بارت 24 : عودة شبح الذكريات

10.3K 336 101
                                    

أشرقت شمس الصباح بعد ان زحفت الظلال بعيدا ، حيث بعثت أشعتها الفوق بنفسجية نحو الارض ، لتتغلغل فيها ، و تعطيها دفء يعينها على برد الشتاء القارص الذي أصبح على الابواب ...

استيقظت غالية بعد ان هبت على وجهها نسمة باردة ذلك انها تركت النافذة مفتوحة ، تحركت بخطى ثقيلة نحو باب الغرفة ، وهي تفرك عيناها المتورمتان اثر البكاء المفرط ليلة الامس ، أطلت برأسها ببطء ، لترى هل ما زال نائم ام استيقظ ، لكنها شعرت بالارتياح وقد تنهدت وهي تتنفس الصعداء ، عندما لم تلمحه ، فعلمت انه قد خرج ، توجهت الى المطبخ لتعد لها فطورا ، فقد كاد الجوع ان يفتك بها ، لكنها تفاجئت بطبق مغطى على المائدة الصغيرة ، اقتربت منه وقامت برفع هذا الغطاء وقد كانت محتوياته ، شطيرة جبن بالزعتر ، شعرت بان لعابها يكاد ان يسيل لشدة الجوع ومشهد السندويشة اللذيذ ، لكنها رغم جوعها لم تستطع ان تتناولها ، تسائلت
" ترى لما لم يتناول فطوره ؟؟ اظنه تعمد وضعه هنا ، حتى يغيظني "

لاحظت وجود ورقة صغيرة تحت الطبق ، لذا قامت بسحبها لتجد بها ملاحظة كتبت بخط جميل جداً اثار اعجابها :

" اعلم انك تشعرين بالجوع ، لذا اعددت لك هذا الفطور المتواضع
زوجك "

كررت قراءة الكلمة الاخيرة اكثر من مرة
" زوجك ، زوجك ، زوجي !! " ثم تحدثت بتهكم " يبدو انه مسرور بهذه اللعبة السخيفة "

اسندت جسدها على الكرسي و راحت تتناول شطيرتها بنهمٍ كبير ..

اما في منزل الزوجين الاخرين ، فقد كانت الامور مختلفة كثيراً ، بل ربما افضل أيضا ، كانت مستلقية على السرير بقربه وهي تتكأ على ذراعها ، تراقبه بابتسامة جميلة وهو غارق في النوم ، كإنه طفلاً صغير ...

تذكرت ليلة الامس عندما احتضنها بقوة بسبب سعادته الكبيرة لزواجه منها ، لكنها بدأت تنتفض وترتعش بين يديه ، مما جعله يتراجع وهو يعتذر عن فعلته ، ثم توجه نحو الغرفة ، اما هي فالقت بجسدها على الاريكة امامها وبدأت دموعها بالانهمار ، شعرت بالاسى على حالها ، حتى متى ستظل هكذا ؟ ، حتى لمسة اليد من الشخص الذي تحب تجعلها ترتعش وتذعر ، كذلك شعرت بالشفقة من اجل قلبها ، الذي يعشق أحمد ويتمنى وداده لكن ليس بيدها اي حيلة ، فالعلة تكمن في جسدها فهو لم يعد يتقبل اي اتصال جسدي اياً كان نوعه ، اجهشت بالبكاء وانفاسها تتقطع ألماً ، حتى خرج أحمد من الغرفة وقد غير ملابسه ليتفاجئ برؤيتها منهارة ، أسرع نحوها وهو مذعور لما اصابها :
- زينة ، عزيزتي هل انتِ على ما يرام ؟ ماذا حل بكِ ؟

اجابت بصوت متحشرج :
- أحمد انا خائفة ، ماذا لو لم اشفى ، ماذا لو بقيت على حالي هذا ، هل ستتركني ، أسوف تتخلى عني ؟ اجبني ارجوك

حب تحت راية داعش حيث تعيش القصص. اكتشف الآن