بيبيمباب

30 10 5
                                    

وسط الحرم الجامعي الفاخر، حيث الطلاب يرتدون أحدث صيحات الموضة ويتباهون بثرواتهم، كانت أون شي تتسلل بهدوء كعادتها. الكمامة تغطي نصف وجهها، والقبعة تخفي شعرها، محاولة أن تبقى غير مرئية قدر الإمكان. وسط تلك الأجواء، تقدمت نحوها سيو آه بابتسامة واسعة تضيء وجهها.

«اشتقت إليكِ! لم أركِ بالأمس، أين كنتِ مختفية؟» سألت سيو آه بحماس وهي تضمها بقوة إلى صدرها.

بادلتها أون شي العناق سريعًا، ثم ابتعدت قليلًا لترد بصوت هادئ:
«كنت مشغولة جدًا، ولم أستطع الحضور.»

هزّت سيو آه رأسها وكأنها تتفهم ذلك، لكنها سرعان ما قالت بلهجة متحمسة:
«حسنًا، أردت أن أخبرك بشيء مهم.»

لكن البرود الذي اتسمت به أون شي فجأة جعلها تشعر بتأنيب الضمير. لم تعرف لماذا تغيرت طريقتها مع سيو آه.

قاطع أفكارها صوت سيو آه:
«أريد دعوتك على الغداء غدًا! أخبرت جدتي عنك، وأرادت أن تتعرف عليكِ.»

شعرت أون شي بالتوتر فجأة. لقاء عائلة سيو آه لم يكن في خططها ليوم غد، لكنها لم تستطع رفض الدعوة. نظرت إليها سيو آه بعيون مستديرة كطفلة تنتظر ردًا.

«بالتأكيد، سأكون هناك.» ردت أون شي بابتسامة باهتة، محاولة أن تخفي ارتباكها.

ضحكت سيو آه بسعادة، ثم توقفت لتضيف:
«وصديقتكِ التي كانت معكِ... يمكنكِ دعوتها أيضًا إن أرادت المجيء.»

التفتت أون شي قليلًا نحو جيسي التي كانت تتقدم نحوهما بخطوات سريعة وابتسامة عريضة. أشارت برأسها نحوها وقالت:
«يمكنكِ أن تخبريها بنفسك.»

وصلت جيسي أخيرًا، وصرخت بمرح:
«مرحبًااا!» ثم احتضنت أون شي بقوة وكأنهما لم تلتقيا منذ سنوات.

ضحكت سيو آه وقالت:
«أوه، رائع! إذن ستأتين أيضًا، صحيح؟»

«بالطبع!» أجابت جيسي بحماس دون أن تترك أون شي.

ابتسمت سيو آه بلطف وقالت:
«رائع! أراكما لاحقًا إذن. سأذهب الآن إلى المكتبة.» ثم لوّحت بيدها مبتعدة عنهما.


بقيت أون شي وجيسي بمفردهما. نظرت أون شي إلى جيسي باستفهام ساخر:
«وهل تعرفين أين ستذهبين؟»

ضحكت جيسي وهي تهز كتفيها بثقة:
«مهما كان المكان، بما أنكِ ذاهبة، سآتي معكِ.»

رمقتها أون شي بنظرة جانبية لكنها لم تستطع كتم ابتسامة خفيفة ارتسمت على وجهها، بينما أضافت جيسي بنبرة مرحة:
«أنا لا أضيع فرصة مغامراتكِ، حتى لو كانت مع عائلة تلك الفتاة»

عذرًا أيتها البطلة!_ "! Sorry, heroine!"  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن