بارت 10 : ناريستان 2

8.8K 363 105
                                    


ناريستان : هذه المحمية الكبيرة والواسعة التي يوجد فيها العديد من الحيوانات والنباتات المهددة بالانقراض ، كانت ومازالت مصدر اقتصادي وطبيعي مهم جدا ، لحكومة السلام المحلية ، حيث يتوافد اليها يوميا الكثير من الناس والسواح اما للترفيه عن النفس او التقاط الصور او حتى يمكن ان يكون بحث علمي ما لبعض الطلاب ، لكن الاصدقاء اليوم توجهوا اليها للترويح فقط ..

إياد بدا سعيدا جدا لوهلة وصولهم ، ليس السبب في هذه المحمية او رؤية تلك الانواع النادرة للحيوانات وللنبات ايضا ، فهذا لا يثير اهتمامه قط وليس هدفه ، لكن هدفه أبعد من ذلك ، ليس بعيد جدا بل يبلغ بُعد هدفه من المحمية ( 250 متر ) فقط ...


غادر على حين غرة ، حتى لا يلاحظ أحد ذلك تحديداً ( وجع الراس ) كما يفضل تسميتها ، ذلك ان اصدقائها لم يهتم لهم فهو لم يتعرف عليهم من قبل ولا يعنيه شأنهم مطلقا ....

غالية التي كانت مسرورة كثيرا ، لموافقة إياد على المجيء معهم ظنت انه :
- ربما هذه فرصة لي ، كي ادعوه لدخول عالمي وعيش حياتي ، فلا يبدو عليه انه عاش مثل ماعشت انا او غيري ...

هذا كان هدف غالية :
ان تراه سعيد ، وان ترسم ابتسامة صغيرة على شفتيه ، او تسمعه يضحك لمرة ، و ان تخفي ذلك التجهم والتقطيب من سيمائه السمج ..

استدارت خلفها لـتذهب اليه ، فقد ارادت ان تبهجه و تسعده ، تحدثه طوال اليوم و تمشي معه ، تراقب صمته او حديثه او حتى طريقة اكله لتعرف عنه شيئا او شيئين ...

سـترى في فرح إياد ، تحقيق جزءا من الثأر من الارهاب ، فهي تتحداهم جميعا على طريقتها الخاصة ان تقدم السعادة للآزادي الحر هذا ، الذي ربما غير الارهاب حياته وسرق منه منزله واحلامه فجعله ناقماً على الحياة ، و كارها لمغرياتها ...

لكن عبث ماخططت له ، فلم تجده ولم تلمحه لا امامها ولا خلفها ، حتى انها اعتقدت لبرهة ، بانها اصطحبت شبحٌ معها لم يستطع احد رؤيته سواها ، حتى اثر خطواته لم تجدها فالحشائش تغطي طبقة الارض الواسعة ....

لكنها لمحت خزرات خاطفة اليها وفيها بعض من التوتر والقلق من مهند وجمال ، فأبعدت احتمال كونه شبح ، فقد رأتهم كيف كانوا يتطلعون اليه بغيض شديد ويتهامسون بينهم طول الطريق ، لو لم تكن تعرفهم جيداً لاتهمتهم بقتله ودفنه بسرية تامة ، ربما كانت غيرة رجالية ،

ألن يغار الرجال من بعضهم البعض ام فقط النساء من حُكمن بلعنة الغيرة ؟

وقد خمنت من خزراتهم تلك انهم لمحوه عندما غادر لكن لم يوقفوه او يخبروها حتى لاتلحق به ، حزنت قليلا وهي تحدث ذاتها:
- لقد اخطأت في دعوته ، ماكان علي ان اعرفه باصدقائي ، ربما شعر بالاحراج او بالرفض وانه منبوذ فغادر ، لا ألوم أصدقائي ايضاً فهم لم يعتادوا على شخصه الجاف "




حب تحت راية داعش حيث تعيش القصص. اكتشف الآن