انا لا اريد الكثر ، غير ان أقف على حافة جبل مرتفع و اشتم رائحة الهواء النقي ، ففي الأسفل اختنقت ، اختنقت و انا أتنفس هواء ملوث بقذارة هذا العالم القذر ،
لأرفع يداي عاليا و انده بصوت مسموع ، لا حق بالحياة من أراد الاستسلام ، و انا من هربت الي هنا حتى استطعم بطعم الحياة داخل شرايني ، انا من أردت ان اتي الي هنا
هل لدي الإرادة الكافية للقفز الي أسفل ؟! ماذا لو تقدمت بضعت خطوات الي أسفل ؟! هل سيثقل رأسي و يقفز لوحده دون سابق إنذار فتدرك انه من اختار ان يتوقف على العيش ؟!
لقدت هربت
لم يكن لي خيار سوا هذا حتى اعيش ، انا حتى هذه اللحظة لم افهم ما الذي حدث معي ، لم أدرك حتى هذه اللحظة انها حقيقة و ليس خيال
هروبي و حياتي حتى هذه اللحظة معجزة حقيقية
لقد قتلوه ، لكنهم اخطئو ، الحب الذي جمعني به لم يكن على مقدار تفاهة عقولهم لكي يدركو ان الحب لا يموت بموت الجسد ، الحب يبقى حتى ان تعرض لغثرات ، الحب لم يسكن أبدا اجسادنا و حتى و ان تغلغل في عروقنا ، فهو يسكن ارواحنا حتى أوردة القلب ، يضخ بكل ثانية في عقولنا و صدورنا ،
و الحب الذي يموت احد ابطاله لن يموت
و لن تفهمو ما معنى هذا
لأنكم لا تعرفون ما معنى الحب
*************
لن اصرخ و لن أعاتب انا فقط اريد اللحاق برجلي ، لن انزل دمعي و لن أتمرد فقد تمردت كثيرا حتى الموت
الموت الذي دفعه حبيبي بموته، رأيتهم و هم يحاولون قتله في تلك الدائرة ، دائرة الإعدام الشرفاء
يسحبوني بكل عنف الي الساحة الكبرى حين تلامس أطرافي بقاية الدم المنهمر على الارض
بدأت بالصراخ
وضعوني بحصنه ، فهمت الان سبب صراخي حينما تلامس جسدي بجسده ، هو لم يموت ، لكن أظن لا يشعر انه على قيد الحياة لكن انا متأكدة من انه شتم كل ما عشناه سويا ، اعرف هذا فلن أتوقع بعد كل الكم الهال من عذابه ان يبقى يحبني ، لماذا سيحب انثى اوصلته الموت، فكان شهيد الحب ؟!
أردت ان ارى عيناه ، عيناه اللواتي كنا وطن يحمل ما لا يوصف من الجمال ، و بعض الخضار كخضار وطني و ينابيع الحب و صوت عذب الماء ، فقط كانتا تحملان معنى جميل للحياة ، لا احد يفهمهم غير من يحلق بهم
لم أستطع الوصول اليهم ، فهذه السلاسل تهلكا جسدي و تحرمه من الحركة
أفكر قليلا
لما كل هذا الكره ؟! لما نحن هنا في وسط القرية و اهلنا من يريدون قتلنا ؟!
الم نكن يوما جسدا واحدا و يد تحمل بندقية واحدة لتحميكم من عدو سيدخل عليكم بكل وقاحة لياخذ منازلكم
انسيتم اننا من قاومنا و أنتم هنا بسببنا
او ان الحب جريمة أقبح من اللاشئ ؟!
اريد النظر الي عيناك ، لا أستطيع مقاومة رغبتي في إثبات نظريتي التي اهلكتني و انا أفكر بها طوال الطريق الي هنا ، من رأس الجبل ، حينما لم يدعوني اسقط باخر لحظات حياتي و ربطوا جسدي البائس بهذه السلاسل الحديدية كامجرمة قتلت احد أفراد عائلتها ،
ضحكت حينها جدا ، هم لم يعرفوا ان حياتي انتهت حينما حاولت السقط و امسكتو بي ، فما تفعلونه الان لن اشعر به أبدا ،
فهل الأموات يشعرون بالالم ؟!
قاومت تلك السلاسل و نظرت الي عيناك بعد عراك طويل بين القدرة و الضعف
انا لا اعرف ماذا حصل بعدها لكني على يقين انني نظرت إليهما و انني لم أكن احلم
لم أكن احلم باني رأيتهما حمراوتان جدا ، قرأت فيهما الوجع و المقاومة
رأيت فيهما الحب و الكراهية
الحياة و الموت ....
كم انت عظيم ، جتى في ضعفك !
ابتسمت لك ، لكنك حينما لمحت عيناي تضربان في عيناك نظرات اليأس
همست لي بصوت متألم ، انك الان عرفت سر هذه الدنيا
و بعد هذا لا اذكر الا صراخك " احبك " متحديا القاتلين حولنا
اكملت بسمتي و اغلقت عيوني
اعذرني يا حبيبي انني لم أقلها
فقد حضنتك حينها
و انتهت الحياة بدون ان تعطيني الفرصة ان اقولها لك مجددا لكني سأكتبها .....
احبك !

أنت تقرأ
ذكريات على حافة التدمير
Poetryما كان عليك ان ترحل مع اول حافلة تنقلك من هنا فلماذا عدت مع امل لتخذل قلبي المتورط بك ! اشتقت لك