أشرقت شمس الصباح بعد ان زحفت الظلال بعيدا ، حيث بعثت أشعتها الفوق بنفسجية نحو الارض ، لتتغلغل فيها ، و تعطيها دفء يعينها على برد الشتاء القارص الذي أصبح على الابواب ...
استيقظت غالية بعد ان هبت على وجهها نسمة باردة ذلك انها تركت النافذة مفتوحة ، تحركت بخطى ثقيلة نحو باب الغرفة ، وهي تفرك عيناها المتورمتان اثر البكاء المفرط ليلة الامس ، أطلت برأسها ببطء ، لترى هل ما زال نائم ام استيقظ ، لكنها شعرت بالارتياح وقد تنهدت وهي تتنفس الصعداء ، عندما لم تلمحه ، فعلمت انه قد خرج ، توجهت الى المطبخ لتعد لها فطورا ، فقد كاد الجوع ان يفتك بها ، لكنها تفاجئت بطبق مغطى على المائدة الصغيرة ، اقتربت منه وقامت برفع هذا الغطاء وقد كانت محتوياته ، شطيرة جبن بالزعتر ، شعرت بان لعابها يكاد ان يسيل لشدة الجوع ومشهد السندويشة اللذيذ ، لكنها رغم جوعها لم تستطع ان تتناولها ، تسائلت
" ترى لما لم يتناول فطوره ؟؟ اظنه تعمد وضعه هنا ، حتى يغيظني "لاحظت وجود ورقة صغيرة تحت الطبق ، لذا قامت بسحبها لتجد بها ملاحظة كتبت بخط جميل جداً اثار اعجابها :
" اعلم انك تشعرين بالجوع ، لذا اعددت لك هذا الفطور المتواضع
زوجك "كررت قراءة الكلمة الاخيرة اكثر من مرة
" زوجك ، زوجك ، زوجي !! " ثم تحدثت بتهكم " يبدو انه مسرور بهذه اللعبة السخيفة "اسندت جسدها على الكرسي و راحت تتناول شطيرتها بنهمٍ كبير ..
اما في منزل الزوجين الاخرين ، فقد كانت الامور مختلفة كثيراً ، بل ربما افضل أيضا ، كانت مستلقية على السرير بقربه وهي تتكأ على ذراعها ، تراقبه بابتسامة جميلة وهو غارق في النوم ، كإنه طفلاً صغير ...
تذكرت ليلة الامس عندما احتضنها بقوة بسبب سعادته الكبيرة لزواجه منها ، لكنها بدأت تنتفض وترتعش بين يديه ، مما جعله يتراجع وهو يعتذر عن فعلته ، ثم توجه نحو الغرفة ، اما هي فالقت بجسدها على الاريكة امامها وبدأت دموعها بالانهمار ، شعرت بالاسى على حالها ، حتى متى ستظل هكذا ؟ ، حتى لمسة اليد من الشخص الذي تحب تجعلها ترتعش وتذعر ، كذلك شعرت بالشفقة من اجل قلبها ، الذي يعشق أحمد ويتمنى وداده لكن ليس بيدها اي حيلة ، فالعلة تكمن في جسدها فهو لم يعد يتقبل اي اتصال جسدي اياً كان نوعه ، اجهشت بالبكاء وانفاسها تتقطع ألماً ، حتى خرج أحمد من الغرفة وقد غير ملابسه ليتفاجئ برؤيتها منهارة ، أسرع نحوها وهو مذعور لما اصابها :
- زينة ، عزيزتي هل انتِ على ما يرام ؟ ماذا حل بكِ ؟اجابت بصوت متحشرج :
- أحمد انا خائفة ، ماذا لو لم اشفى ، ماذا لو بقيت على حالي هذا ، هل ستتركني ، أسوف تتخلى عني ؟ اجبني ارجوك
أنت تقرأ
حب تحت راية داعش
Ficción Generalهذه قصة حب لا تشبه اي قصص الحب الاخرى .. بين ارهابي قاتل وشابة عشرينية الهوى تحيا سعيدة بين اهلها واصدقائها .. هو تعلم القتل منذ شب عوده فنسى قلبه و ترك ضميره خلفه ليتفرغ لمهمته وهي اتباع قادة الكفر والطغيان والانصياع لاوامرهم ، ومحاولة السيطرة على...