❀ مبيت ❀

8 1 0
                                    

كلاهما كانا في المطبخ، مُنشغلَان في تحضير الطعام دون تبادل الكلمات. الصمت الذي اِختلطَ مع هواء الغرفة كان يُرعب جونغكوك، فهو يفضح دقَّات قلب الصغير السريع المُتَسَبِّبِ بها اقْتراب جيمين منه.

أما الأكبر فلم يكن يعي ما يحدث من حوله، جُلُّ تفكيره يدور حول ماهيّة ذلك الدفتر. هو انتبه لكيّفيّةِ حَشْره بين الكتب الأخرى. طريقة وضعهِ دلَّة على أنّ صاحبه لم يجد وقتا كافيا لإخفاءه، كذلك الأقلام المبعثرة وحقيبة كوك المفتوحة.

'جونغكوك كان يكتب شيء ما!'

استنتج ليلتفت للأصغر.

هذه لم تكن المرّة الأولى التي يرى فيها جيمين ذلك الدفتر: بين كتب الصغير في الجامعة، في يد جونغكوك عند وقت الغداء، وفي تلك الحفلة أيضا.. احتار للسبب الذي يجعل الفتى يأخذه معه لكلّ مكان..

- هل بالصدفة أنتَ تكتب يومياتك؟ سأل رُغم علمه بالإجابة مسْبَقا. فلو كان كما قال لما احْتَاج لحمل ذلك الدفتر إلى كل مكان..

- م-م-ماذا؟ تلعثم جونغكوك فسُؤال جيمين كان مفاجئا.

- أعني هل تكتب مذكرات أو شيء من هذا القبيل؟ وضّح

- لا، أنا لا أفعل. أجاب بهدوء رغم إيجاده سُؤالَ الأكبر غريبا.

أومئ جيمين ثم فتح موضوعا مخالفا، مُقرّرًا تجاهل الأمر وحسب.

أنهى تناول طعامهما ولم تنتهي أحاديثهما. جلسا على الأريكة بعد أن تعاونا على غسل الأطباق. اقترب الأكبر أكثر من جونغكوك ليُريح رأسه على كتفه ويستمتع بدفء جسده. أغلق عينيه وزفَّر الهواء بِخفّة. وجود الصغير بجانبه هكذا يبعث فيه احساسا مُريحا جميلا.

- مضت فترة طويلة منذ آخر مرّة بِتْنَا فيها معا. همس جيمين ليشعر بإيماء المعنيِّ

- علينا فعل هذا أكثر، أضاف ليُومئ جونغكوك مجدّدا.

بقي على تلك الحال دقائق معدودة و الأصغر بالفعل يشعر بنفاذ الأكسجين منه، يريد لفّ ذراعه حول خصر جيمين وتقريبه له أكثر لكنّ قلبه المجنون يحُولُ دون ذلك.

- هيونغ هل تودّ النوم؟ سأل الأصغر وقد نجح آخيرا بتَقريب جيمين له.

- لا، الأمر فقط أني أحب الاحساس الذي تبعثه فِيَّ. مريح، هادئ و جميل. تمتم ليردف. أنت ناعم كثيرا كوكي ودافئ.

كان يودّ قول المزيد لكنه توقف. جونغكوك هو كأخيه الصغير، وهذا يكفي. فالتصوّر الآخر خاطئ ولا يُحبّذُ أن يكشف عنه.

الأصغر لم يردّ واكتفى بحضن جيمين أقرب حتى كاد يحشُره داخل صدره. فهو لو فتح فمه فلن تخرج غير كلمة "أحبك" وهذا قد يُخرِّب سعادته بالاستحواذ على الأكبر ليوم. هو سعيد للغاية بتلك الكلمات التي بدت بسيطة لجيمين، هو سجّلها في قلبه ليعيد سماعها متى شاء.

تلك الليلة نام جيمين محتضنا الأصغر له.

ماذا لو^^.؟↫جيكوكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن