ها قد فتحت الجامعة ابوابها المشرعة لتستقبل الجمع الغفير من طلاب العلم بجميع مراحلهم ....
وقد مرت تلك الثلاثة أشهر بسرعة ، لتنتهي معها اوقات الراحة لطلبة المعاهد والجامعات ، والبداية لتحقيق الحلم الذي طال انتظار غالية له ، فقد وجدت غالية عزائها المنتظر في هذه السنة الاخيرة مع تجمع الاصدقاء والزملاء ، اصبحت تجالسهم دوما ولا تفترق عنهم الا للضرورة ...
اما حين تكون وحدها في الفصل او المكتبة تواضب على قراءة الكتب ، التمعن فيهم ، كانها ستقوم بأفتراسهم او التهامهم ، كما سخرت رؤى منها في احد الايام قائلة :
- أتعلمين غالية ، تبدين وكإنكِ على وشك التهام الكتاب ..كذلك أحمد فقد اخبرها يوما :
- احيانا أشعر انك تطالعين الكتاب وكإنك ستقومين بإفتراسه ...عدا زينة التي فهمت مايجري معها ، فصمت غالية كفيل بان يشرح لزينة بان صديقتها تقرأ الكتب وتغرق فيهم لكي تهرب من شيء يؤرقها ، تغرق في عالمهم الحبري حتى لا تطفو على سطح عالمها الواقعي ، فهنا على ارض الواقع حدث ما او شيء ما ، او حتى يمكن القول شخصٌ ما تخشى مواجهته او التفكير فيه ....
أجل ، هذا هو السبب ، غالية كانت تهرب من عقلها الذي بدأ يتعبها بكثرة التفكير في ذلك المجهول ، الذي لم تعد تعلم عنه شيئا او تسمع عنه خبرا ، حتى انها لا تعرف له مسكنا ، فهو لم يحادثها منذ قرابة الشهر لتلك الحادثة ...
قلبها الذي يصدح بضرباتٍ جهرة كالطبول الافريقية ، تكاد تكون مسموعة للجميع ، كلما لفظت اسمه على طريقتها الخاصة المصحوبة بموسيقى شجن
( إياد )كيف استطاع هذا الرجل الغامض ، المتقلب المزاج ، ذو السيماء السمج والملامح الحادة ،المتغطرس بافعاله ، قرين الغضب ، والشحيح بكلماته ، ان يسرق قلبها السريع العطب ، ليجعله رمادا من حطب ، بعد ان كان شجرةٌ نضرة محملة بثمار البهجة والامل والشغب ....
لكن رغم هذا اليأس والحزن في قلبها ، الا ان بصيص فرح استطاع الولوج فيه ولو بمقدار صغير ..
فقد فرحت غالية كثيرا عندما سمعت بامر خطبة بشائر ومهند ، وقد تحدد يوم خطبتهم في نهاية الشهر الاول من بدأ الدراسة ، اي في( 29 / 11 / 2014 )
لكن تلك الفرحة سرعان ماتلاشت امام الخبر الصادم لها عند عودتها الى المنزل وهي غارقة في بحر الافكار ...
قبل دخولها الى البيت ، سمعت صوت نحيب والدتها ، فهرعت مسرعة باتجاهها والخوف يعتليها ، توقفت امام غرفة والدتها لتراها جالسة على طرف سريرها وهي ترتدي الحداد وتمسك مسبحة بيدها ودموعها تنهمر كأنها الشلال ...
فهمت ماجرى ، فقد تكرر مثل هذا المشهد امام عينيها ، لكن بطريقة مصدمة ومفجعة اكثر ، فالحداد كان دليلا قاطعا بانهم فقدوا شخص عزيز ...
أنت تقرأ
حب تحت راية داعش
Fiction généraleهذه قصة حب لا تشبه اي قصص الحب الاخرى .. بين ارهابي قاتل وشابة عشرينية الهوى تحيا سعيدة بين اهلها واصدقائها .. هو تعلم القتل منذ شب عوده فنسى قلبه و ترك ضميره خلفه ليتفرغ لمهمته وهي اتباع قادة الكفر والطغيان والانصياع لاوامرهم ، ومحاولة السيطرة على...