انتظرته خارجا والنيران تتلاعب بنبضاتي بكل براعة.......
ولكن نفذ صبري....
هممت بالدخول لأرى قبضة الباب تتحرك.....
إنه يخرج.....
نطق بهدوء غريب: سيد توماس هل أتيت إلى غرفتي.!!.....
تبعته بصمت بسبب قلق استحوذ جسدي......
وصلنا وانا على أحر من الجمر لأعلم ما هي اللعنة!! ولماذا لعنت؟!!
دخلت غرفته.....
جلست.....
قال بتفهم: أنها لعنة خطيرة.......
اتسعت عيناي وقلت بتفاجئ: انت تمزح؟!! أليس كذالك؟!!
قال وتغيرت ملامحه إلى الغضب والجدية: وهل أبدو لك اني امزح؟!!
هنا أيقن عقلي أن الموضوع لا مزاح فيه.......
قلت بغضب يشوبه التوتر: قل لي ما هي اللعنة؟!! ولماذا لعنت؟!!
قال الطبيب بحزم: هل هدأت سيد توماس!!..... سأقول لك كل ما علمته.....
قلت بتفهم: حسنا.....
أكمل: ذلك الوشم الذي على كتفها..... انها دماء اللاعن وامتزجت مع دماء إيما.....
انها من أخطر لعنات الجحيم......
نهض وجلب من المكتبة كتاب بلون الدماء يغطيه الغبار نقش عليه باللون الذهبي"لعنات الجحيم".....
اكمل: هذا الكتاب يحتوي على جميع اللعنات.....
والوشم الذي على كتف إيما هو "لعنة عذاب الشيطان".......
فالانسة إيما من أصول مصاصي الدماء.......
كيف علم؟!!
اكمل :ولكن هي طعنت!!!....
كيف تفسر ذلك!!!....
وهذا من علامات هذه اللعنة......
فهي وان كانت مصاصة دماء سوف تطعن....
وسوف تتألم.....
سوف تشعر بأضعاف ما يشعر به البشر ....
وأيضا سوف يلتئم الجرح سريعا.....
لكن سوف يبقى أثره....
وسوف تفقد من تحبهم أو تخدع من قبلهم.....
في عيد ميلادها الثامن عشر ستصبح خطيرة على من حولها....
يبدو أن اللاعن من فصيلة السحرة.....
وايضا أنه يكن لها كراهية عميقة....
لكن من الصعب أن نعلم من هو!! أم هو على قيد الحياة!!...
لا نعلم للان لماذا لعنت؟!!
فهذا السبب يجب أن يفصح عنه اللاعن...
كلماته واحرفه تدخل سمعي وتجلس بداخلي.....
إيما ستتألم!!!
من هو بحق السماء لاعنها؟!!
يجب ان يعلم؟!!
ليقتله على الفور....
فهي كل شيء بالنسبة له........
هي حياته......
قاطع قول الطبيب زحمة أفكاره وتلاطمها: أن إيما خطيرة..... يجب سجنها أو قتلها....
عندما لامست تلك الكلمة أطراف اذني......
انتشل جسدي وامسكت الطبيب من ياقة قميصه.......
قلت بحدة وانا أصر على اسناني: أن حاولت التفكير في ذالك أو اقتحمت تلك الفكرة الخبيثة عقلي......
لكنت قتلت نفسي........
إيما خاصتي لا أحد يجرأ أو سيجرأ أن يمسها بيده أو كلمة من ثغره....... فأنا سأكون عذاب له في حياته ومماته......
خرجت والغضب استحوذني من راسي إلى قدماي.....
دفعت الباب ودخلت غرفتها.....
قالت بفزع ورعب:ماذا هناك؟!!
قلت: سنخرج من المشفى.... هيا إذهبي وارتدي ملابسك......
قالت ببعض من الشجاعة المزيفة: لا اريد.... أريد العودة إلى منزلي......
اقتربت منها وانطلقت شرارة من عيني.....
ابتعدت وقلت بحزم وانا أزم على شفتي: قلت... إذهبي وارتدي ملابسك......
ومن دون نطق أي أحرف دخلت إلى غرفة التبديل....
وبعد دقائق خرجت.....
أمسكت يدها وجررتها خلفي.....
وصلت للسيارة.....
اركبتها..... انطلقت بها إلى الفندق......
قلت بغضب: إياك ثم إياك أن تخرجي هل فهمت؟!!
أومئت برأسها بخوف......
تركتها وذهبت إلى غرفتي.....
وضبط ملابسي ونزلت.....
شاهدني المساعد....
قال باستغراب: هل ستعود ؟!!
قلت بلا مبالاة وانا أتذكر كلمات الطبيب: اجل.... وداعا......
خرجت بسرعة..... دخلت السيارة وانطلقت إلى وجهتي...........إيما.......
عاد بسرعة وهو يحمل حقيبة....
لم اسئله ولا أريد.....
فأنا أشعر بحرارة أو بالأحرى نيران تخرج منه.....
أريد تجنب غضبه بأي طريقة.....
فأنا لا أعلم ماذا سيفعل؟،!!
وبعد مضى ساعات على الطريق.....
عندما طرقت عيني بمطار لندن الدولي......
قلت بأستغراب وعدم تصديق: توماس.... ماذا نفعل هنا؟!!!
قال بلا مبالاة ولم ينظر لي حتى: كما ترين نحن في المطار.....
قلت بغضب: اعلم.... ولكن لماذا نحن هنا؟!!!!
قال بعنف: بربك..... ماذا يفعل البشر في المطار؟!
قلت بعدم تصديق: سنسافر؟!! إلى اين؟!!
قال بنفاذ صبر: إيما... بحق الجحيم بلا أسئلة.....
صمت وانا لا أعلم ماذا سأفعل ؟!!
قال بأمر: هيا انزلي......
نزلت بهدوء.....
أمسك يدي وبيده الأخرى حقيبته.....
وصلنا إلى موظفة الاستقبال......
قال: تذكرتان إلى نيويورك.......
قالت الموظفة بكل احترام: حسنا سيدي.... بعد نصف ساعة ستكون الرحلة......
قال بأبتسامة: ممتاز.....
جلسنا انا وتوماس في مقاعد الانتظار .....
قلت له بلطف: توماس.... هل يجب علي السفر معك؟!!
لم يجبني....... فقط نظر لي بطرف عينه....
لم أعلم لماذا؟!! ولكني إلتزام الصمت.....
فكما يعتقد عقلي انه أفضل وسيلة لتجنب بركان توماس ....
ظللت انظر الى وجوه المارة حتى اذاعوا: ركاب الطائرة المتوجهة إلى نيويورك الذهاب إلى الطائرة....
قال بهدوء: هيا بنا......
نهضت وانا أتأفف.....
ولكن شاهدت شخصا أعرفه. .....
ملامحه .... طريقة وقفته......
تصفيفة شعره.......
إنه هاري.....
خصلاته الشقراء المرفوعة إلى الأعلى.....
لون عيناه الرماديتين
أسلوبه الرائعة في انتقاء الملابس.....
عادت كل ذكرياتي معه....
اتخذت خطواتي إليه......
ولكن جذبني أحد من معصمي مانعا إياي من الرحيل....
قلت بغضب:اتركني.....
ولكن ما إن إلتقت مقلتي ببؤرته. .......
ارتشعت اضلعي...
قال باستغراب: إلى اين؟!!!
قلت بتوسل: ارجوك.... اتركني.... أريد أن أذهب إليه....
وما أن شاهد توماس هاري جرني وراءه...
بدأت أتوب إليه وأحاول أن أفلت من إغلال يديه....
ولكن هيهات.....
باصبحت انادي على أمل أن يسمعني هاري: هاري.... ارجوك..... أنقذني. .... هاري.......
ولكنه لم يلتفت.....
لمحت شخصا يتجادل مع هاري......
انها فتاة؟!!! ولكن من هي؟!! وكيف تعرف إليها؟!!!
ما هي علاقتهما؟!!!
هدئت وتابعت سيري مع توماس بكل صمت......
أشعر اني طعنت أو تعرضت للخيانة!!!!
أشعر أن نبضاتي تتعرض للاستعمار من قبل الألم.....