الفصل الثاني

5K 644 731
                                    

الفصل الثاني من #عذرًا_لقد_نفذ_رصيدكم
#شارع_خطاب

بقلم #fatma_taha_sultan

____________

اذكروا الله.
دعواتكم لأهلكم في فلسطين والسودان وسوريا ولبنان وجميع البلاد العربية.

___________

تفاقم غضبه واراد الطيح بكل شيء أمامه، لم يتحمل الوقوف أو البقاء وهبط للاسفل كي ينتظرها ويستنشق هواء نقي عله يبرد نيرانه..

مضت ساعة ولم تأتي بعد، كاد يجن ويفقد عقله، سار مثل المجنون ذهابًا وأيابًا؛ حتى سقط بصره على إحدى السيارات وترجلها منها مهندمة حجابها التي يتضح بأنها لم تكن ترتديه.

جحظت عيناه، ولم يشعر بذاته الا وهو يقطع المسافة الفاصلة بينهم وقسماته توحي بالشر....

غادرت السيارة وهندمت حجابها ورفعت عيناها كي تصل إلي بنايتها، لكن تيبست في مكانها وهي تراه يقترب منها ويقبض على معصمها متمتمًا من بين أسنانه يتوعد لها:

-نهار أبوكي مش معدي النهاردة..

كانت تلك الكلمات التي قالها نضال إلى سامية بعدما قبض على معصمها والسيارة التي كانت تنقلها كانت قد ذهبت في الوقت نفسه ولم تكن هي موضع اهتمام نضال الآن..

كان هناك خيارين بالنسبة إلى سامية أما أنها سوف تبكي لشدة خجلها وتوترها تحديدًا وهي تعلم بأن حجابها غير موجود على رأسها والخيار الثاني هو أن تكابر وترفع صوتها مثله متحدثة بانفعال واضح من أسلوبه الهمجي وتطاوله عليها وحاولت دفع يداه عنها لكنها لم تستطع فقالت بتشنج:

-إيه نهار ابوكي دي ما تتكلم كويس وتتكلم معايا عدل، فاكر نفسك مين يعني؟!! أنتَ مجرد ابن عمي وملكش حكم عليا ومش من حقك أبدًا تمسكني بالشكل ده.

هتف نضال بغضب جامح وهو ينظر لها:

-فين طرحتك ولا وقعت من الصياعة وقلة الأدب اللي أنتِ فيها، راجعة بعد نص الليل وقالعة طرحتك وعايزاني أكلمك ازاي يعني؟!..

كان قد ترك يدها فغادرت من أمامه وهي تحمل الحقيبة بصعوبة وركضت نحو المنزل وصعدت على الدرج وهو خلفها يسير بغضب، فقامت بقرع الجرس وفتحت لها انتصار الباب سريعًا وهي تنهر ابنتها كي تنقذها من بطشه وحتى لا تكبر المشكلة أكثر من ذلك:

-إيه اللى اخرك كل ده يا مقصوفة الرقبة حسابك معايا عارفة لو الموضوع اتكرر تاني...

عقب نضال على كلمات والدتها:

-يتكرر مين هو لسه هتستني لما يتكرر، بنتك راجعة من غير الطرحة يا حجة انتصار دي متخرجش من البيت تاني ومفيش شغل ولا غيره.

هللت سامية واضعة يدها أعلى خصرها وهي تأتي من الداخل:

-نعم يا حبيبي؟! يعني إيه اللي مفيش شغل؟! أنتَ بتحلم، وبعدين أنتَ مالك؟! حاشر نفسك في حياتي ليه أنتَ مجرد ابني عمي وقريبي ملكش أي صفة في حياتي أنتَ سامع؟! ده الواحد يسيب ليكم البيت ويغور في داهية، دي بقت عيشة تقرف....

عذرًا لقد نفذ رصيدكم (شارع خطاب)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن