي في المنزل الآن؟
نظرت إليه أيمي و اخذت نفسا قبل أن تجيب: "لا، إنها تخرج كل ليلة. لا نعرف وجهتها ولا مقصدها. الحقيقة أنني بدأت أشك في أمرها... ولكن لماذا تسأل؟
ابتسم ويليام ابتسامة تحمل في طياتها معاني الغموض والبعد عن البساطة. "لا يهم،" قال وهو ينظر إلى الساعة، الوقت متأخر الآن. دعيني أوصلكِ إلى منزلكِ بسيارتيركب الاثنان السيارة وانطلقت بهما في الشوارع التي غمرها الليل بظلاله الكثيفة. كانت أضواء الشوارع المتقطعة ترسم ملامح الغموض على الوجوه، ولم يُسمع سوى صوت المحرك في الصمت المطبق. وصلوا أخيرًا إلى منزل أيمي. كان المنزل قديمًا، عتيق المظهر، يحمل في جدرانه صدى لحكايات لم تُروَ بعد
نزلت أيمي من السيارة، ولاحظت أن ويليام قد نزل هو الآخر، كأنه يشعر بحاجة لمرافقتها في تلك اللحظات الأخيرة من اللقاء.
"لقد استمتعت كثيرًا اليوم،" قالت أيمي بصوت رقيق يعكس ارتياحها لويلياملبرهة، خيّم الصمت بينهما، ولكن خلف هذا الصمت، كانت أيمي تبحث عن الكلمات المناسبة لما يختلج في صدرها. وبعد لحظات من التردد، نظرت في عينيه مباشرة
وهمست: أنا... أحبك
كانت كلماتها مثل حبات المطر، ناعمة ولكنها ثقيلة، تركت أثرًا لا يُمحى في الهواء من حولهم وكأنها فتحت بابًا لمشاعر كانت دفينة بين ظلال الليل والقلوب المترقبة
أنت تقرأ
العالم ويليام و خوف الناس
Terror18+ ويليام، عالمٌ مجنون تملكه الهوس بالإختلاف والقوة، فانغمس في البحث والتجارب دون هوادة. خلال سعيه الدؤوب، ابتكر عن طريق الخطأ ترياقًا يمنح من يشربه قوة خارقة للطبيعة فقرر استغلاله لتحقيق رغباته وأطماعه بلا تردد.