قلمي

242 5 0
                                        

قلمي
ماذا أقول عنك بعد او أصفك بماذا ؟!
فأنت الذي تربي اجيال و اجيال تضع لهم المستقبل أمامهم من قبل ان يتعرفوا عليك فيبدأ كل منهم باستخدامك و أرهاقك و احيانا كسرك و تبديلك لكن .... بعد كل هذا ماذا ؟! لا شكر و لا تقدير

انا التي سأشكرك ، سأشكرك على انك كنت بجانبي منذ صغري ، مسكت يدي و بدأت برسم الكلمات حتى اتقنت كتابتهم ، ظللت ممسك بيدي فرسموا الشمس و القمر و الجبال و البحور
لم تتركني وحدي ، فكنت الصديق الوفي في ألمي و كتبت ما اخشى البوح به ، اشتبكت بيدي حتى نخاع القلب فكنت تعرف ما يدور برأسي من صراعات على الكتابة و مع هذا اخترت لي ان اكتب الكلمة الفضل فحللت لي الحرب الشاغلة رأسي

أشكرك فأشكرك
لأنك سبب وجودي هنا ، أمامكم لأتحدث عن أعز أصدقائي
فهذا الخشبة الصغيرة كتبة التاريخ منذ الف السنين و الان هو هنا بعد التغيرات التي حدثت له على مر العصور حتى اصبح بمنظره المتطور لعصرنا هذا !

قلمي فقلمي و بعدها سأكون من أكون فكان فبين يداي  صانع الأجيال  منذ خلق الكون
قلمي ذاك المجنون المتهور ، المريض ، الذي مات من لوعت جنون فقد وصل لحد حتى الشفاء مستحيل
قلمي الذي حكم عليه بالاعدام سبب تخيله السماء و الحرية و الحب و رسم الجبال الصامدة ، الانهر الركضة ، و الطيور المحلقة
قلمي ذاك الاسير الذي يدعي سجن الجنون قد قتله
الذي لا حدود  لكلماته ولا يعطي اقل مما يرسم الكلمات و الاحلام و .... الحب
قلمي .... قلمي
قد كبر اكثر مما هو عليه لوضع كلمات سطر منسى
لنثر شعرا قد اهملة من اهل القراءة
لوصف حياة بلا عبودية بلا حقد بلا دموع و حزن
قلمي الذي امسكه بيدي قد وضع نفسه في زنزانة الاعدام ينتظر موته قبل الحياة الأبدية ؟!
فما هو يا قلمي المرعب انتظار الموت ام قدومه
فيا قلمي ارسم الكلمات و ضع الحروف و اكتب الاحلام
فالموت قادم لا محالة ، قم و اكمل فالطريق لن يقف على انتظار الموت بل على الاستعداد الي الحياة
فما عاد هناك حياة بدون الأحلام المصطفة على رفوف الانتظار
حياة تحت الآفاق
فمت عزيزا قد صنعت ما لم يصنع ...
يا قلمي

ذكريات على حافة التدميرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن