فعرقها هو الاهم

4K 228 8
                                    

لم اعلم كم من الساعات جلست في المروحية....
ففكري لم يعد بجانبي...
كنت شاردة الذهن انظر من النافذة....
وفجاءة تحركت المروحية بقوة...
اصطدم راسي بكرسي الطيار...
يبدو ان احداً اطلق علينا..
قال الطيار بقلق وهو يكلم الذي اطلق علينا: نحن جئنا في سلام... الاميرة إيما بحوزتنا.... هل تسمحون لنا بالهبوط؟!!
بعد مضى ثوان...
جاءت الرد بالهبوط على الفور......
هبطت المروحية بهدوء...
نزلت انا وفي في عقلي افكار مشتتة...
مشاعر مخطلة...
مطأطأة الرأس... ولم اشعر إلا انني بين احضان دافئة....
وصوت ملئ سمعي: إيم.. عزيزتي.... انتِ سليمة...
بادلته العناق...
قلت بغصة: ابي... ابي... لقد اشتقت لكَ....
دفنت رأسي بصدر والدي وبدأت دموعي بالانسياب..
قال بدفئ: لا عليكِ... انا لن اسمح لاحد بلمسك مرة اخرى..
وفجاءة صوت خرج: ولا حتى انا...
إلتففنا انا وابي الى مصدر الصوت...
اعلم انه هو...
قال ابي بغضب وهو يضمني بقوة: ولا حتى انتَ؟!! هاري...
خرج صوت اخر: زاك.. لا تتصرف بطفولية فهو خطيبها....
قلت بسعادة وانا اندفع إليها: امي... اشتقت لكِ....
عانقتها بشدة....
اصبحت ابكي ....
افكار حطمت عقلي لجعلي ابكي بتلك القوة....
جلسا انا وامي على احدى المقاعد...
ورأسي في حجرها.....
دموعي تتساقط بهدوء...
ذكرياتي معه تتناثر امامي....
لا اعلم لماذا ابكي؟!!
لا اعلم لماذا قلبي يعرض صوره؟!!
لا اعلم لماذا عقلي يفكر به؟!!
وانا في كومة من الافكار المتراكمة....
غلبني النعاس...

.....الراوية....
غفت إيما في حضن والدتها.....
جاء والدها حملها وقال بحنان: هيا... أنجالي... سنعود للمنزل....
قالت بسعادة: اجل.. عزيزي...
همت بالرحيل...
توقفت لحظة وقالت بفرح: اجل.. هاري... اليوم الليلة حفلة لعودة إيما... تعال انت وعائلتك .....
ولكنه كان ينظر للسماء ولم يكن يستمع لها....
اقتربت وقالت بقوة: هاري....
قال بتوتر: اجل... مااذا هناك؟؟ ل.....
كاد على وشك ان ينطق اسمها....
قالت أنجالي بتعجب: بماذا انت تفكر؟!!
قال وهو يضع يده على شعره: لا شيء ايتها الملكة... فقط تذكرت صديقي لويس...
قالت بأبتسامة: حسنا... ولكن تذكر ان تأتي للحفلة اليوم مع والديك...
قال بأحترام مزيف: اجل.. اجل... سأتي...
ابتسمت له وذهبت....
اعاد النظر الى الغيوم والسماء...
ان صورها تناثرت في الفضاء....
قال بغصة ويأس: ليان؟!! أين انتِ؟!!

وفي المساء...
أتى الجميع ليحتفلوا بعودة الاميرة إيما....
لم تكن تريد الاحتفال...
ففي فكرها اشياء كثيرة...
لم تلقى بهاري في الحفلة....
وجدت امها قالت بقلق: امي.... أين هاري؟!!
قالت أنجالي  بابتسامة: لقد كان هنا... ولكن جاءه اتصال فخرج الى الحديقة....
لحقت به ولكنها مظلمة....
سمعت صوته....
اردت ان تلفظ اسمه...
ولكن كلامه اعاق ثغرها عن النطق....
قال بخبث: ماذا تقول يا لويس؟!!
انا اقع في حب تلك الطفلة الاميرة المدللة إيما....
لا تكن سخيفاً...
اتسعت عيناها...
نبض قلبها ببطء...
قشعريرة اصابت جسدها...
وفكرة تدور حولها"هاري لا يحبها"....
قال هاري بمكر:هل كنت تعتقد يا لويس اني سأتزوجها لاني احبها.....
قهقه ضاحكاً واكمل: انت مجنون.. فقلبي لم ولن يكن إلا لليان... فإيما ليست إلا اداة للوصول للحكم... فعرقها هو الاهم... فهي نصف بشرية ونصف مصاصة دماء ... وايضا لعنتها مفيدة....
صوت تحطم قادم من نبضاتها.....
دمعة انبثقت من مقلتها...
تحركت قدمها للوراء..
وضعت يدها على الجدار للتماسك....
ولكن بالخطأ اشعلت الانوار....
أدار وجهه هاري لطصدم مقلته بوجود إيما....
ابتسم بسخرية وقال بخبث ملوث بالكراهية: يبدو ان قطتي الصغيرة اكتشفت... وداعا لويس...
اقفل خطته واقترب منها...
ابتعدت هي لا ارداياً...
إلى ان إلتصق ظهرها بالحائط....
وضع يده على الجدار مانعاً إياها من الرحيل....
قال بأبتسامة مخيفة: الى اين صغيرتي إيما؟!!
لم تجب فالصدمة أثقلت جسدها وثغرها....
امسك ذقنها وقال ونظرة مميتة مقززة موجهة لها: هل اكل لسانك القط؟!!
دفعته بقوة وشجاعة....
صرخت بوجهه : لا تضع يدك علي ايها الثعبان الممتلئ بالمصالح الخبيثة.....
قال بسخرية: ثعبان... اعجبني هذا اللقب.... سأطلقه على نفسي بعد ان اتزوجك واخذ السلطة....
قالت بتحدي: إن وصلت!! فهل تعتقد اني سأتزوج بك....
ضحكته هزت اركان القصر ولكن من سيسمعه فصوت الموسيقى كان اعلى....
اقترب منها مجدداً...
قال بتحدي: وهل ستقولين لوالدك؟!!
قالت بنظرة مليئة بالشجاعة:اجل.... فلترتعد خوفاً....
قهقه مرة اخرى وقال بحقد: وهل تعتقدين انهم سيأخذون قولك بمحمل الجد؟!!
تجمدت مكانها...
كلماته تدخل سمعها...
ماذا ستقول؟!!
قالت بتوتر : وما ادراك؟!!
قال بثقة: سأقول يبدو ان توماس اثر عليها او اطلق عليها بعض السحر....
تذكرت حنان توماس وحبه لها....
صرخت بقوة بوجهه: إياك وادخال توماس في هذا... فهو اطهر منك بمئات المرات......
ضحك بسخرية وقال: يبدو ان قطتي اصبحت تحب غيري...
ارادت النفي ولكنها توقفت....
نظر لها وقال: مازلتي تحبينني؟!!
نظرت له... دمعة انسابت على خدها...
همس لها : ان نطقتي اي حرف عن اي شي سمعته سيموتان كلا من والديكِ....وايضا لا تنسى توماس
رحل وتركها غارقة في افكارها...
ذهب وتركتها تعانق دموعها....
ماذا ستفعل؟!!
هو لا يحبها؟!!
حبها له كل هذه السنوات كان مضيعة للوقت....
لقد خدعها...
لقد كذب عليها....
سقط قناع خداعه وتركها تتعارك مع الظلمات....





عودة لعنة الجمال.....حيث تعيش القصص. اكتشف الآن