Chapter 10

41 7 2
                                    

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

✨ ما تنسوا الاعجاب و التعليق ✨

_____________

**الفصل العاشر **

اقترب إلياس بخطوات واثقة من مريم التي كانت تجلس بعيدًا، منشغلة بهاتفها. تقدّم ببعض الرصانة، يده خلف ظهره، وابتسامة ثابتة ترتسم على شفتيه. لم يكن في عجلة من أمره؛ بل كانت خطواته محسوبة، وكأنه على علم تام بما سيجنيه من هذه اللحظة.

تحمحم بهدوء، محاولًا لفت انتباهها، لكن دون استعجال. لم يرد أن يقطع على نفسه هذه الفرصة الثمينة. عيناها كانتا تلمعان بفرح نادر، ابتسامة ارتسمت على وجهها العجوز الذي مر عليه الكثير، مما جعلها تبدو أكثر إنسانية مما اعتاد رؤيتها عليه.

"امم اقدر أقول إن مريم هانم في مزاج حلو أوي النهاردة . تسمحيلي اكون وقح كفاية إني أسأل عن السبب؟"

قالها بصوت ناعم لين، دون أن يخفي نبرة الثقة التي ميزته.

رفعت مريم رأسها ببطء، وعندما رأت إلياس، لم تتأخر في الرد بابتسامة ودودة: "طبعاً، لكن اتفضل اقعد الأول."

جلس إلياس بانسيابية، وكأنه يملك المكان، وعيناه لم تترك ملامحها للحظة مانحا ايها إحساسا عظيماً بالاهتمام : "طيب، ايه بقي سبب البسمة المشرقة؟"

سأل وكأنه يبدي اهتمامًا عابرًا، لكنه كان يعرف جيدًا أن كل كلمة تصدر عنها قد تحمل مفتاحًا لمعلومات قيمة. هو بالتأكيد في امس الحاجة لها الأن او ربما لاحقا ........

أغلقت مريم هاتفها، ولم تفارق الابتسامة وجهها. تلك التجاعيد التي تحيط بعينيها لم تخفِ السعادة التي شعرت بها :"حفيدي، أوس، هيجي بعد يومين. هيفضل المرة دي فترة أطول من المعتاد، ده غير انه يجي اجازة بدري عن المعتاد برضو شئ نادر ، وأنا مبسوطة اوي بالخبر ده . أنت متقدرش تتخيل انا بحبه إزاي ."

هز إلياس رأسه بلطف وكأن حديثها يهمه حقًا: "أوس بيه... الواضح كده بالنسبة لي انه الأقرب لقلبك، صح؟"

"اه، هو و أليكس. الاتنين ليهم مكانة خاصه في قلبي."

رفع إلياس حاجبه بفضول مصطنع، لكن عينيه كانتا تلمعان بشيء أعمق: "طب وبقيه احفادك؟ غريبة يعني هم مش كويسين معاكي ؟"

بدت ملامح الحزن على وجهها وهي ترد: "مش وكان الموضوع كده. بس... اتغيروا، بقى كل واحد منهم اهم حاجه عنده مصلحته. عارف كده ما تحس ان هم اتغيروا ؟ ما بقتش عارفاهم ؟ كانهم مش الاطفال اللي انا ربيتهم و لعبت معاهم في يوم ، وشوية شوية... بقيت بحس بالوحدة."

أومأ إلياس بتعاطف زائف، ولمعت في عينيه تلك الفكرة التي راودته منذ البداية: كل كلمة تخرج من فمها تحمل سرًا، وسرها هو سلاحي.

قبور صامتة - Silent graves ⁠✧حيث تعيش القصص. اكتشف الآن