اقسم اني سأحبك للابد تذكري ذلك...

4.2K 230 3
                                    

في تلك الغرفة المطلة على الغابة....
في ذلك السرير فتاة نائمة....
خصلات شعرها السوداء المتناثرة على الوسادة البيضاء..
عينيها المغمضتين كالملائكة...
فتحت ملقتاها ببطء...
نظرت حول المكان...
نهضت بهدوء...
قالت بأستغراب: أين انا؟!!
عادت لها ذكرياتها...
نعم كادت ان تقتل توماس...
وفجاءة طرق الباب....
فتح ودخلت الخادمة....
قالت وكأنها تجيب على سؤالها: السيد توماس يريدك للافطار...
اومئت برأسها وخرجت الخادمة....
نهضت بسرعة ودخلت لغسل وجهها...
انتهت وخرجت و انتقت ثوباً طويلاً....
ارتدته نظرت لنفسها في المرآة....
باغتتها بعض الاسئلة التي لم تجد لها اجوبة....
رمت كل تلك الافكار السلبية جانباً وخرجت...
نزلت بهدوء من على الدرجات....
ودخلت الى مائدة الافطار....
إلتقت ملقتها بعينه....
نظر لها بتمعن وكأنه سيفقدها....
وهي نظرة له انظرة اشتياق غريبة وغامضة....
تجتاحهما مشاعر مشوشة....
لا يدريان ما هو الصحيح....
جلست وبدأت بتناول الطعام...
تنظر له خلسة وهو ايضا....
ولكن اعينهما لم تتلاقَ...
انتهت وارادت الاستأذان...
ولكن صوته اوقفها قائلاً: إيما اريد منك شيئاً... هل انتظرتني في غرفتك...
قالت بتوتر: حسنا...
اخذت خطواتها واتجهت الى غرفتها....
دقات الساعة اضافت للجو بعض القلق...
طرق الباب ودخل توماس ووراءه بعض الخادمات يحملون ثوباً وحذاءاً وبعض من المجوهرات...
قالت ببعض من الريبة: ماذا هناك؟!! وما كل هذا؟!!
اقترب منها وعصب عيناها...
همس بسمعها قائلاً: لا تخلعيها... انا الان خارج...
وجه كلامه الى الخادمة: عندما تنتهون اخبروني...
سمعت ايما صوت اغلاق الباب...
وفجاءة إلتفت الخادمات حولها....
قالت احداهن: الان سنظهرك أجمل عروس...
قالت الاخرى :اجل...
وهمست احداهن بحزن: ولكنكِ لن تكوني عروساً لتوماس...
وبدؤا في العمل....
وتوماس ينتظر في الصالة...
جاءه اتصال...
قال توماس بهدوء: هل كل شيء جاهز...
رد عليه مساعده: اجل.. سيدي.. لقد وصلت المروحية...
وبعد مضى ساعات....
خرجت الخادمة وقالت ببعض من الدموع: سيد توماس... السيدة إيما جاهزة...
قال بسرعة خائفا: هل ازالت العصابة؟!!
قالت الخادمة: لا سيدي... مازالت تضعها...
صعد إليها بعد ان امسك بباقة من الورد...
قالت الخادمة بهمس: انا اعتذر سيدي...
قال بابتسامة منكسرة: لا عليكِ سيمونا... هذا قدري...
دخل ليجدها بأبهى حلتها....
نفس ثوب خطبتها من هاري....
ولكن تسريحة شعرها مختلفة...
فالخادمات رفعن شعرها بالكامل....
تقدم إليها.... وازال العصابة....
هنا اصطدمت مقلتها بعينه....
ابتعدت لا إرادياً...

...إيما...
لقد فاجئني....
نظرت للاسفل...
ما هذا؟!!
انا ارتدي نفس ثوبي....
ولكنه اجمل...
ذهبت للمرآة... اوه.. ما هذا؟!!
نظر لي توماس...
قال بعد اقترابه: انتِ جميلة جداً...
احمرت وجنتاي...... وتوترت نبضاتي....
امسك يدي ووضع بها باقة من الورد...
وهمس بصوت لم يسمعه إلا انا: تلك الورود لن تقارن بجمالك... فهي تنحنى لك...
امسك يدي وقال بتحمس غريب: هيا... ان المروحية بنتظارك....
صعدنا الى فوق وانا لا افهم اي شيء...
وعندما وصلنا الى السطح...
وقعت مقلتي على مروحية صغيرة....
تتسع للطيار وراكبان....
قلت بأستغراب: ما هذا؟!!
قال بأبتسامة غامضة: انها ستقلك الى اهلك....
اتسعت مقلتاي...
هو يريد مني الرحيل؟!!
اغمض عينيه وقال بأحترام وحب: يبدو ان قدري لن يكون معكِ.... فقلبك لم يأخذه سوى هاري...
ولكن قدري لن يكون مع غيركِ....
اقسم اني سأحبك للابد...
تذكري ذلك...
إيما....
أحبك...
طبع قبلة على جبهتي...
وهمس بأذني بأسف: وداعاً...
امسكت بيدي الخادمة وادخلتني للمروحية وجلست بجواري...
قالت بخضوع: سيدة ايما... انا من الان خادمتك الشخصية... لن افترق عنكِ ابداً...
اومئت برأسي...
ونظرت من النافذة...
وجدته يلوح لي ببطء...
اقلعت المروحية ونظري مازال موجهاً له...
رصدت دمعة يحاول امساكها....
ولكنها انزلقت....
غصة تكونت في حنجرتي...
ودمعة تكورة في مقلتي...
لماذا يفعل هذا؟!!
ولماذا انا حزينة؟!!
انزلت رأسي بيأس...
وهمست بأسف: لماذا؟!!

عودة لعنة الجمال.....حيث تعيش القصص. اكتشف الآن