دخل غرفتها..... وجدها تنظر من النافذة.......
قال بقلق: هل انتِ بخير؟!!
قالت بعد تنهيدة:اجل ولكن ضاق نفسي.......
وقف بجانبها..... قال بأبتسامة نصر: الان لن يصيبك اي مكروه.....
قالت بتعجب ونظرت إليه: ماذا تقصد؟!!
قال بعد ان اصطدمت مقلته بعينها: الان لن يخيفكِ اي شيء..... انا سويت كل الامور.....
قالت وهي تفكر: اتقول ان كل ما حصل بسببك؟!
تكسرت ابتسامته البلهاء.......
ارتبك وقال: لا.... فقط.....
قالت ولم تجعله يكمل: ارتباكك هذا يعني اني على حق.....
ظهر على وجهها إمارات الغضب.....
وهو رسم الحزن على ملامحه......
اراد الاقتراب منها.....
ولكنها تجاوزته وقالت: ابتعد عني.......لا اريد ان اجرح اكثر.... ولا ان اعود الى المشفى.......
صوت تحطم بداخله......
لم يعلم ماذا يفعل؟!!!
قالت: اخرج... لا اريد رؤية وجهك......
انها ترفضه.....
لا تريد رؤيته.....
تجمدت اوصاله....
توقفت نبضاته.....
امسكها من كتفها بعنف....
نسى انها مصابة....
نسى انها تتألم....
اصبح يصرخ في وجهها بكل وحشية: لماذااااا؟!!!!! قولي لي ؟!!! لماذا لا تحبيني؟!!! لمـــــاذا؟!!
تاؤت من الألم ونطقت بضعف وهي تحاول ان تفلت منه: اتركني.... توماس.... ارجوك اتركني......
ضمها إليه وقال: لا اريد.... لن تتحركي انشاً واحداً من امامي..... اريدك بجانبي..... اريدك ان تسمعي نبضاتي....
اريدك ان تشعري بي.....
ولكنها صامتة... لا تتحرك....
ابعدها ليدجدها مغمى عليها..... وجرحها فتح ليخرج الدماء.....
حملها ووضعها على السرير...
طلب الطبيب بسرعة.....
توتره اعاق دقات قلبه.....
ترتجف اوصاله........
ويحاول اقناع عقله انها بخير.....
قالت له الممرضة بخوف: عذراً سيدي.... ولكن هل انت مصاب؟!!!
نظر لقميصه ليرى ان دماءها لطخته......
نظر إليه مطولاً......
يحمل نفسه الذنب.....
اجل هو السبب.......
هو سبب تألمها ووجعها......
هو السبب في كل ذلك.....
ولكن لا يريدها ان تعود الى ذلك المدعو هاري......
لا يريدها ان تختفى من امامه.....
يريدها بجانبه طوال حياته.......
وضع يديه على وجهه.....
همس: انا احمق..... مجرد مغفل.....انا مجرد غبي يتبع وصية خالته.......
خرجت روح والده واصبح يطوف حوله....
همس والده بأذنه: انتقم لي......
اختفى الروح..
وظلت هذه الجملة حبيسة جسده.......
يريد نزعها ولكنها ملتصقه بفكره وقلبه......
يجب ان ينتقم......
ولكنه لا يستطيع.......
يجب ان يقتله.....
ولكنه لا يريد......
يحبها ويعشق كل شيء بها......
لم يحببها لجمالها.....
لم ينظر لها بسبب حسنها.....
شخصيتها جذبته.......
راقبها مدة ستة سنوات......
بكل يوم احبها....
بكل ساعة عشقها....
بكل دقيقة فتن بها.....
بكل ثانية وقع في شباكها......
لا يستطيع التخلي عنها.......وفي مكان اخر.....
في قصر كبير....
تعم الفوضة به.....
في ذلك المكتب.....
يجلس هو ينظر احدهم......
دق الباب....
انطلق صوته الجهوري : تفضل.....
دخل الخادم الى سيده......
قال الخادم: انا اعتذر سيد زاك ولكن للان لم نجدها ......
قال بهدوء: للان....
ضرب قبضته على مكتبه وقال: ابحثوا عنها ..... لقد مضى على غيابها يومان.... يجب ان نجدها......
ان لم تجدوها سأقتلكم جميعاً.......
خرج الخادم مرتعباً من صراخ سيده.......
وجلس زاك على مقعده والذكريات تدور حوله......
دخلته زوجته......
قالت: هون عليك....... انا احترق مثلك... فهي ابنتي ايضاً.....
دفن وجهه في حضنها وقال: انا اعتذر انجالي.... لقد وعدتك ان احميها ولكن لم افي بوعدي......
انا افتقدها.... ابتسامتها.... مرحها... دلالها....نطقها لكلمة 'ابي'......
حتى ان جدران القصر وكله بأكمله يفقتدها....
قالت بحنان وعطف: انا اعلم عزيزي .... انا اعلم.....
لتنبثق دمعتها الحارقة على خطف ابنتها ايما.....
ابتعد هو..... مسح دمعتها وقال: ارجوك... لا تبكي انجالي.....
دموعك عزيزة علي.......
وضعت يدها على راسه وقالت مع ابتسامة: اجل.... اعدك زاك............توماس.......
دخلت الفندق لاغير ثيابي........
لن اغسله سأحتفظ به فهذه دمائها......
ابدلت مالابسي وخرجت......
عدت إليها..... لا استطيع ان ابتعد عنها.....
هي روحي.... فكيف لجسد ان يحيى بلا روح......
هي نفسي فكيف لرئيتن ان تعيش بلا نفس......
هي كل شي بالنسبة لي.......
هي حياتي......
دخلت الى الغرفة التي هي بها......
اطلت النظر إليها.......
ليطرق الباب.......
دخل منه طبيب يافع يبدو اكبر مني بقليل.....
قلت بحدة: ماذا تريد؟!! يبدو انك اخطأت بالغرفة......
قال الطبيب بهدوء : ألستغرفة المريضة إيما زاك غيدر.....
اجاب توماس : اجل..... إذا ماذا تريد؟!!!
قال الطبيب بثقة: انا الطبيب المختص باللعنات..... ادعى ديفيد...... استدعيت لافحص لعنة المريضة ايما.......
نظرت إليه من اعلى راسه الى اخمص قدميه.....
دخل الطبيب جورج....
قال: لقد جئت ديفيد. ..
قال: أجل. ... يجب أن أرى المريضة في الحال.... لأعلم ما هي لعنتها......
قال: حسنا ابدأ.....
قال الطبيب ديفيد: أجل سأبدأ ولكن ارجو ان تمسك كتلة نيران الغيرة تلك.....
وأشار إلي......
رمقته بنظرة مميتة وخرجت....