الفصل الثاني والاربعون

606 22 10
                                        



يضعها أرضاً ، لتترنح فى وقفتها تشعر بالدوار يكتنفها ، لكنها اسرعت بالتماسك..
هامسة بخوف وهى تتراجع الى الخلف قائلة بخفوت وتحذير هى تراه يتقدم منها ببطء وفى عينيه تلك النظرة المهددة مرة اخرى

= خليك عندك انا بقولك اهو … عارف لو ايدك اتمدت عليا تانى…..

قطعت حديثها تتسع عينيها وهى تراه يتخطاها كانها هواء امامه يسير ناحية الغرف الداخلية لتتنفس الصعداء براحة واطمئنان ، سرعان ما اختفيا حين توقف مكانه فجأة ، ثم يلتفت نحوها مرة اخرى يرمقها ببطء من اعلاها لاسفلها ببطء جعل قلبها يسقط بين قدميها هالعا ، حين تحدث بهدوء شديد ارعبها اكثر من غضبه قائلا بتهمل

=   اياكى ايدك تفتح الباب ولا حتى تلمسه .. المرة دى جبتك متشالة على كتفى .. المرة الجاية مش عاوز اقولك هجيبك ازاى خلى عقلك الحلو ده يفكر فيها لوحده وعلى مهله …

ثم تركها وتحرك لغرفة النوم تقف وقد سقط فاها ، حتى كاد ان يلامس صدرها للحظات ظلت خلالهم مذهولة قبل ان تهمس بصوت مرتعب مصدوم

=  يخرب بيتك يابن نعمه دانت طلعت مجنون وانا مش عارفة .. يا عينى عليا وعلى بختى كان مستخبى ليا كل ده فين بس ..

جلس على الفراش بعد ان تركها بالخارج زافر بعمق وهو يحاول ان يهدء من ثورة مشاعره ونبضات قلبه المتراقصة بفرحة عودتها له واحساسه بعودة كل شيئ لطبيعته لمجرد وجودها معه فى نفس المكان ، تتنفس الهواء ذاته معه ، فبرغم محاولته اظهار الثبات والقوة امامها وصراخ كبريائه عليه بأنها تستحق عقابه على ما فعلته لكنه لم يجد فى نفسه القدرة على ذلك.

خرج من افكاره على صوت خبط قوي علي الباب الملح يزداد الحاحا عند تأخرهم فى الاجابة ولم يجد من بالخارج استجابة له ، فينهض فوراً ليتسأل لما لم لا تجيبه يهرع خارجا من الغرفة بقلق وقد ارعبته فكرة ان تكون قد غادرت وتركته مرة اخرى..
لكن تنفس الصعداء خفية حين وجدها تجلس كما تركها تماما و مازال الغضب على وجهها تلتمع عينيها بنظرة متحدية تسمع رنين جرس الباب لكنها تجاهلته بلا مبالاة ليسألها صارخاً بها بحنق

=  ايه مش سامعة الباب وكل الخبط ده !
بوجه بارد وعيون متحدية اجابته

= انت مش قولت مجيش ناحيته ولا ايدى تلمسه وانا بقى بحب اسمع الكلام.

هجم بتهديد ناحيتها خطوتين لتهب واقفة تصرخ به بصوت باكى طفولى ويدها تفرك مكان صفعاته السابقة لها
= والله لو قربت منى لا اصوت واخلى اللى على الباب يسمعوا صويتى .. حرام عليك والله انا مبقتش قادرة.

أسميتها وتين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن