استيقظت صباحاً ، قامت بالاستحمام ، وتغيير ملابس النوم الى اخرى فضفاضة تناسب قوانين التنظيم ، لكنها لا ترتدي النقاب ، ولا تريد اخفاء وجهها خلف قطعة قماش سوداء ، لا يهمها ان رفضوا هذا ، فهي امراة متمسكة بقناعاتها .
كانت زينة قد سبقتها الى تحت ، ولم تطول المدة حتى لحقتها غالية الى الدور الاول ، حيث كانت الفتيات مرتديات الجلابيب السوداء الفضفاضة ، ونقبهن تغطين وجوههن ، وهن مستعدات لمزاولة اعمالهن .
بعضهن كن يراقبنها بغضب ، كيف تجرأ على مخالفة الاوامر العليا ، وعدم ارتداء نقاب او جلباب طويل ، حيث كانت تغطي شعرها بحجاب عصري ، بلون ازرق قاتم جدا مائل الى السواد ، وتنورة طويلة من نفس اللون ، مع قميص اسود فضفاض قليلاً ، بدأن يتهامسن فيما بينهن ، حتى انتبهت لهن مديرة النزل والمسؤولة عنه ، وقد وصلت الى مسامعها بعض الجمل :
" انظرن ماذا ترتدي غالية "
" كيف تخالف اوامر قيادتنا "
" لماذا لا تحاسبها السيدة كريمة "
ان تمرد غالية على الاوامر ، ستثير ضجة كبيرة بين الفتيات الاخريات ، و ربما غيرتهن فيبدأن بتقليدها او منافستها .
أرادت غالية الخروج ، لكن اوقفها صوت المديرة
- توقفي عندك غالية .توقفت غالية و استدارت الى السيدة كريمة الغاضبة ، وقع بصرها صدفة الى بعض الفتيات اللواتي يبتسمن بشر لها ، لكنها عاودت النظر الى السيدة الكريمة مرة اخرى ، وهي تنظر لها ببرود تام لتجيبها ب " نعم "
- لماذا لا ترتدين نقاب او جلباب طويل ؟
- لا ارى مخالفة في ملابسي ايضا ، اما النقاب لا احبه لماذا اخنق نفسي خلف قطعة قماش سوداء تحجب عني ضوء الشمس والهواء .
- وتجادليني أيضا ، هيا اذهي و غيري ملابسكِ
- لن اغيرها
- قلت اذهبي هيا
( قالتها وهي تصرخ باعلى صوت ممكن ، لكن مايغضبها اكثر نظرات غالية الباردة لها ، كانها خالية من اي مشاعر ، الخوف - التوتر - القلق ، كل هذه المشاعر لا توجد بهاتين عينين )غالية : أخبريني سيدة كريمة ، هل علي ان ارتدي النقاب ، لان رجال دولتكم زائغةٌ أبصارهم ، ولا يستطيعون خفض بصرهم عن النساء ؟
اجابتها السيدة بغضب اكبر :
- كيف تجرأين على قول هذا ، ان رجالنا همهم الاول والاوحد الجهاد في سبيل الله من اجل اعلاء راية الاسلام من جديد ، بعدما اسقطتموها انتي وامثالك في الوحل .
- حسناً ٱذاً لن ارتدي الجلباب ولا النقاب ، ان كنت واثقة هكذا برجالكم ، استودعكِ الله .لحقتها زينة التي كانت ايضاً لا ترتدي النقاب ، لكن لا يحاسبوها فهي ما زالت جديدة على الاسلام ، وما زال هناك الكثير امامها لتتعلمه ، كانت متفاجئة لشجاعة وصلابة غالية ، لكنها على الرغم من ذهولها واعجابها بصديقتها ، الا انها حزينة لاجلها ، فقد اصبحت كالصنم متجمدة المشاعر ، بليدة المرح ، خافتة الابتسامة .
أنت تقرأ
حب تحت راية داعش
Ficção Geralهذه قصة حب لا تشبه اي قصص الحب الاخرى .. بين ارهابي قاتل وشابة عشرينية الهوى تحيا سعيدة بين اهلها واصدقائها .. هو تعلم القتل منذ شب عوده فنسى قلبه و ترك ضميره خلفه ليتفرغ لمهمته وهي اتباع قادة الكفر والطغيان والانصياع لاوامرهم ، ومحاولة السيطرة على...