❂ إعتراف ❂

16 1 0
                                    

●عودة للماضي○

بعد أن أنهى كلا من جيمين و جونغكوك طعامها خرجا من المطعم وسارا ببطء في صمت.

- إذن ماذا تودُّ أن نفعل أو أين تَوَد أن نذهب؟ سأل جيمين محاولا ابتعاد التوتر الواضح عن الأصغر

- ما تودّه أنت.. أجابه جونغكوك بهمس ليتوقف جيمين ويحتضن يدي الأصغر بين خاصّته.

- كوكي صغيري، لا تكن خجولا وأخبرني. أنا لا أملك أي شيء ممتع في ذهني لذا نحتاج اقتراحك.. خاطبه بلطف وكأنه طفله الصغير وهذا أذاب قلب جونغكوك وخدّر ساقيه.

- م-مدينة اا-الملا-هي، تأتأ الأصغر مُخفضا بصره للأرض.

- حسنا هيونغ سيأخذ كوكي هناك~ قهقه بخفّة ثم توقف فجأة عندما لاحظ التَّوَرُّدَ الخفيف على وجنتي الأصغر.

رفع رأس جونغكوك بيد بينما الأخرى بقيت متشبّثة بخاصة الآخر. طال تحديقُه بوجه الأصغر: عيناه الكستنائيتان، نظارته الكبيرة والانعكاس الأزرق الذي تحمله، الكَرَزِيُّ المُنتشر على طول خدّيه وقمّة أنفه وأخيرا شفتاه الزهريّتان اللّتان ترتعشان بخفّة لتوَتّر صاحبهما. جيمين كان ضائعا في جمال هذا الكائن، في عقله الذي يحاول تحليل سبب تواجد هذا اللون الكرزي. أما جونغكوك فقد شُلّ تماما لهذا الإهتمام المفاجئ من هيونغه، وقلبه لم يكترث لقدرة الناس على سماعه.

يغار من تربيت الأكبر على رأس تاهيونغ فيُرَبّت على رأسه أيضا، يغار من نظرات جيمين للأحمقان فيُنظر له، يغار من اهتمام هيونغه بهما وتقضيته وقتا أطول معهما فيحصل على اهتمامه.. وكأن لذلك الدفتر قوة ما، وكأن عتابه وكلامه يصل فعلا لمسامع جيمين.

قاطع تحديقهما اِلْتفَات جيمين وسحبه ليده من بين يدي الأصغر الذي استغرب حركته المفاجئة.

- بما أفكر، محال أن يكون الأمر هكذا.. تمتم في نفسه قبل أن يعود بنظره لجونغكوك ويبتسم، لنذهب إذا!

وصلا آخيرا إلى مقصدهما ليركض جونغكوك إلى 'Roller coaster' يتبعه جيمين.

- هيونغ لنركب هذه! صرخ بحماس ليرفع الأكبر رأسه ويبتلع

- أنت تمزح صحيح؟ قالها بهمس

- لما.. هل هيونغ خائف~؟ استفزّه

- كوكي هي واللعنة سريعة كما أنها مليئة بالإنقلابات و المن- فقط إنسى محال أن أركب!

- لما وافقت على المجيء إذن؟ هل كنت تظن أننا سنركب الأحصنة أو ربما الأخطبوط؟

- لا أدري ولكن هذه بالذات خطرة على معدتي وقلبي! قالها ليفرّ صارخا عندما مرت بجانبهم بسرعتها الجنونية وصراخ ركابها.

رغم ذلك انتهى به الأمر صاعدا مع جونغكوك على متنها بل ملتصقا به. نزل كلاهما بعد انتهاء الجولة ليُسرع جيمين بافراغِ ما في بطنه في الحمام أما الأصغر فبقي يمسح على ظهره بلطف ويردّد اعتذاره.

- أنا حقا آسف هيونغ! لقد نسيت ما يحصل عندما تركبها.. همس به للمرة الرابعة ليحتضنه جيمين بعد أن غسل وجهه.

- أنت دائما ما كنت تقول هذا في الماضي ثم لا بأس لا بأس حقا.. أنا بخير.. فقط لا تتركني، أشعر بالدوار..

ارتخت ذراعا الأكبر ليتشبّث به الأصغر مانعا جسده من السقوط. شعر بالندم والخجل من فعلته رغم ذلك قلبه كان سعيدا فهو يحتضن هيونغه. خرجا إلى الحديقة ليُجْلِس جيمين على إحدى المقاعد و يذهب لإحضار مياهٍ وشيء حلو له.

في طريق عودته لمح فتاة تقترب من هيونغه ليتبادل بضع كلمات قبل أن تنحني وتنصرف: لم يكن سوى إعتراف مرفوض آخر..

- تفضل، نطق كوك مادًّا قارورة الماء لجيمين.

- شكرا لك، شكره و شرب القليل

- هذا واجبي، ثم هذه، قال ليمُدّ له 'مَافِينْزْ'. السكر جيّد للدُّوّار..

- جونغكوكي لطيف~~ مدحه مبتسما لتُغلق عيناه و تتشكّلا على شكل هلالين. تلك الإبتسامة التي كانت سبب وقوع الأصغر في حب تشيم قبل ٣ سنوات..

كان يتأمل الأكبر وكيف يتناول المافينز بهدوء، يُفكّر فيما يشغل تفكير هيونغه. فقد بدت عيناه في غير مكان. لم ينتبه جونغكوك ليد جيمين التي استقرت فوق وجنته تمسّدها.

- أهناك خطب ما؟ سأل الأكبر سَاحِبا الأصغر من عالمه.

- آه؟ لا مُطلقا..

- لِنجرّب ألعاب الفيديو إذن، اقترح جيمين مُبتسما ليفعل كوك المِثلَ ويومئ.

○○●●●●●●○○

عودة ليونغي الذي هَرب من المطعم؛ هو الآن رفقة ذلك الفتى، نفسهُ من سمع عزفه ونفسهُ من اصطدم به.

كلاهما جالسان على العشب في إحدى الحدائق العموميّة. الفتى كان يرتشف قهوةً قد برُدت بالفعل ويونغي يمتصّ الهواء من علبة عصيره الفارغة.

- هل تفضّل المعزوفات الحزينة، أم هل ذلك الوجه فقط يودّ التعبير عن ما يخفيه؟ سأل الفتى بنبرة أشبه بالهمس بينما عيناه لم تفارق زُرقة السماء.

- لا أعلم، أجب عن سؤالكَ بمفردك.. أجابه ناهضا من مكانه

- يونغي.. أنا لا أعتبرك مجرّد زميل فصل، أنت صديقٌ لِي.. قال ليلتفت له القصير

- أعلم.. تمتم ثمّ صوّب عُلبته نحو سلّة المهملات وغادر المكان.

تنهّد الفتى ثم ابتسم، "على الأقلّ هو يتحدّث معي بصدق" فكّر.

○عودة للحاضر●

ماذا لو^^.؟↫جيكوكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن