توماس...

4.1K 231 3
                                    

ذهبت إيما الى امها مسرعة....
قالت بقلق: امي... اريد ان اقول لك شيء؟!!...
لم تنتبه لها والدتها فالجموع يريدون ان يحتفلوا مع الملكة....
انتظرت والدتها بصمت....
قالت أنجالي بمرح: إذا ماذا تريدين ان تقولي لي؟!!
اراد النطق ولكن إلتقاء مقلتها بعينه....
اخرس ثغرها....
ابتسم لها بسخرية....
وكأنه يذكرها بتهديده.....
قالت بتوتر: لا شيء... فقط اريد الصعود الى غرفتي....
قالت بأبتسامة: حسنا....
صعدت الى غرفتها مثقلة المشاعر.....
ماذا ستفعل؟!!
هل حقاً ستتزوج به رغماً عنها؟!!
هل حقاً كانت تحبه؟!!

....إيما....
احرفه تتلاطم مع سمعي....
تلك النظرة المميتة حفرت بقلبي ....
هل انا حقاً مجرد اداة للوصول لهدفه؟!!
ومن هي ليان؟!!
هو يحبها!!!
وانا اعتقدت انه يحبني!!!
ولكنه مخادع....
استخدمني كدمية.....
كألة للاستعمال....
احببته!! لقد أحببته!!! وأيضا بجنون!!!
اصبحتُ اردد هذه الجملة:أحببته...
اجل احببته....
صرخت بقوة.....
لقد أحببته.....

الراوية....
تضحك بشدة وتقول بصراخ: أحببته.... اجل... لم أحبب غيره.... رفضت كل شيء لأجله....
تحولت نبرة صوتها للغضب: وظهر انه مجرد خبيث... لا يستحق اي شيء من حبي....
وضعت يدها على شعرها...
امسكته وقالت ودمعة انزلقت على خدها: ولكني احببته....
انهارت تبكي....
ذكريات معه تتبعثر امامها....
هرولت الى خزانتها...
نثرت هداياه منذ الصغر...
امسكت احداهم وقالت بحزن وإنكسار وكأنها تحاك اطيافهم وهو صغار: اهداني اياها في عيد ميلادي السابع.... وهذه الوردة في التاسعة من العمر.... رغم جفافها لم ارمها... وهذا الدب القطني في العاشرة....
تخرج واحدة تتلو الاخرى...
رمتهم جانبا وقالت بغصة مؤلمة: وما فائدة هذه الان... فانا مجرد شيء لمصالحه المخاطة بالمكر...
نعم حمقاء كنت ولم ازل....
اوهمني بحبه لي...
اوهمني بحنانه الزائف....
اوهمني بكل شيء....
ولكن بين قلبه فتاة اخرى...
فتاة غيري...
دموعها طرحت مع الارض سوية....
قالت بألم يمتزج مع اليأس:غبية... انا مجرد فتاة بلهاء.... وقعت بحب شخص يتقن فن التملق والخداع ...
عانقت دموعها وسط ذكريات مبعثرة....
غفت بين الاشياء المتناثرة...
طرق الباب....
نهضت إيما بفزع....
دخلت الخادمة سيمونا.....
نظرت لها بخوف: سيدتي... ماذا هناك؟!! لماذا انتِ بهذه الحالة؟!!
وفجاءة ضمت إيما سيمونا.....
واصبحت تبكي بشدة....
وتقول بصراخ: لماذا؟!! لماذا اعادني؟!! اريد ان يختطفني مرة اخرى!!! لماذا؟!!!
تفاجئت سيمونا بكلامها....
رق قلبها... ربتت على شعرها....
واصبحت تقول: لا عليكِ سيدتي.... انه مازال يحبكِ؟!!
نظرت إيما لها بأعين بريئة مليئة بالدمع....
نطقت: إن كان يحبني.... لم يكن ليدعني.... فانا لا اريد الزواج من هاري... ولا اريد هاري.... اريد فقط العودة لنيويورك.....
الى ذلك القصر وتلك الغرفة.....
احطضنتها سيمونا بقوة ودمعتها انزلقت....
وقالت بغصة: وهو يريدك... ولكنك اهملتي غذائك... وهو لام نفسه لانه ابعدك عن حبكِ.....
قالت إيما بصدمة: هو ارسلني وتخلى عني لأجلي..... لذلك كان يبكي.... هو لم يسأم مني!!! هو لم يكرهني!!! هو مازال يحبني....
نطقت تلك الكلمات وفقدت الوعي.....
حملتها بصعوبة الى السرير....
ونادت الملكة بسرعة....
جاء الطبيب وألغيت الحفلة....
لم يكن إلا ارهاقاً للنفس....

ومع مرور الأيام....
اعين منتفخة....
وهالات سوداء...
مقلتاها الحمراء...
خصلات شعرها السوداء غير المنتظمة...
قلة غذاءها...
كانت تجلس على سريرها ....
قلبها يعرض صور حب توماس لها ....
طرق الباب...
دخلت والدتها....
مسحت على رأسها....
قالت بحنان بعد ان قبلت رأسها: لماذا فعلتِ هذا بنفسك؟!!
صامتة... لم تجب....
قالت والدتها بقلق: ان هاري بعث لطلبك في شركته... للخروج للمطعم....
عندما سمعت اسمه صرخت: لا اريد...
تفاجئت بردة فعلها.....
تمالكت إيما نفسها....
وقالت بتوتر: لان مظهري غير لائق.....
قالت انجالي بفرح: إذا انا سأتولى مظهرك....
قالت بصوت عالاً: سيمونا.... تيا... إيملي... هيا بسرعة... هناك موعد لإيما مع هاري....
جاءت الخادمات....
وبعد مدة من الوقت....
انتهوا من وضع الزينة....
وخرجوا لترتدي ثوبها....
لبسته ونظرت لنفسها في المرآة.....
قالت بهمس: لا اريد الذهاب!!..
دخلت امها بعد انتهاءها....
نادت على السائق....
ودعت والدتها وركبت السيارة......
تنظر من النافذة ودموع تكورت على ضفة مقلتها....
لا تريد... ولكنها مجبرة.... فحياة والديها على المحك....
وصلت للشركة....
نزلت واتخذت خطواتها الى مكتبه....
قبل مجيئها بنص ساعة ....

*فلاش باك*....
هاري مغمس بالعمل في مكتبه....
بعد ان طلب ببعث إيما.....
طرق الباب....
قال بلا مبالاة: تفضل....
دخلت هي وهو لم ينظر من الطارق!!!
ولكن صوتها اوقف يده عن الكتابة وعينه عن النظر....
قالت بأشتياق: مرة فترة لم اركَ هاري!!!
نظر لها... اتسعت عيناه....
لماذا هي هنا؟!! هل حقاً اشتاقت له؟!!
قال بحنان: ليان؟!! ماذا تفعلين هنا؟!!
قالت بمرح غامض: اتيت هنا مع توماس سميث... فانا نائبته كما تعلم...
اقتربت وهمست بأذنه: وايضا سأصبح عروسه....
نظر الى الفراغ....
ضرب بقبضته على الطاولة....
ابتسم وقال: مبارك....
قالها بغصة وألم ....
هنا دخلت إيما....
قال بفرح مزيف: اهلا عزيزتي...
نظرت ليان لها لطصدم....
وكأنها تقول انتِ تلك الفتاة التي يحبها توماس!!!!
وضع يده حول خصرها  موجهاً نظراته لليان انتقاماً وقال بأبتسامة: هذه خطيبتي إيما غيدر.... وزفافنا بعد اسبوع...
قالت إيما بتفاجئ: بعد اسبوع؟!!!
قال هاري: اجل عزيزتي.....
قالت ليان وهي تكتم غضبها: مبارك لك!! حسنا... وداعا...
وخرجت بعد اغلقت الباب بعنف...
ابتعدت إيما عنه....
وهو عاد الى مكتبه.....
وقفت امام النافذة....
تنظر للخارج والداخل....
وقعت عينها على ذلك الشاب....
اتسعت مقلتها...
ونبض قلبها.....
فتحت الباب وانطلقت.....
هي ستلحق به.....
هو لم يرها.....
هي تركض خلفه....
الى ان قطع الشارع...
ولكن عندما ارادت ايما ان تذهب وراءه...
اصبحت اشارة المرور حمراء.....
وصل هو الى الجهة الاخرى....
صرخت بأسمه بقوة: تـــومـــاس.....
إلتفت ونظر لها....
ابتسم واتت السيارة تلقطع لقاءهما.....
وبعد ان تحولت الاشارة الى الاخضر...
ذهبت مسرعة ولكنه اختفى...
رحل وتركها مرة اخرى.....

عودة لعنة الجمال.....حيث تعيش القصص. اكتشف الآن