....إيما......
لماذا ابتسم لي؟!!
لماذا ذهب دون قول اي شيء؟!!
لماذا انا لحقت به ؟!!
لماذا اسرعت إليه؟!!
لماذا صرختُ بأسمه؟!!
لماذا تجتاحني تلك المشاعر المتداخلة؟!!
ان عقلي في كومة من الاسئلة....
عدت الى الشركة وبين قلبي اشياء مختلة!!..
ذهبت الى المطعم مع هاري....
لم اشعر بأي شيء....
فانا الان تحولت مشاعري له من حب وشوق الى كراهية وانتقام....
يجب ان اكشفه على حقيقته؟!!
ونحن ننتظر الحلويات...
سألته ببلاهة: من تلك الفتاة؟!!
كان ينظر من النافذة وعندما طرحت السؤال...
توجهت مقلتاه إلي....
وكأن شيئاً حزيناً اصابه...
نظرة ألم اعتلت عيناه....
قال واعاد النظر الى النافذة: لا شأن لكِ....
كنت اريد ان ابصق عليه بعض السموم....
ولكني تجاهلته بسؤال: متى سيكون زفافنا؟!!
قال بلا مبالاة: بعد اسبوع....
نظرت إليه بضغينة وقلت وانا ارص على اسناني: وكأنك الوحيد الذي سيتزوج!!!...
ضرب بقبضته على الطاولة....
وقال بهمس وكأنه صراخ بالنبسة لي: هل صمتي سيدة لعنة؟!!
عندما دخلت تلك الجملة سمعي...
شيء وغز بداخلي ...
وهم بالرحيل ....
كلماته تطرق اذني....
قلت بهدوء: انتظر....
قال بضجر وهو يلتف إلي: ماذا؟!
عندما اصبح وجهه بناحيتي...
امسكت كأس الماء وسكبته بوجهه....
قلت بأنتصار: عليكِ ان تعلم كيف تتصرف مع الاميرات... وإلا سيكون عقابك حمام كوب من الماء البارد......
واسرعت في طريقي الى الشارع...
اوقفت سيارة اجرة بسرعة....
وعدت الى المنزل....
وهناك ضحكت على مظهر هاري عندما رششته بالماء....
ولكن كلماته ومشاهدتي لتوماس...
اعاقت قهقتي بدمعة شقت طريقها الى خدي...
مستحها... ولكن عندما تحاول ان تزيل دموعك فأنك لن تستطيع لان الدموع مترابطة ببعضها.....
انساب خيط دموعي بهدوء...
وتلك الابتسامة مازالت بثغري....
قلت وصوتي به رجفة: لماذا ابكي؟!! وهل هناك شيء يستحق البكاء؟!!
ولكن كيف لنهر صغير ان ينتهي؟!!...الراوية.....
مشهد إلتقاءها بتوماس يعرض امامها....
قالت بغصة: لماذا تريد الرحيل؟!!
عد توماس!!
لماذا تبتسم لي؟!!
لم يكن عليك اعادتي إليه؟!!
لم يكن عليك التخلي عني؟!!
لم يكن عليك فعل كل ذلك لأجلي؟!!
شهقاتها منعتها من نطق المزيد من الكلام....
صرخت بقوة: عد... ارجوك....
وانهارت فاقدة للوعي.....ومع مرور الايام...
وهي مستلقية على السرير....
يأس وألم ممتزجان يحيطان بها....
لا احد يعلم ما يؤلمها!! او لما هي بهذه الحالة؟!!
موعد زفافها شارف على القدوم....
وقبل يوم من مجيئه....
في الصباح الباكر...
الجميع في عجلة...
فغداٌ الزفاف....
دخلت الخادمة سيمونا على غرفة الاميرة.....
قالت بقلق: اميرتي... هناك رسالة لكِ!!!
لم تهتم إيما.... فقط تنظر للفراغ بأعين خالية من الاهتمام والحياة....
اكملت الخادمة: انها من السيد توماس......
عندما دخل ذلك الاسم سمعها.....
نهصت بسرعة وكأن روحها ارتدت لها....
قالت بتوتر: اي هي؟!!
مدتها لها وخرجت....
امسكتها ايما بأرتباك....
لا تعلم ما هو محتواها؟!!
قلقة.مرتجفة....
فتحتها وبدأت بالقراءة بصوت منخفض قليلاً:
مرحبا سيدة إيما....
استغربت إيما بكتابته لسيدة فهو دائما ما يقول لها إيم...
اكملت: اريد ان اقول لكِ انا على وشك نسيانكِ... لذا لا ترهقي نفسك....
اهتمي بها... وايضا هناك خبراً انا سأتزوج من ابنة خالتي ليان....
هنا وقعت منها الورقة...
تجمدت مكانها....
تقطعت اوصالها....
لا تعلم ماذا تفعل او ماذا تتكلم؟!!
فقط تلك الكلمة هي اصبحت في رأسها....
عادت لوضعيتها....
واستقلت في السرير....
جاءت الخادمة.....
نطقت إيما ببرودة: هل تخلصتي من تلك الرسالة؟!!
قالت سيمونا بخضوع: حسنا سيدتي.....
وفي ليلة نفس اليوم.....
دخلت والدة إيما عليها....
ومعها ثوب الزفاف....
وضعته بالمكان المخصص له...
وقالت بفرح: جميل أليس كذالك؟!!
لم تنظر اي تجب!!
فقط صامتة .....
جاءت والدتها.... طبعت قبلة على جبهتها....
قالت بحنان: تصبحين على خير....
وخرجت....
وفي اليوم التالي....
صباح الزفاف....
دخلت مجموعة من الخادمات...
انتشلن إيما من السرير ....
وبدأن بتزين وجهها....
وبعد مرور بعض الساعات....
انتهين ما كل شيء وخرجن...
دخلت امها وساعدتها بأرتداء الثوب....
انتهت من كل شيء...
خصلات شعرها المرفوعة للاعلى بشكل رائع....
فستان زفافها الفاتن....
انها بالفعل لعنة جمال سقطت على الارض...
رغم ارهاقها وتعبها جميلة....
اتت السيارة وذهبت الى مكان إقامة الزفاف......
على كل جانب مجموعة من البشر....
بعيناها الفاقدة للحياة....
باردة،مظلمة....
تمشي بهدوء الى هاري...
بخطوات كالسكون....
همسات الحاضرين تتناقل بين الافواه.....
-انها فائقة الجمال....
- ان حظ هاري جيد...
- اجل فهو سيصبح الملك...
- وايضا لديه هذه الزوجة الجميلة.....
وصلت لجانب هاري...
صامتة... هادئة ...
قال هاري النذر....
سأله القصيص: هل تقبل إيما زاك غيدر زوجة لك؟!
اجاب بأبتسامة: اجل...
وجه سؤاله الى إيما: هل تقبلين هاري جميس غيدر زوجاً لكِ؟!!
السكون جاب المكان....
والهمسات تلوح في الافق....
في مختلف الموضوعات...
-لماذا لم تنطق للان؟!
- ألا تلاحظين انها حزينة؟!!
- انها محظوظة ان هاري زوجها...
- سمعت ان السيد توماس اراد حضور الزفاف....
- لا... فهو الان سيسافر للنيويورك....
الاحاديث تدور حولها....
افكار تدخل وتخرج من رأسها....
نبضات قلبها في تسارع....
وفجاءة تحركت...
امسكت ثوبها وانطلقت....
فتحت الباب وهربت....
اوقفت اول سيارة اجرة...
ركبت وقالت بسرعة: اريد الذهاب الى مطار لندن الدولي....
نظر لها وتحرك....
لحقوا بها وهم يصرخون: إيما؟!! إلى اين؟!!
اظهرت رأسها من النافذة....
صرخت بقوة موجهة كلماتها الى والدتها: أمي... لقد وجدت حبي... فانا اريد اللحاق به كما قلتي لي... وداعا...ونزعت الطرحة عن رأسها...وفي مطار لندن الدولي....
ينظر ان يذيعوا خبر انتقال المسافرين الى الطائرة ....
ولكن عينيه تنتقل الى باب المطار...
همس بلطف : اشتقتُ لكِ إيم....
قالت بأستفهام: ماذا قلتَ توماس؟!!
قال بأبتسامة: لا شيء.. ليان...