▩ ألم ▩

11 0 0
                                    

توقّف قلمه عن التحرك فوق ورق الدفتر، لتتحرّك شلّالات أعينه عوضا عنه وتُبلّل ذاك الورق. هو وعد نفسه ألا يبكي لكن إخلافُ الوعد دوما ما يكون أسهل.

أخفى عينيه بكُمَّيْ قميصه حتى لا تتسرّب دموعه إلى وجهه و دفتره. وعندما أبعدهما ماسحًا البَلَل بعينيه لمحَ جيمين واقفا في أوّلِ الفصل ينظر له بقلق.

- جونغكوك، هل حدث شي-

ودون انتظار انهاءِ جيمين لكلامه، جمع الأصغر أغراضه وفرّ من القاعة.

- جونغكوك! جونغكوك! ناد الآخر لكن المُنادى لم يتوقف.

- ما خطبه؟ إلاهي لما كان يبكي؟ تساءل جيمين في نفسه قبل أن يقرّر اللّحاق بالأصغر لكنه توقف لسبب ما..

أما عند جونغكوك فقد عاد إلى منزله أين استلقى على سريره ناشدا بعض الراحة. هو لا يقدر على مواجهة جيمين الآن، لا يقدر على التفكير والتركيز وهو بجانبه. تنهد، هو إن استمر على هذه الحال فقد يرسب هذا العام، صحيح أنه أبلى جيّدا في الفروض السابقة لكن القادمة مجهولة النتيجة..

حمل جسده المحطّم واتّجه نحو غرفة الجلوس بعد أن غير ثيابه. جلس على الأريكة وقد حشر نفسه وسط غِطاءه. همّ بتشغيل التلفاز عندما رنّ هاتفه جاذبا انتباهه.

06:58 مساءً

فُتح باب شقّة جونغكوك ودخل يونغي مُستغربا الهدوء القاتل ففي العادة صوت التلفاز الخافت يُسمع في أرجاء المنزل. أغلق الباب خلفه واتّجه نحو غرفة الجلوس ليبتسم عندما رأى كتلة كروية من الغطاء موضوعة على الأريكة.

سار نحو المطبخ ليعد طعاما له ولنّائم.

هو علم بعودة جونغكوك مبكرا لشقّته.

هو مُتأكد أن شيء ما حصل للأصغر لكن لا يعلم هل يسأله عنه أم لا.

- سيأتي بنفسه لإخباري، تمتم في سرّه وتنهّد

7:30 مساءً

جلس القرفصاء أمام تلك الأريكة مُبتسما لتلك الكتلة الكروية. أدخل يديه في الغطاء باحثا عن طريقِهِ لرأس النَّائم. وبعد محاولات ظهر وجه جونغكوك من بين طبقات الغطاء وقد استقرّت يديّ يونغي على كتفيه. الأكبر اكتفى بالنظر لوجهه، مُترّردا في إيقاظه فالصغير بدا مُرتاحا في عالم أحلامه.

- جونغكوك، أيها الصغير إستيقظ، كوك.. ردّدَ بلطف هازًّا إيّاه ببطء كي لا يفاجئه.

فتح كوك عيناه لتُقابله أعين الآخر.

- هيونغ؟ كم الساعة الآن؟ همس مقاوما الرغبة في العودة للنوم.

- تجاوزت السابعة والنصف، هيّا اغسل وجهك و الْحَقْ بي إلى المطبخ. قال مربّتا على رأسه قبل أن ينصرف

أومئ جونغكوك بعد أن غادر الأكبر و غادر جحره الدّافئ للحمام. فعل ما أمره به يونغي ليُربّت الأخيرُ على رأسه عندما جلس على الكرسيِّ.

- طفل مطيع، تمتم ووضع الأطباق فوق الطاولة ثم جلس قُبالة الأصغر. أخذ يأكل ببطء مركّزا على حركات الأصغر الذي شَرُد وراح يحفر في حبات الأرزّ بعِيدَانِ الطّعام. تنهد يونغي واستقام من مكانه ليجلس بجانب جونغكوك.

هو لن ينتظر قدوم الأصغر له هذه المرّة.

- ما الذي يشغل بالك؟ سأله محتضنا كتفه

- جيمين هيونغ.. أجابه مُفلتا الأعوادَ و واضِعا رأسه على صدر الأكبر. رأيته مع تاهيونغ عندما كنت متّجها للفصل..

- ثم...؟ همس الأكبر ليكمل من في حضنه الحديث لكنّ جونغكوك صمت والتفت لطبقه ليأكل هذه المرّة.

زفر الهواء بينما هو يتأمّل الساعة أمامه مُتجاهلا صحنه. مضت عشر دقائق و كوك لم ينطق بحرف، لكنه كان يأكل فعلا هذه المرّة لذا قرّر تأجيل الحديث فيما بعد.

عندما أنهى جونغكوك طعامه وجد أن يونغي لا زال في منتصف صحنه لذا انتظره أن ينهي قبل أن يجذبه معه لغرفة الجلوس.

يونغي جلس على الأريكة تنفيذا لرغبة الصغير الذي تكوّر في حضنه و غطّاهما. أغلق جونغكوك عينيه و أراح رأسه على صدر الأكبر.

- تاهيونغ قبّله.. وهو لم يقاوم أو يرفض.. بدأ جونغكوك حديثه ليتفاجأ يونغي بما حدث، أرجوك أخبرني أنِّي مُخطئ هيونغ، قلّي أنّ هناك سبب وراء هذا! بكى الأصغر وهو يرجو الأكبر أن يصحّح له ظنّه لكن يونغي جلس عاجزا غير قادر على استيعاب ما حدث.

هو لا يقدر على مساعدة جونغكوك هذه المرّة. هو لا يعلم سبب حدوث ذلك. حضن جونغكوك له و راح يمسح على شعره بلطفٍ آملا أن تهدأ شهقاته.

- آسف صغيري، أنا عاجز عن مساعدتك هذه المرة.. لم أتوقع أن يكون هناك شيء بينهما. تمتم مربّتا على ظهر الطفل الباكي في حضنه

- ليس خطأك هيونغ، أنت دوما هنا لأجلي.. أنا المخطئ بسجن مشاعري داخلي كل هذه السنوات، أنا الأحمق الذي هزمه جبنه أ-

- اشش، لا تزد حرفا واحدا، خوفك لم يكن يوما عدوّكَ جونغكوك. من الطبيعي أن تخاف تحرير مشاعرك خشية فقدانكَ له للأبد. هذا شيء عادي كوك، لذا لا تلم نفسك، أنت تزيد حالك سوءا. فقط اهدئ ونم الآن وغدا سنتحدث بهدوء.. همس يونغي مطبطبا على ظهره

هدأ جونغكوك بعد فترة لشعوره بالنعاس في ذلك الحُجرِ الدافئ وبهدوئه التقطت أذنه دقات قلب يونغي.

- هيونغ دقات قلبك متوترة.. تمتم الأصغر بنبرة ناعسة

- هي دوما كذلك جونغكوك، هي دوما كذلك..

07:37 صباحا

يونغي جفلَ عندما دخل جونغكوك فجأة للمطبخ راكضا، التفت له بتعابير متسائلة ليجيبه كوك:

- دفتري، هو غير موجود!

ماذا لو^^.؟↫جيكوكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن