رؤية ضبابية لمنزلٌ بسيطٌ ، جنة خضراء صغيرة ، اصواتُ ضحكٌ ومزاحٌ عاليةُ ، مطاردات ومشاغبات لفتاتان لا تتضح معالمها ، وايضا في زاوية من المنزل تجلس امرأة شكلها غير واضح يبدو انها تبتسم ، ثم فجأة ظلامٌ دامسٌ ، طرَقاتٌ قويةٌ على البابِ ، ضجيج مرتفع وهمسات لاناس غرباء ، رجالٌ مخيفون بزي اسود ، ثم طلقات نارية تتبعها صرخات مدوية . . . .استيقظت من نومها وهي تصرخ ، وتتصبب عرقاً ، و جسدها كالمدفئة الكهربائية لسخونته ، بدأت تبكي بمرارة عجوز وبراءة طفلة لا تستطيع النطق ، فلم تجد غير ذرف الدموع وسيلة لتفصح عن ما رأته، فقد كان نفس الكابوس المعتاد ، أرادت العودة الى النوم مجدداً ، لكنها لم تستطع ان تغمض جفنها ، حتى صدح صوت اذان الفجر ، واستطاعت النوم مرة اخرى .
في الصباح الباكر ، استيقظت على صوتِ صرير الباب المزعج ، لتشعر بامرأتان تسحبانها من ذراعيها ، وقد أخذوها الى الدور العلوي ، فقد كانت هذه الغرف كالسجون تحت الارض ، حيث يتم حبس المرتدين هنا ، والذين يخالفون أوامر التنظيم ، ويثيرون سخطهم .
أدخلوها الى غرفة بها مكتب ، تجلس خلفه إمرأة تبدو في الاربعين من عمرها ، تضع نقابها على رأسها ، أشارت الى إحداهن ان تقوم بفك قيد يدها المغلولة ، ونزع قطعة القماش التي تعصب عينها وتحجبها عن رؤية الضوء ، لكنها اعتادت على الظلام الدامس طوال الاسبوعين ، منذ اعتقالها وجلبها الى هنا ، لذا لم تستطع التعود بعد على ضوء الشمس الساطع في عينها ، فقامت بحجب الضوء عن عينها ، بوضع ساعدها الايمن على جبهتها .
بعد لحضات دخلت فتاة اخرى الى المكتب ، وصرخت منادية :
" غالية ، إشتقت لكِ ، هل انتي بخير؟ " ، وقامت بحضنها ، لم تستطع غالية رؤية هذه الفتاة ، فما زالت رؤيتها ضبابية ، لكنها تميز صوت صديقتها ، فما كان منها إلا ان تحتضنها هي الاخرى وتبدأ بالبكاء وهي تتحدث بصوت واهن وخافت
" أريد الخروج من هنا ، المكان مخيف ، أسمع همهمات لنساء وصراخ اطفال ، الظلام موحش لم ارى شيئاً ، فقط اسمعهم قريبون مني ، والرائحة ايضا ، الرائحة مقرفة ونتنة ، انا خائفة زينة ، خائفة جداً " ، ردت عليها وهي تربت بخفةٍ على ظهرها
" لا تقلقي عزيزتي ، اتيت من اجل اخراجكِ " ثم إستدارت نحو المرأة خلف المكتب لتسألها :
- سيدتي أرجوكِ ، هل تسمحين لها بالخروج الان ، وضعها مزري و حرارتها مرتفعة .
- حسنا ، سأسمح لها بالخروج ، لكن دعيها تفهم وتحكم عقلها ، وان اي اهانة منها بحق دولتنا ، ستكون عقوبتها وخيمة .شكرت زينة تلك السيدة ، واخذت غالية معها لتتوجهان الى منزل كبير جدا ، يحتوي على الكثير من الغرف ، كان هذا المنزل أشبه بالمسجد ، حيث يوجد فيه قاعات كبيرة ، تدرس بها الفتيات والشابات اللواتي جاءوا بهن من مختلف المدن ، يعلموهن الاسلام الصحيح ويوفرون لهن وظائف و رواتب ، بعضهن يقمن بالطبخ وتوزيع الطعام على المجاهدين ، وهناك مهمتهن هي تضميد الجرحى ، واخريات مهمتهن الاهتمام بالاطفال الذين فقدوا أهاليهم بسبب المعركة بين الارهاب والحكومة ، او من قتلوا ابواه على يد داعش بتهمة مرتد او كافر ، قرروا الاهتمام بهم وتربيتهم على تعاليم الاسلام الصحيحة كي لا يفكروا بالانتقام منهم حين يكبروا ، وتدريبهم على حمل السلاح منذ صغرهم ، كي يضمنوا ولائهم لهم ، اما غالية وزينة وبعض الشابات الخريجات من كلية آداب انكليزي عهدوا اليهن مهمة تعليم الاطفال اللغة الانكليزية ، فهذه اللغة مهمة جدا ، وسوف تساعدهم في نشر عقيدتهم على نطاق دولي واسع ، ويحق لافراد التنظيم الزواج بالفتيات بعد ان يصبحن مؤهلات على حد زعمهم .
أنت تقرأ
حب تحت راية داعش
Ficción Generalهذه قصة حب لا تشبه اي قصص الحب الاخرى .. بين ارهابي قاتل وشابة عشرينية الهوى تحيا سعيدة بين اهلها واصدقائها .. هو تعلم القتل منذ شب عوده فنسى قلبه و ترك ضميره خلفه ليتفرغ لمهمته وهي اتباع قادة الكفر والطغيان والانصياع لاوامرهم ، ومحاولة السيطرة على...