أمر الضابط قاسم ، الجنود ان يتوقفوا قبل اطلاق الرصاص على الناس ، حيث كان الجميع خائفين ومرتعبين من نهايتهم التى أصبحت وشيكة ....
فمعروف عن هذا الضابط ، مقته الكبير لابناء العامة من الطبقة الفقيرة ، تقدم ليصبح امام جنوده وعيناه تتطلعان بإحتقار للناس ، حتى لمح المعنيين جالسين في احدى العربات ، اقترب من تلك العربة ، ثم قام بسحب فاطمة من ذراعها ، وقد القاها على الارض ، امام أنظار الجمع المرتعب ، اما مأمون فقد بدأ يصرخ بصوت ممتزج بالخوف والحزن وهو يتوسل الى قاسم عله يرأف بهم :
- لاااااا دع والدتي ارجوك ، لا تؤذها ..قام الضابط بلكمه على وجهه ليسقط أرضاً هو الاخر ، ثم اقترب من فاطمة ، وهو يحمل سلاحه و الغضب يعتليه، قام بوضع المسدس على جبهتها ، وبدأ يصرخ عليها :
- كيف لكِ ان تضربِ ابنتي ، كيف تجرأتي ؟ هل نسيتِ مكانتكِ أيتها الخادمة الوضيعة ، ان نسيتها فدعيني اذكرك بها ...
ثم قام بسحب سلاحه ، موجها فوهته على رأسهااما مأمون شعر انه قد شُل من الحركة ولم يستطع ان ينهض من مكانه ، فقط اكتفى بالبكاء والتوسل :
- أتوسل إليك سيدي ، أرجوك لاتقتلها ، انا من يستحق القتل ، فعلت ذلك من أجلي أرجوك ..وجه سلاحه الى مأمون ، وقد رسمت على شفاهه إبتسامة شر ، ليخبره :
- لا تقلق سأقتلها ومن ثم اقتلك أيضا ...صعق مأمون من وقع هذه الكلمات ، وشعر بالخوف الكبير على والدته ، لذا حاول النهوض من مكانه ليوقفه بأي طريقة ، وقد نجح بصعوبة في الوقوف على ساقيه بعد الضربة الشديدة التي تلقاها على رأسه من كوثر وابيها ...
لكن للأسف لم يفلح في ايقافه ، فقد اخترقت الرصاصة رأس فاطمة ، وتناثرت الدماء في جميع الارجاء ، حتى انها قد لطخت وجه مأمون الذي كان واقفا على مقربة منها ، هرع اليها وقد قام بدفع الضابط ، ليجلس قرب جثة والدته الهامدة وهو يصرخ كالمجنون و دموعه أخذت مجراها الى الخارج ، وهو يشعر بها تحرق خديها :
- لااااااا امي إنهضي أرجوكِ ، أجيبي ياامي لا تتركيني وحيداً ، ليس لدي أحدٌ غيركِ انتِ عائلتي الوحيدة ....كان يبكي بصوت مرتفع وهو يحتضنها ويرثيها ، فقد غدا وحيداً ليس لديه أحد لا عائلة ولا منزل يحميه ، فقد كل شيء ، وكم تمنى تلك اللحظة ، ان يكون هو الذي يرقد ميتاً بدلا منها وكم تمنى ان يكون هو التالي بعدها ، أراد ان يقتل نفسه ليلحق بها ، لولا انه تذكر ان الانتحار محرم عند الله
بدأ يحدثها بصوت متحشرج ، علها تسمعه
" من سيعتني بي بعد الان إذا مرضت ، ومن سيشاركني أحزاني وأفراحي ، من سوف يدعمني عندما أفعل شيئاً جيداً ، ومن سيرشدني ، من ومن ومن ........ !!! "نحيبه المرتفع والمتواصل جعله يفقد احساسه بالعالم الخارجي حوله ، لم يكن يسمع شيئاً او يرى شيئاً فقد هيأ لعقله بانه في عالم آخر مظلم وموحش ، لا يوجد به أحدا سواه هو و جثة والدته التي كان يضمها الى صدره ، حتى انه لم ينتبه الى إحسان الذي قدم هو ورجاله ، وقاموا بقتل جميع الجنود عدا الضابط قاسم ، الذي قبض عليه رجلين من جماعة أنصار الاسلام ،
أنت تقرأ
حب تحت راية داعش
Ficção Geralهذه قصة حب لا تشبه اي قصص الحب الاخرى .. بين ارهابي قاتل وشابة عشرينية الهوى تحيا سعيدة بين اهلها واصدقائها .. هو تعلم القتل منذ شب عوده فنسى قلبه و ترك ضميره خلفه ليتفرغ لمهمته وهي اتباع قادة الكفر والطغيان والانصياع لاوامرهم ، ومحاولة السيطرة على...