❆ توتر ❆

10 1 0
                                    

إنتهت المحاضرة بخروج الأستاذ فجمع جونغكوك أغراضه في حقيبته و وضعها على الطاولة ليتوسدها.

كان غارقا في التفكير ولم ينتبه للجسم الصغير الذي جلس أمامه وراح يعبث بشعره.

- جونغكوك هل ستنام؟ هل أنت متعب؟ سأل

- لا أعلم ربما.. أجاب

اكتفى الآخر بالعبث بشعر الأصغر مهمهما لحنا هادئا. استغرب جونغكوك الأمر فليس من عادة هيونغه التوقف عند سؤال واحد لذا رفع رأسه لينتفض في مكانه عندما رآه.

- آسف، هل أخفتك؟ سأل جيمين ساحبا يده

- آه... لا فقط، ظننتك يونغي هيونغ.. أجابه ليندم على ردّة فِعلهِ الغبية فأكيد أنّ جيمين يظّنه قد كَره لمساته لشعره وهذا واضح من عينيه وانقباض يده الصغيرة.

- هيونغ أعد ما كنت تفعله.. إنه يجعلني أشعر بالإسترخاء.. قال وابتسم عندما رأى أن ملامح الأكبر القلقة إختفت.

- ظننتك كرهتها.. تمتم جيمين وهو يلعب بخصلات الشعر الكستنائية والذي صرخ ب"أبدا" في عقله فمن المفروض أن تكون تمتمة الآخر غير مسموعة.

تنهيدة تتبعها أخرى يحاول بها تهدئة نبضات قلبه المضطربة و أصابع يديه لا تكف عن الضغط على كفّه. لاحظ الأكبر هذا فسحب يديْ جونغكوك وأحاطها بخاصته.

- جونغكوكي هل هناك ما يزعجك؟

- لا.. ف..فقط مجرد.. ملل.. ردّ متلعثما. حركات جيمين المفاجئة تزلزل قلبه وتوتره ولا يدري كيف يقاومها

- هل جونغكوكي لم يعد يثق بي؟ سأل الأكبر فهو ظن أن توتر الأصغر ناتج عن كذبه وهذا آلم قلبه.

الأمر كان واضحا: جونغكوك يخفي شيء ولا يود البوح به له مهما سأله وهذا يقلقه ويؤلمه، فكوكي القديم لم يعتد فعل هذا..

استغرب الأصغر هذا السؤال وكان لينفي لولا دخول أحدهم القاعة وسؤاله عن يونغي.

- أجل نعرفه، أجابه جيمين

- هل يمكنك إخباري أين أجده؟

إلتفت الأكبر لجونغكوك حتى يرد لكن الأصغر لازال شاردا في ما حدث قبل دقيقة. لوح بيده أمام وجهه وناده ليرفع الأصغر رأسه ويهمهم بكلمات غير مفهومة. قهقه جيمين وأعاد سؤاله حتى يستوعب الآخر ما يحصل

- جونغكوك أين يونغي هيونغ؟

- آه، ستجده في قاعة الموسيقى القديمة. أجاب ليشكره الفتى ويغادر.

- أنا أشعر بالغيرة، هو طويل جدا. علق جيمين نافخا وجنتيه ليرسل رعشة في جسد جينقكوك الذي أراد إلتهامه حرفيا.

استمر جيمين بالتذمر من قصر قامته ومعاملة الغرباء له على أساس أنه مراهق وجونغكوك ينصت له باهتمام فهو اشتاق لمثل هذه المحادثات مع هيونغه.

"لكن لما طرح جيمين ذلك السؤال؟"

وفي مكان ثان وقف ذلك الطويل أمام قاعة الموسيقى القديمة، يستمع لذلك اللّحن الهادئ و الحزين الذي يتمّ عزفه. لم يُرد إزعاج فيْض المشاعرِ هذا لذا اكتفى بالإنصات من خلف الباب، مُغلقا عينيه وابتسامة حزينة تشقّ وجهه.

عندما تبعثرت النوتات الأخيرة في الجو واختفت دخل الفتى للقاعة بهدوء لكن يونغي أحس بحضوره فالتفت له.

- لقد أتيت لأسلّمك بعض الأوراق.. قال مدّا له ما بيده

- شكرا..

- بالمناسبة عزفك جميل.. لكنّه كان حزينا للغاية. مُعبّر عن عمق ألم مؤلّفه.. قال الفتى ليلتفت يونغي للبيانو ويمرّر أنامله على مفاتيحه.

- ربّما.. أجاب يونغي ضاربا بعض المفاتيح بعشوائيّة.

"لا الأمر مؤكد يونغي.."

ماذا لو^^.؟↫جيكوكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن