أحبك

5.6K 267 6
                                    

في الصباح الباكر....
استيقظت هاري بنشاط....
نعم فهو الان سيلحق بليان ويبحث عن إيم.....
فهما في نفس المدينة.....
وضب حقيبته.... استحمم وارتدى ملابسه.....
واتخذت قدماه الى المطار........
بعد دخوله من باب مطار نيويورك....
وقف امام الطائرة......
نطق بخبث: انتظريني.... إيم..... انا أتٍ إليكِ.....
وبدأ المشي بخطاً ثابتة.....

.....الراوية.....
دخل هاري الى الطائرة.....
وجلس بهدوئ وهو يضع خطة لأكتشاف مكان ايم.....
عاد بذاكرته الى الوراء....
ليعلم من هو الشخص الذي خطفها.....
لم يتكمن عقله من التذكر.....
فتلك الحادثة يوم هجر ليان له......
اغمض عيناه وترك جسده يغرق في النعاس...

إيما......
لا اصدق كيف وصلت الى لندن؟!!
وايضا هاري وتلك الفتاة لا يغادران مقلتي......
لماذا؟!! هل هو يحبها؟!!!
وهل هي بشرية ام مصاصة دماء؟!!
اسئلة تواطئت على دماغي من جميع الجوانب.....
استفقت من غيوبة اسئلتي على صوته القلق: ايم.... لماذا لا تأكلين؟!!
قلت بلطف مصطنع: لست جائعة.... سأصعد الى غرفتي......
نهضت وهو لم ينطق اي حرف.....
فقط وجه نظره إلي .......
لا اريد رؤيت وجهه....
اني اكرهه......
لقد سلب حريتي.... وعائلتي.....
كيف لقلبي ان يحبه او يستلطفه؟!!!
فتحت النافذة....
ليدخل نسيم عليل تلاعب بخصلات شعري......
استنشقت رئتي بعض الهواء......
اشعر ان اليوم جميل.....
ولم اكمل ما قلته في نفسي ليطرق الباب ويدخل توماس.....
لقد جاءت المشاكل ......
قلت بقرف: ماذا هناك؟!!
قال بأمر: انتقي ثوباً لنحضر حفلة لصديقي......
قلت بعصبية: ولما سأذهب معك؟!!
قال بغضب: إيم.... هو طلب مني ان اجلب خطيبتي......
قلت وبعد ان ادرت وجهي: لا اريد.......
جاء وأدارني إليه....
وجه كلماته إلي وهو يضغط على كتفي: إيم... كفاكِ عناداً واذهبي لتبديل ثيابك في الحال.......
تركني وخرج بعد اقفال الباب بعنف......
يا له من وحش....
ان كتفي يؤلمني.....
لمعت في رأسي فكرة....
ذهبت بفرح وابتسامة شيطانية رسمت على ثغري.....

.....توماس....
يا لها من فتاة عنيدة......
هل هي طفلة لتتصرف هكذا؟!!
دخلت الى الغرفة والغضبُ ملئ جسدي....
اخذت حماماً بارداً لتنقية افكاري وروحي....
خرجت وارتديت ملابس للحفلة.....
وجلست في الصالة انتظر الطفلة العنيدة لتخرج.....
وبعد مرور نص ساعة....
صوت طفولي وملائكي نادى بأسمي: توماس .....
نظرت لاعلى الدرج لتنزل خطوة تلك الملاك.....
خصلاتها السوداء المنسدلة على كتفيها وبعضها الاخر مرفوع....
عيناها كاللهب وكحلة تزينهما.....
بخطواتها الهادئة الواثقة.....
ثوبها السندسي الراقي.....
قالت بلطف: هل تأخرت عليك؟!!
لم انطق ولم اتحرك.....
ما هذا؟!!
انها تغرقني في حبها.....
انها تحكم شباكها علي.....
كعنكبوتة تصيد فرائسها....
ايقظتني هي بصوتها الحنون الخجل: احمم.. توماس.....
قلت بلا استيعاب: اجل... انتِ جميلة.....
ارادت الضحك ولكن رسمت ابتسامة جذابة على شفتيها......
قالت برقي: هيا بنا....
افقت من سم جمالها واتخذت خطواتي الى السيارة......
وفي السيارة عيناي تارة عليها واخرى على الطريق.....
وصلنا للقصر.....
نزلت بسرعة فتحت لها الباب....
مددت يدي لها فأمسكتها....
رشعة اجتاحت جسدي.....
نبضاتي تسارعت بأستمرار......
احاطت ذراعي وقالت بأبتسامة سعيدة يلفها الغموض: هيا بنا.....
اليوم انها ترتدي ملابس الغموض....
يبدو انها تضع قناعاً خلف تصرفاتها.....
ولكن قلبي رمى كل شيئاً جانباً امام ملكته......
دخلنا الى الصالة......

..... إيما....
الانوار ملئت المكان....
الاثاث الراقي اعجبني.....
اثارني الفضول لاعلم من هو خلف هذا الديكور؟!!
وفجاءة طفئت الانوار....
وابتعد توماس عني لا اعلم لماذا؟!!
اين هو؟!!
اصبح اقول بخوف وانا ابحث عنه بين الظلام: توماس.... اين انت ؟!!
لا اعلم ولكني لا اطمن لذلك؟!
اين ذهب؟!!!
اصطدمت بأحد.......
انارت الاضواء....
اصطدمت مقلتي بعينيه....
ذلك اللون...
ذلك الوجه...
تجمدت اوصالي....
ونبض قلبي.......
تكونت دمعة حارقة على ضفة مقلتي....
نطق ثغري برجفان: ه هااارري....
اتسعت هو عيناه ولكن قال بتفاجئ: إيم.... ماذا تفعلين هنا؟!!!
لم اعلم ماذا انطق؟!!!
دموعي انسابت على خداي......
اخذني بين احضانه وقال بحنان: لا بأس... لا بأس....
اكملت بكائي على كتفه.....
ولكن هناك عيون تراقبنا......
ولم اشعر إلا بأحد انتشلني من بين بيتي......
قال بحدة: ماذا تفعل لخطيبتي؟!!!
قال هاري بتفاجئ: خطيبتك؟!! وهل هي تحبك؟!! ام هل هي قبلت بك؟!!

....الراوية.....
اسكت هاري توماس ببعض الكلمات....
اطلق رصاصة الى نفس الجرح بصمت....
قال هاري موجهاً احرفه الى ايم: ايم.... انا أحبك ....
فهل ستأتين لي؟!!
ومد يده إليها.....
هي نظرت إليه.....
يبادلها الشعور....
انه يحبها....
انه يعشقها....
ان قلبه يحب قلبها.....
امسكت يده ونسيت توماس...
نسيته بالكامل.....
ارتمت بين احضانه من جديد.....
الان هي ملكت السعادة....
الان هي غرقت بكل انواع الفرح.....
ولكن لم تعلم ان وراء هذه الكلمات خداع يخاط...

عودة لعنة الجمال.....حيث تعيش القصص. اكتشف الآن