قطعة من مذكرة مجهولة
أخبرتني جدتي عندما زرتها مرة وأنا صغير، بأن هناك جزر تقع في الجنوب الشرقي، تدعى بمنبع الشمس. أكان نور الشمس يصنع هناك، ثم يبثُ يا ترى؟ وهل لي نوعٌ ما من الصلة، بما أن معنى إسمي هو "حامل النور"، لأنه كان إسماً يحمله إله الضوء والشمس كما تدعي الأساطير الإسكندنافية. لكن بالرغم من حماسي المتزايد، إلا أن أمي أخبرتني بأننا لا نستطيع زيارة تلك الجزر؛ معللة بأننا لا نمتلك المال والوقت. عندما كبرتُ، عرفت بأن إسم منبع الشمس ليس سوى تسمية أطلقها الصينيون القدماء على تلك الجزر لأنها تقع في جهة شروق الشمس بالنسبة لموقعهم.
حكت جدتي علي بعضاً من حكاياتها عندما كانت تسكن هناك، وعندما قابلت جدي الذي كان من أهل تلك الجزر. لقد وقعا في الحب ثم تزوجا وعاشت معه هناك حتى توفي، ثم عادت إلى روسيا لأنها لم تحتمل أن تبقى هناك وحيدة، إلا من ذكرياتٍ جميلة لن تعود. عبرتْ لي عن عشقها لتلك الجزر، وبأنها منبع لأجمل ذكريات عمرها.. منبعٌ لشمسها التي تعيش تحت نورها الآن دون أن تغيب.
أحببتُ تلك الجزر كثيراً، وبالأخص عندما علمت بأن لي أقرباء يسكنون هناك. إيما، وآيا، وتوأمان آن وآلآن. لهم أسماء متشابهة، إلا أنها لم تكن تشبه إسمي. عندما أرتني جدتي صورهم، شعرت بحماسي يختفي لأن مظهرهم أيضاً لم يكن يشبهني. نظرت إلى جدتي والحزن يعتلي وجهي، "لماذا أشكالهم هكذا؟" هزت جدتي رأسها بخفة مستفسرة، فأكملتُ، "كلهم لهم شعر أسود.." اكتفت جدتي بالإبتسامة دون أن ترد. ألمٌ ووحدةٌ مألفوان أصاباني، وتباعدت آفاقي أكثر.
مع هذا، إلا أنني لم اخسر حماسي كله تجاه تلك الجزر، وقطعت عهداً على نفسي بزيارتها يوماً ما في المستقبل عندما أكبر، وعلى أمل بصحبة أمي.
أنت تقرأ
الذهاب إلى روسيا
Short Storyتعلقت روحي البريئة بك بسهولة، وشغفت بشخصيتك العظيمة. لكن كيف كان لي أن أعلم، وأنا الجاهل البريء، أنك قد تكونين مزيفة؟ الشك داهمني واجتاحني بلا رحمة.
