جريمة الحب

196 11 1
                                    

رأيت عابر فقلت ليته يقترب ، فقترب اكثر مما تمنيت ؛ اقترب كما لم و لن يقترب احد ....
اخد يلعب كالرجوحة مرة فوق و مرة تحت ....
يرميني و يلقفني كالدمية كنت له ،
نعم احببته فكل قوي العقلية ، و افتخر بجرمي انني قتلته قبل ان يفترسني ، لا تسالني لماذا قتلته ، فاهل القتل كنت منهم
اتذكر فى رواية من احد الروايات الاجنبية التي تدعى ( العطر قصة قاتل ) الذي قتل الني احبها فقط لمتلكها ؟! هكذا تنا قتلته كلي يكون لي ! لي وحدي دون منافس دون تحدي ! فانا انرأة تكره المسابقات ، تكره التحدي ، و اكب ما تكره المشاركة !
وقفت امام القاضي الذي سالني ، لماذا ليس لكي محامي يدافع عنك و ترفضين فكرة ارجاع حقك ان كنتي بريئة لم تكن ثواني لانظر اليه قائلة ليس لاحد يستطيع ارجاع حق احد اﻹ في حالتان و الأولى هي انه يوجد مصلحته اي تدفع له مالا او يكون يكره خصمك و يريد الانتفام
و الحالة الثانية ان تكون ضعيف الشخصية لا تعرف ارجاع ما هو لك
و انا بالحالتان فشلت فليس لي مال و ليس لمحاكي خصم مع حبيبي و ايضل لست ضعيفة على ارجاعه فمن معه ربه لا يقف بوجهه انسان قط
اتى صوته كالساعقة سائلا لماذا تناديه ب حبيبي و انت من قتله ؟!
استغربت اليس كذالك ؟! اجبته بسوال استهزاء فهو حتى هذه اللحظة لم يفم قصدي بقتله فاكملت حديثي بعد ضحكة طويلة عالية كانت ستوقعني ارضا قائلة : كل ما في حبا قتل !
ردها ورائي : كل ما في حبا قتل ؟! هل هذا اعترف
لا ليس باعتراف سيدي لكنك سالتني لماذا اناديه بحبيبي ، فهو قتلني ، ذبحني ، اكل لحمي حتى وصل لعظمي و رماني لكلاب الشوارع لتكمل على ما تبقى مني ولكن من منكم حرك ساكنا ؟ !عندما خانني او عندما كان سريري مكان لغيري ؟! هل لانني من مات اتهمن بقتله ؟! هل بسبب وجعه إياي تناسيتوا انني احبك و افضل الموت على جرحه اصبعه ؟! اكملت حديثي باكية من سيعاقبه على قبوري التي كثرت و التي تحتوي على قطة من قلبي ، من سيحادثه و يقول له انني احبه احبه جدا ؟!
لا تنظر الي فقط انظر الي نجوم السماء كيف تحرس القمر دون ان تاذيه او تاخد مكانه
هل سالت نفسك مرة لماذا تكذب الرجال لتدع النساء تستغبي نفسها لتصدق المحبوب الفضيل ؟!
فقط لان النساء في الحب تنسى نفسها لتجد ذاته اعظم منها ، وفي الحب الرجال يجدون نفسهم ليضيعوا ذات امرأته
لهذا الحب يليق بالنساء و يحذر الرجال من الوقوع به !
صدقني النساء كالافاعي ، يمكن ان تقتل لتمتلكما تريد دون منافس كاسد يفترس فريسته بكل قواه بكل ما يمتلك من مغالب و عضلات
اما الرجال اعطهم سريرا لينام به بهدوء ان احب امرأه احبته
ربما انا امامك فقط كاي مجرمة لا محامي اعطى تنازلات كي ياخذ قضية كهذه لكني اعمل محامية افضل مما اخذ الآف من النقود دون جدوه تنفع ، فلا احد يستطيع الدفاع عنك افضل من ذاتك ! فان كان لك اي حق لا تدع احد الاقتراب منه ! كن عنيفا قويا جامدا لا تخف ! فالخوف بداية الفشل ! قم و قاوم !
نظر الي بتعجب ضاربا ضربته كاي قاضي سيغلق اي قضية مرت عليه مرور الكرام
بعدها قال جملة لن انساها ما دام يجري بقلبي حبه : ساحكم عليها بالاعدام بعد ان اجلب لكل امرأة حقها بعدما انكسرت مرأتها عليها ، فكما أراها الآن خارجة من بين يدينا اكلفها بقدوم حقها الشرعي كاي أمراة ارملة مات حبها قبل ان يولد ، فسلام الخالق ينسكب عليكي .
و انتهت !
ضرب ضربته كان قلبي بعدها دق ! كانني رأيته بوجهه ؤقول لي : كم احب لوعة جنونك يا شاعرتي !
لا اريد ان اعيد ما تبقى لي من عمري باحزان لا معنى لها !
فقط ارسل لك رسالة مدونة بخط يدي .....
بين كل دقة و دقة ....
توجد انت فقط ......
احبك بكل ما تبقى لي من قلبي الذي مات غرقا بك !
احبك بعدد دمعاتي عليك الغير منتهى !
فانا احبك فقط ! لا غير !
و هذه كلنت تهمتي الكبرى انني حاولت قتلك في داخلي فإرتكبت خطأ و مت قبل ان المسك !
فهل حقا الحب اقوى سلاح لتدمير الانسان بيده !
الحب اقوى الاسلحة الفتاكة التى تدمر القاتل و المقتول !
لهذا مجتمعي العزيز حرمها خوفا على ابنائه من الشهادة بالحب !
خرجت من المحكمة الى الشارع و بدأت اهرب من نفسي ، من قلبي ، من حبي ، من وجعي عليك ....!
مشيت لساعات و ساعات ، ركضت لحتى نفذت انفاسي ، هربت من ذاتي لادفن نفسي و لاصلي صلى الترحم على نفسي !
ماذا افعل بنفسي ! وصلت الى شط يافا ، لقد مشيت من القدس الى يافا دون تعب او ملل ! هربت من نفسي فإلتقتني البحر بكل اوجاعي و احزاني ! بكل ما تبقى مني ! فجلست عليه من ساعات طويلة او ربما الى ايام طويلة ! حدثته عنه حتى كاد ان يبكي ! حدثته عن ملتقانا الاولى ، عن زواجنا و حتى عن طفلنا البكر الذي توفي في احشائي و ما كان القاتل غير ضربك المبرح على جسدي بعد ان نسيت من انت و من انا بعد زجاجة خمر كبيرة !
حدثته عن عشيقاتك و عند خيانتك التي كنت اضعف من ان افتح باب الغرفة عليك و اكشفك فينتهي بي الامر بخسارتك !
ضعيفة انا بدونك و قوية معك !
يا ليتك لست انت ! فبعد عنرا قضيته لاستوعب نتيجة حبي و جنوني بك ! أكتشفت انك لم تستحقني ! اعترفت انني متورطة بك !
كم كان على ان احس بطعم حياتي بعد كل ضربة لك على جسدي التي حاولت قدر المستطاع ان تكون غير مرئية لاحد ؟!
فكنت مقتنعة ان كل باب و ما ورائه لا يخرج الى على موتي ! أمنت بان الرجال اقوياء لكي يمارسوا العنف خلف الابواب !!!!
وقفت على قدماي و اتجهت اليه ! خلعت كل ما هو علي من ثياب و نزلت الي قاعه لاخد حمام ! فبعد ان اغتسلت بمائه نظفت ملابسي و وضعتها لتنشف و اخذت افرد بشعري و املسه باطراف شعري و انا اغني بعض المقطوعات التي اتذكرها ( يا اسمر اللون يا اسمراني حطيت بكلبي وجاع حطيت بكلبي وجاع )
سمعني رجلا كان قد اقترب مني و وضع يده على كتفي داعيا إياي للتحدث ، و بدأ يروي لي سبب جرأته ليحادث إمرأة متجولة مثلي
نعم يا سادة فقط اصبحت بعد زواج فاشل ارماني به والدي داعيا بانه الافضل لكل فتاة الستر اصبحت بمتجولة ؟! هل هذه حقيقة تخلى عني جميعهم لانني باحد المرات ضحكت بمدينة الملاهي ! او لانني صرخت من المي بعد جلدي باحزمته على قدماي ؟! او لانه مات مقتولا و السبب مجهول !!
ثم سالني هذا الرجل الغريب ان اراد بقية طعامه ؟! نظرت الى عيناه الكبيرتان الواسعتان بإشمزاز و قرف من هو لحنى يسالني ان اردت طعامه الماكول منه ؟! صرخت في وجهه قائلة هل تراني ارغب به او حتى ارغب بالجياة حتى اخذ اكلك ؟! و دفعته الى الخلف و بدأت أجري و أجري لكنني سقط ارضا لانني لم يكن لدي القوة الكافية للجري و ها هو ينقض علي و يقول لي دون اي حرف ان امشي معه و انه سيساعدني لم أوثق به لكنني فعلتها و اتيت معه !
ذهب بي الى مسكن الخراف و الابقار و قال لي هذا بيتك الجديد حين اناديكي ستأتي الي دون اي اعتراض الي قمت بضربك ضرب مبرح جدا
و على هذه الحالة عشت خمس سنين دون ان يعرف عن مكاني احد فقط اكل ما يعطيني ياه و انام مع الابقار و الخراف و اخدم سيدي بكل أوامره دون اي اعتراض فهذه الحياة اسهل من التي كنت اعيشها
فالحيوان يستحق كل الاحترام و التقدير فهو بعدما هجرني كل انسان كان لي اقرب الاصدقاء .....
حتى سيدي كان مجرم ! لكنه ارحم من امي علي ! فلم انسى كيف دخلت علي امي في يوم و معها خشبة الطهي و بدأت بضربي فقط لان زوجي قال لها انني لا اطيعه ؟! بدأت بضربي و نهش جسمي بكل ما هو امامها صارخة بوجهي لو قال لكي اشعال النار بجسمك بعد شرب البانزين لفعلي هذا دون اي صوت ! فكم تمنيت امي ان تكون امرأة لها صوت و مكانة فكانت اقل من حيوان يخدم والدي دون اي اعتراض كنت اتمنى ان تكون قوية لتقول لا و نعم فقط لا و نعم ! ففي هذا المجتمع الذكوري حتى كلمة لا اريد محرمة على كل امرأة من هذا الغباء الذي يدعونه مجتمع
فكيف لإمرأة مثلي كانت حين يقول استاذها ان المرأة لا يقمة لها حتى تنجب الذكر ! و اصرخ بوجهه و اصفه بانه مختل عقلي ان تقبل هذا التخلف الكامل !
فبعد جسن 5 سنوات في هذا القبر دخل علي سيدي قائلا لي انه حان موعد مغادرتي و انه سيشتاق الي كثيرا ، طردني بطريقة مؤدبة فاتحا لي الباب قائلا اذهبي الى بلاد الشمس ! بلاد الله الواسعة و سلامه يكون معك !
انا لم افهم فبعد ما قبلت بكل شئ حتى اعيش تحت سقف ، انطرد منه ! لكني حين افكر في الموضوع اكتشف انه كان يريد امرأة عنيدة ، ثائرة على كل شئ حتى يتلذذ بتعذيبها و بصرخات انكسارها كان يريد لعبة ليدمر احلامها و يرى دموعها ! ليست مثلي متصالحة مع ذاتي و ثائرة على مجتمعي !
لم اجد مكان اقدر العيش تحته ! كنت احاول الوصول لاي شخص اعرفه و ما ان يروني يغلقون الابواب و النوافذ ! يبعدون اطفالهم عني حتى لو لم يكن يعرفوني ! هل يجدر بي كتابة قصتي و كيف انني لست بقاتلة زوجي و انني بريئة ؟! بعد راحة 5 سنين من مصيبتي رجعت اعاني منها بمصاب اكبر ! فحين ذهبت الى اهلي حلف والدي ان رآني مرة أخرى قتلني او في الحقيقة هم قتلوني امام الناس و حفروا حفرة و اسموها قبري ! فكيف لي ان يكون لدي قبر يصلون عليه او كما افترض يصلون فإمرأة مثلي يحرم الصلاة عليها تكون على قيد الحياة !
لا اريد التفكير ساحمل حلمي ! شعري ! كتاباتي و ادونها بدفتر و اطير بها الى الله
فكرت فب ان ابدا اشحد كي اشتري دفتري ! وصلت بي الحالة الي ان افكر بالشحدة ! يا لتفاهتي !
فاخذت صخرة و بدأت الكتابة ولكن كان الله لا يريد مني ان اكتب هكذا فبعث لي إمرأة رأتني و قالت لي دوني ما تردين بهذا الدفتر المغري فربما تصبحين كاتبة و بعدها امددتني ببعض الطعام اللذيذ و بدأت بالكتابة و هي تغني و حين انهيت اختفت و اختفى الدفتر ايضا فقمت و وقفت على قدماي و قلت : يا الله ارحمني برحمتك الكبيرة ! و قفزت !
فذهبت و الى الابد الى اللامنتهي .... !

ذكريات على حافة التدميرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن