PART | I

21.5K 750 191
                                    

بعد اكتمال اجراءات التأبين عادت انجلينا برفقة سيدات القرية الى ذلك المنزل الصغير و جلست حزينة على الكرسي و جلسن السيدات حولها في المطبخ قالت بتفكير: "انا تعيسة لفراقكن و فراق هذه القرية التي طالما احببتها و تعلقت بها....... عزيز علي ذلك"

قالت احداهن و هي سيدة بدينة و طيبة: "جدك كان شيخا كبيرا و مريضا و توقعنا موته هذه المرة.......... كان رجلا حسن الطباع و رائع....... حقا سنفتقده و نفتقدك"

قالت الاخرى و هي تربت على يدها: "ابلغي تحياتنا للسيدة سيلينا و ابلغيها وافر حزننا"

دخلن فتيات القرية و اجتمعن حولها ببكاء و مواساة ثم قالت احداهن: "ستذهبين يا انجلينا الى والدتك؟"

اومأت هي موافقة و قالت الاخرى: "مازالت تعمل في قصر مالك؟........ ماذا ستفعلين هناك؟"

اجابتها السيدة: "نعم سيدة سيلينا تخدم منذ عشرة اعوام في قصرمالك....... ستذهب انجلينا اليها و ستجد لها عملا هناك.... فقد انهت دراستها هنا و بعد ان توفي جدها ماذا تفعل هنا؟"

اسدلت انجلينا اهدابها الشقراء و اكتست ملامح الحزن عينيها الزرقاوين ثم قالت بعدم رغبة: "لا اريد ان اعمل كوالدتي...... انا اكره ان اخدم في البيوت"

قالت احدى الفتيات: "يقال ان عائلة مالك من الاشراف و من الاثرياء المعروفين في الارياف ربما ستجدين الحياة هناك افضل...... يقال انهم مترفين"

هزت رأسها ببطء قائلة: "لو كان هذا المنزل ملكا لجدي لما رحلت....... امي تعاني حياة شاقة و تمضي ك حياتها في خدمة عائلة مالك و اخشى ان اكون مثلها و انهي بقية حياتي في ذلك القصر"

بعد مرور اسبوع ودعت صديقاتها و عجائز القرية الثرثارات و معارفها الطيبون و استقلت القطار المؤدي الى محطة ارياف هايبورن و كانت طوال رحلتها تستعيد الذكريات مع جدها الحنون باكستر كان يبالغ في تدليلها و اسعادها

 هو الذي رفض ان تذهب مع والدتها و اصر على ان تنهي دراستها هنا في تلك القرية الرائعة الا انها لم تحقق حلمه كان يريدها ان تدخل الجامعة و هي الان تذهب الى والدتها لتقتل كل طموحها و تبقى ابنة الخادمة الى الابد.

اشاحت بنظرها باستياء و انزعاج من الشابين اللذان يجلسان امامها و يحملقان بها طوال الطريق

 كانت محمرة الوجه و مرتبكة من كل من حولها فهي قليلة التجربة و ساذجة و تخشى عندما تكون بمفردها ليست معتادة على الاعتماد على نفسها كما انها لم تخوض أي علاقة او صداقة مع شاب ابدا رغم جمالها و مع ان الكل كان يتطلع اليها الا انها كانت تقطع السبيل امامهم للوصول اليها كان باكستر يحذرها من مغبة الوقوع في الحب لأن ذلك اكثر ما يؤلم القلب و يجرحه

نساء القرية يخبرنها دائما ان الرجل مهما كان جيدا فانه يريد استغلال الفتاة خاصة الجميلة مثلها....... هي مرتاحة هكذا قلبها نظيف و هادئ لا تعاني كما يعانين فتيات اخريات من جروح و قصص بائسة بسبب التورط بالحب و الغرام في تلك القرية الصغيرة المغلقة

lover maid Z.Mحيث تعيش القصص. اكتشف الآن