هناك من يفقد الامل بسرعة ويستسلم للعبة القدر التي يحيكها الزمن لنا ..
وهناك من يتشبث بآخرِ خيطٍ منسدلٍ من الامل حتى لو تفاقم الألم من حوله وتعاظمت ظلمة اليأس ..
و غالية كانت كذلك لم تفقد الأمل رغم الألم واليأس اللذان تمكنا منها ،
ازدادت حالتها النفسية سوءاً لفقدانها الرجل الذي تحب ،
أصبحت انحل و أكثر جفافاً ، قلبها بدأ يضعف شيئا فشيء فلم يعد يقوى على فقدان الاحبه ،
فالفقد كالشلل يفقدنا القدرة على العيش و الفرح ، يتغذى على أجسادنا وقلوبنا فتصبح متآكلة - صدئة لا تقوى على الحراك ..
لكنها مع هذا كانت واثقة من رحمة الله و رأفته بها ،
كان مأمون هو أملها الوحيد في الحياة ،
سعادتها و عائلتها بأكملها فكيف لله ان يسلبها إياه ، لذا لم تصدق في اعماقها بانها فقدته الى الأبد ..كان هناك جزءاً في عقلها يرفض تصديق انه مات حقاً ، قلبها الضعيف يخبرها أيضا انه لم يمت ، وعيناها ترفض تصديق وفاته ما لم تراه بنفسها ...
أخبرها أحمد انه شاهد جثته محترقة خلف قصر صلاح المحطم بأكمله بسبب تفجيره من قبل كتائب الرفيف ، و قرب جثته المحروقة سقطت هويته المزيفة بإسم ( إياد ) وقد احترقت نصفها ،
هذا ما جعلهم يعتقدون انه هو ، اما هي فلم تعتقد ذلك ،لقد وعدها ان يعود اليها لبدء حياة جديدة وطي الماضي ونسيانه ، فكيف له ان يخلف وعده لها ، لكنها نسيت ان والدها وعدها ايضا بالعودة لكنه لم يعد ، ورغم هذا ترفض التصديق بان مأمون قد مات ...
مرت الايام والاسابيع والاشهر ولم يعد غائبها المتوفي ،
كيف يعقل ان تدب الحياة في اوصاله وهو الان تحت الثرى ،
وقد مر شهران منذ وفاته وهي ما زالت تنتظره وترقب طلته ..قلبها يخفق مع كل طرقة باب معتقدة انه هو قد عاد اليها أخيراً ، ويا لحجم خيباتها المتكررة ، عندما تكتشف انه اما أحد أطفال الجيران او زوجة جارها التي كانت صديقة والدتها واحيانا يكونا زينة وأحمد قدما لزيارتها وتفقد حالها ، فقد انتقل الزوجان الى منزل أحمد الكبير ليعيشا مع والدته التي بدورها أصبحت أرملة و وحيدة بعد مقتل زوجها وترك ابنها لها لينضم مع عصبة الارهاب ...
كانت غالية تجالسهم طوال فترة زيارتهم دون ان تسمع مايقولوه لها او تهتم ، جسدها معهم لكن حواسها بأجمعها معه هو ،
عقلها لا يفكر الا به ،
قلبها لا يدق الا له ،
عيناها لا ترى غيره ،
اذنها تسمع فقط صوته يحدثها قائلا " غالية أحبك " ،
اما الروح : فروحها تركتها معه قبل مغادرتها الغابة ..تحولت الى جثة هامدة على قيد الحراك فقط لا الحياة ،
أصبحت حبيسة غرفتها دوما ، حتى البستان لم تعد تخرج اليه ، لا تنبس الا ببضع كلمات و لا تأكل الا نادرا ولا تشرب الماء الا رشفة قليلة فقط ..
أنت تقرأ
حب تحت راية داعش
Ficción Generalهذه قصة حب لا تشبه اي قصص الحب الاخرى .. بين ارهابي قاتل وشابة عشرينية الهوى تحيا سعيدة بين اهلها واصدقائها .. هو تعلم القتل منذ شب عوده فنسى قلبه و ترك ضميره خلفه ليتفرغ لمهمته وهي اتباع قادة الكفر والطغيان والانصياع لاوامرهم ، ومحاولة السيطرة على...