هيون سيك

25 10 8
                                    

ضجيج الموسيقى الصاخبة كان يهز جدران المنزل الكبير، مختلطًا بأصوات الضحك والحديث. الأضواء المتراقصة غمرت القاعات، بينما تحرك الخدم بسرعة بين المدعوين حاملين الأطباق والمشروبات.

داخل المنزل، كان جونغكوك يتحرك بحذر عبر الممرات المظلمة القريبة من القاعة الرئيسية. تجنب بمهارة الخدم الذين مروا بين الحين والآخر، مستغلًا الظلال والزوايا لإخفاء وجوده. كانت دقات قلبه تتسارع مع كل خطوة، لكنه حافظ على هدوئه، مركزًا على هدفه.

توقف أمام باب المكتب الواسع. أصغى للحظات، حابسًا أنفاسه للتأكد من خلو المكان. وعندما اطمأن، دفع الباب ببطء، صريره اختلط بأصوات الحفلة ليصبح غير ملحوظ.

في الداخل، كان المكان كما توقع~ مكتب فخم تملأه رفوف الكتب والتحف، وطاولة خشبية ضخمة تتوسط الغرفة. تقدم بخطوات ثابتة نحو الطاولة، وبدأ بفتح الأدراج واحدًا تلو الآخر بسرعة، يبحث بعينين يقظتين.

أخيرًا، عثر على صندوق خشبي صغير في أحد الأدراج السفلية. فتحه ببطء ليكشف عن ساعة ذهبية فاخرة. التقطها بيده وحدق فيها للحظة، وابتسامة جانبية ارتسمت على شفتيه.

مد يده في جيبه ليأخذ شيئًا صغيرًا، لكنه توقف فجأة. بدأ يبحث في جيوبه الأخرى بسرعة، عيناه اتسعتا، وملامحه تحولت من الهدوء إلى الغضب.
«أين هي؟!» تمتم لنفسه بصوت مضغوط.

ضرب المكتب بقبضته، فارتجفت الأوراق المتناثرة بفعل الصدمة.
«تبًا! كيف يمكن أن أكون بهذا الغباء؟!» ركل الكرسي بجانبه بعنف، فأصدر صوتًا مكتومًا وسط صخب الحفلة.

وقف للحظة، أنفاسه ثقيلة وغضبه متصاعد، لكنه ضبط نفسه سريعًا. أخذ نفسًا عميقًا، اعاد كل شيء الى ما كان عليه، ثم انطلق نحو النافذة الخلفية، عازمًا على الخروج قبل أن يكتشف أحد وجوده.

~

عاد جونغكوك إلى الحفل بخطوات سريعة ومدروسة، محاولًا أن يظل غير مرئي وسط الزحام. الموسيقى كانت تعم المكان، وأصوات الناس تنسجم مع الأنوار الساطعة، لكنه كان لا يرى سوى هدف واحد. عينيه جابت المكان باحثة حتى وقع نظره عليها.

كانت تقف بالقرب من جيسي، بفستانها الأحمر الطويل الذي بدا وكأنه ينساب على جسدها كالماء. بشرتها المشرقة، مكياجها المتقن تحت الأضواء جعلها تبدو كأيقونة جمال وسط الحفل. كانت تضحك بخفة، وكأسها في يدها، بينما كانت جيسي تشاركها الحديث والضحك، مما جعلها تشرق أكثر في هذا الجو المفعم بالحياة.

وقف جونغكوك للحظة، عينيه لم تبارحها، وكأنها كانت الشيء الوحيد الذي يراه في تلك اللحظة. لم يرمش لثوانٍ، ثم تمالك نفسه وعاد ليحتفظ بتعبيره البارد.

عذرًا أيتها البطلة!_ "! Sorry, heroine!"  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن