اراد هاري ان يذهب بإيم ويعود.....
هو يعلم انها تراقبته ....
هو ينتظر تحركها......
ولكنها فقط تنظر.....
امسك يد إيم وهم بالرحيل......
ولكن ذلك صوته الغاضب والحاقد اوقفها عن الحراك: ايم.... عودي الان.....
جسدها لم يعرف خرق القوانين .....
افلتت يدها من حبيب قلبها....
وعادت الى وكر عدوها......
تريد الرجوع إليه ولكن جسدها لا يستطيع الانصياع لنبضاتها.....
وضع توماس يده على رأسها وابتسم بسخرية قائلا: فتاة مطيعة.....
لم يعلم ماذا يفعل هاري؟!!
ايعقل انها لا تحبه؟!!
ولكنها امسكت يده في بادئ الامر؟!!!
نطق بتفاجئ: إيم؟!! ماذا حدث؟!! لماذا عدتي له؟!! انا اعلم انتِ تكرهينه.... وهذا واضحاً تمام من نظرة عيناكِ.......
اراد ثغرها ان ينطق ولكن يدٌ وضعت على فمها...
ونطق توماس بتحدي: وما ادراكَ انت؟!! انها تحبني..... شئتَ ام ابيتَ لن تكون لك حتى بعد مماتي لن تكون ......
امسك يدها وانطلق......
قال لها بعنف: هيا اركبي.....
ركبت دون نطق شيء. .....
فقط تلعنه بداخلها ......
اسرع بسيارة على الطريق......
لم تبدي هي اي تفاعل......
فقط صامتة.....
كأنها جسد بلا روح.....
كأنها ألة بلا كهرباء.....
مجرد جماد جالس.....
وصلا الى منزله الكبير......
نزل وامسكها مرة اخرى من يدها ولكن بعنف وغضب اكثر.....
فصمتها يزعجه.....
سكونها يثير بركان غضبه.....
ادخلها الى غرفتها وقال بحقد: إن فكرتِ ولو دقيقة انه سينقذك او انك ستهربين مني فأنتِ مخطئة....
فانا كما قلت لكِ لعنتك للابد.....
ستظلين بجانبي بتعاستك او فرحك....
وايضا انا اجزم انه يتلاعب بك فقط.....
عقاباً لك ستظلين هنا مدة اسبوع مقفل عليكِ.....
خرج واقفل خلفه.....
وهي سقطت ارضاً.....
كيف؟!! كانت بين يديه والان اصبحت في غرفة باردة مظلمة....
لا حنان ولا. لطف فيها....
يبدو ان قصتها تحولت الى الحسناء والوحش.....
ولكن أيّ وحش هذا؟!!!
ليس بوحش وانما شيطان يحب تعذيبها.....
يحب ان يرى دموعها.....
حاول كتم بكاءها ولكن شهقاتها فضحتها.....
وهو خلف باب غرفتها....
يستمع بهدوء الى صوت شهقاتها الصامته....
انه سبب ذلك.....
ولكن كلما يلامس ذلك المشهد حافت قلبه....
يجن جنونه.....
لن يسلمها لاحد....
لن تكون إلا له.....عودة الى الحلفة.....
الجميع يتحدث عن تلك الجميلة الغاضمة التي تشاجر عليها الشابان.......
اتت هي بكل هدوء.....
اقتربت منه.....
قالت بأزعاج: من الذي ادخلك الى هنا؟!!!
نظر لها وابتسم.....
هم بالرحيل ولكنها وقفت امامه ونطقت مرة اخرى: هاري.... تكلم.... تشاجرتهم وكأنكم في الشارع.....
قال هاري بهدوء: ليان... لست بمزاج لكِ.... وداعا.....
رحل وتركها في غضبها......
ذهب وقد ذهلت من تجاهله لها....
ولكن الذي صعقها اكثر ان خطيبة ابن خالتها اجمل منها.....
وان حبيبها السابق وابن خالتها كانا سيتقاتلون عليها.......
من هي بحق الجحيم؟!!حبست ايما في غرفتها....
تحاول الخادمة ان تطعمها ولكن هيهات.....
فهي لا تريد اي شفقة منه او طعام.....
وفي اليوم التالي....
دخلت الخادمة الى السيد توماس....
قال بقلق حاول إخفائه: كيف إيما؟!!
قالت الخادمة بخوف وارتعد جسدها: اسفة سيدي ولكنها تأبى ان تأكل.....
ضرب قبضته على المكتب وقال بتعجب: ماذا؟!ارتعش جسد الخادمة وقالت برعب: أسفة سيدي.. سأذهب لاعداد الافطار لها.....
وانصرت بسرعة.....
وفي غرفة إيما.....
جلست وحيدة على سريرها البارد....
تعانق دموعها بحنان.....
وما ان دخل هو فجاءة فزع قلبها وقالت بخوف: ماذا هناك؟!!
نظرت لترا توماس....
ادارت وجهها للجهة الاخرى وقالت بلا مبالاة: من سمح لك بالدخول؟!!
قال بغرور: هذه من احدى ممتلكاتي.... ويحق لي الدخول والخروج.....
لم تنطق هي فقط إلتزمت بالصمت.....
قال بحنان: هيا.... تعالي لتأكلي.....
قالت بعنف: لا اريد.... انا احتقرك حد الجحيم.... لا اريد رؤيتك.... فقط اتمنى لك الموت....
وفق هو حائراً .....
محبوبته تتمنى له الموت.....
ابتسامة انكسار.....
وقلب تحطم.....
اقترب منها وامسك بخصلات شعرها من الخلف....
قال بغضب : اقسم لو اني لم احببك لكنتِ الان في احدى المقابر.....
نظرت هي إلي عينيه.....
والان تجزم انها لم تكن يجب ان تقول له ذلك....
ذهلت من تصرفه....
ولكن عندما تخيلت ان يقول هاري ذلك لها.....
ضعف قلبها.....
وضعت نفسها امام كلماتها القاتلة.....
انها بحق مؤلمة.....
لم تنطق ولم تتألم.....
ابتعد هو وخرج بصمت مميت......
وفي نهاية اليوم......
بدأت السماء بأنزال ستائر الليل.....
وبعض النجوم القريبة بالظهور.......
والقمر اليوم بأبهى حلته كأنه تزين ليجلس ويناقش مشاكل إيما.....
فتحت هي نافذتها......
وهمت بالشكوى الى عزيزها البدر.......
ولكن فجاءة تدخلت بعض الغيوم لتقطع حوارهما......
غيوم سوداء تحمل بداخلها بعض الدموع.....
تشاحنت ببعضها وكأنهما تتقاتلان لتغسلا الارض.....
رعد اصاب السماء.....
وبرق اضاء الفضاء.....
قطرات المطر بدأت بالنزول لتنقى الارض من الذنوب....
ولكنها لم تغسل اي من قلوب الخبثاء....
لم تهتم إيما للامر.....
فهي الان ستناقش المطر.....
فهو سيخفي بعض دموعها ......
وبعد مرور بعض الوقت.....
اقفلت إيما النافذة ودخلت.....
جلست بسريرها وارادت مسح كل شيء يخص توماس....
لا تريده ان يكون بداخل عقلها.....
لا تريد ان يكون له جزء من ذاكرتها.....
وفجاءة ومن دون سابق انذار.....
صعقت اصابت الفناء.....
حرقت العشب والزهور.....
ولكن المطر اخمدت النيراء بسرعة....
استيقظ الجميع.....
ارتعدت إيما....
فهي تخاف من الرعد.....
ضرب مرة اخرى ولكن هذه المرة اصابت المنزل.....
صرخت إيما بشدة......
وضعت يدها على اذنيها.....
تحاول طمئنت نفسها ولكن هيهات من ذلك الرعد ان يصمت.....
تحتجز نفسها في الزواية مكورة جسدها.....
تقول كلمات علمتها اياها والدتها.....
كسر الباب.... ودخل ذلك البطل....
خوفه على إيما جعله يدخل حتى لو مات....
فهي اهم لديه من حياته.....
رفعت رأسها لتراه.....
لم تستطع الوقوف.....
قدماها شلتا....
اتى إليها وقال بخوف وهو يلهث: ه..ه. هل انتِ بخير؟!
تجمع الدمع في عينيها ارتمت إليه وقالت بأرتياح: لماذا تأخرت؟!! توماس؟!!
ابتسم هو لا ارادياً.....
ضمها إليه بقوة....
قال ليطمئنها: لا بأس... انا هنا.....
وضع عليها سترة مليئة بالماء....
وامسك يدها....
وبدءا بمقاتلة النيران....
الجميع في الخارج ينتظرهما.....
وقطرات المطر تحاول ان تخمد او ان تبيد النيران ولكنها ضعيفة امام اسود النار......
وعند وصولهما لبداية الباب....
كادت خشبة محترقة ان تسقط على إيما....
دفع بها جانباً...
لتخرج هي وهو يحبس بين النيران والركام......
قالت بفزع: لااااا... توماس.....
امسكوا بها وبدؤا يقولون:
-لا انستي ان النيران تلتهم القصر .....
- انه خطر.... لا تقلقي عليه....
قالت بخوف: توماس.... مازال بالداخل.... لقد انقذني..... لا يجب ان يموت.....
لم تعلم لماذا هي تهتم له؟!!
لا تعلم لماذا هي خائفة عليه؟!!
هي تعتقد انه انقذها ولذلك خائفة ان يموت.....
ولكن بين نبضاتي هي خائفة عليه حد الموت.....
هل يعقل ان امنيتها تحققت؟!!
هل يعقل انه توفي؟!!