Chapter 5

76 8 4
                                    


سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

✨ ما تنسوا الاعجاب و التعليق ✨

اتمني يعجبكم الفصل و استمتعوا ⁦(⁠^⁠^⁠)⁩

_____________


**الفصل الخامس**

مرَّ أول يوم في ذلك القصر القابع بمنتصف الغابة. وعلى الرغم من أن إلياس لم يستطع النوم جيدًا، إلا أنه في النهاية نام ثلاث ساعات من شدة التعب.

في صباح اليوم التالي، وتحديدًا في السادسة صباحًا، استيقظ إلياس بإرهاق، يمسد كتفيه ورقبته بألم. يبدو أنه نام في وضع خاطئ. بعد دقائق من الصراع مع نفسه للنهوض، أخيرًا قرر أن يستحم لينتعش قليلاً.

مرت ربع ساعة كان قد أنهى فيها استحمامه، وارتدى ملابسه وجفف شعره. كان ينظر لنفسه في المرآة بانزعاج واضح؛ فهو ليس في منزله ليرتدي ما يشاء، لذلك يجب عليه أن يكون أنيقًا دائمًا، على الأقل ليظهر بمظهر الطبيب المعجزة.

خرج من غرفته مقرراً الذهاب إلى المطبخ الرئيسي. لم يكن يعلم إن كان هناك أحد مستيقظ في هذا الوقت، لكنه كان ينوي تحضير قهوته بصمت.

نزل إلى الأسفل قاصدًا المطبخ، وفور وصوله أدرك شيئًا واحدًا: من المستحيل أن يحضر قهوته بنفسه إلا إذا كان مستعدًا لقضاء ساعات في البحث عن مكوناتها في هذا المطبخ، الذي يجزم بأنه أكبر من منزله الشخصي.

زفر أنفاسه بحنق مقرراً العودة من حيث أتى، لكنه لمح سيدة عجوزًا ترتب في الرواق. توجه إليها وانحنى بجسده قليلا بأدب.

"اعذريني يا خالة، بس هو ليه مفيش حد موجود هنا؟"

رمقته السيدة باستغراب وقالت: "هو أنت متعرفش يا بني؟ وقت شغل جميع الشغالين هنا بيبدا من الساعة سابعة و نص ، و مينفعش حد يتأخر اكثر من كده او يبدأ قبل كده."

ارتسمت على وجه إلياس ابتسامة يائسة. لم يصدق أنه سينتظر ساعة كاملة حتى يأتي أحد ليساعده.

" شكرا جدا يا خالة."

"العفو يا بني."

لم يكن إلياس فضوليًا لمعرفة سبب كون العجوز الوحيدة المستيقظة، لذا وفر عناء السؤال، وقطع طريقه عائدًا إلى غرفته. لكن في طريقه شعر برغبة في الدخول لرؤية أليكس. تردد لبرهة في الأمر، غير متأكد إن كان ذلك تطفلاً أو عدم احترام، أم أنه الصواب للاطمئنان عليه. لكن في النهاية قرر الدخول. آخر مرة رأى فيها الفتى كانت البارحة، عندما اطمأن عليه بعد حديثه مع منصور، وطوال اليوم لم يسمع عنه شيئًا.

فتح الباب برويّة ودخل وأغلقه بهدوء. التفت ليجد أن الزمن يعيد نفسه، ولكن هذه المرة بطريقة معدلة بعض الشئ. كان أليكس جالسًا على نفس الكرسي، تشع من حوله هالة مظلمة. هذه المرة كان بيده كتاب ما ، لكن إلياس لم يستطع تمييزه. غير أن تلك النظرات في عينيه لم تتغير؛ نظرات سوداء، باردة، مخيفة، ميتة، خالية من لون الحياة، كلها مجتمعة في عين فتى في بداية عامه الخامس عشر.

قبور صامتة - Silent graves ⁠✧حيث تعيش القصص. اكتشف الآن