مر يومان منذ آخر لقاء بين غالية وإياد ، ولا زالت غالية حائرة و مترددة ، هل تتصل به ام لا ؟ ، فهي لم تعتاد على محادثة الغرباء فقط اصدقائها من تحادثهم ، وايضا شعرت بالاحراج فربما قد فهم اصرارها على مساعدته بشكل خاطئ ، لكنها نفت ذلك وهي تهمس لعقلها :
" لا ، لا اظن انه من ذلك النوع "قررت في اللحظة الاخيرة ان تتحلى بالجرأة وتبعد هذه الوساوس من مخيلتها وتهاتفه ....
05:12 pm
كان هو جالس في غرفته ، امام شاشة حاسوبه التي تظهر فيها خريطة السلام ، وقد كان غارقاً في التفكير لايجاد خطة محكمة ، كي يستطيع ان يسيطر على هذه المدينة ..
قام بتحديد بعض الطرقات والاماكن العامة والاسواق باللون الاحمر ، ثم غرق مجدداً في افكاره المبهمة ، لكن قاطعه صوت رنين الهاتف ، ليظهر فيه اتصال من رقم فقط دون اسم ، قام بفتح الخط من دون التحدث اولاً ، فبادر الشخص المتصل بالحديث :
- مـ .. مرحبا ( بتردد)
- أهلاً( من غيرها التي ستتصل به ، فهو لم يعطي رقمه الشخصي لاي امراة من قبل )
- كيف حالكاجابها ببرود :
- بخير ..تلعثمت قائلة :
- هل أشغلتك عن شيء ؟وجه بصره نحو الخريطة وبعد عدة ثوانٍ اجابها :
- لا ليس لدي عمل ..حزنت قليلا ، كيف لشاب مثله ان يكون عاطلاً عن العمل ، في زمنٍ ماديٍ كهذا الذي نعيشه الان ، لذا اخبرته :
- لا تقلق ستجد عملٌ مؤكدٌ ..اجابها بتملل :
- ربما ..
شعرت بالتوتر لهذا قالت له :
- لقد اتصلت لإلقاء التحية ، والان الى اللقاء ..كانت وجنتاها تحمر خجلاً ، وقد شعرت بالغرابة في هذا ، فهي لم تخجل يوماً من اصدقائها ، تسائلت :
هل كل رجلٌ غريب ستخجل منه هكذا ام هو استثناء ..اما هو فبعد ان انتهى الاتصال ، تمتم لنفسه
" وجع رأس "
ثم عاود التخطيط لمهمته..
*************تجري الايامُ مسرعةً حتى مرَ شهر تقريباً ، ولم يكن هناك اي احداث جديدة في المدن التي تحتمي بظل الحكومة ..
اما مدينتي آزاد ودلكش اللتان تسيطر عليهما الدولة الاسلامية ، فلم يتبقى منهما اي شيء جميل يذكر ، وقد تحولتا من مدن جميلة ذات شوارع نظيفة تعج بالاحياء ، الى اماكن شبه مهجورة من السكان ، فقط رائحة الدماء والموت ، تنتشر في الاجواء ، والنفايات والاتربة التي تكسو الشوارع ، ولا ننسى وجود عصابةٌ لشياطين بشرية ، تحيا على القتل والبطش ، و تقتات على الخوف والذعر الذي تسببه للقلة الذين لم يهاجروا هذه المدن ، فقد قاموا بايقاف عمل الشركات والمصانع المنتجة ، ومنعوا وصول المساعدات من منظمات حقوق الانسان والصليب الاحمر الى تلك المدن ، اما الشعب فهو مضطهد هناك والارواح تزهق كل يوم بالمئات ، الناس يُعذَبون ويُقتَلون بأشنع الطرق على يد من وصفوا انفسهم بالدولة الاسلامية ..
أنت تقرأ
حب تحت راية داعش
General Fictionهذه قصة حب لا تشبه اي قصص الحب الاخرى .. بين ارهابي قاتل وشابة عشرينية الهوى تحيا سعيدة بين اهلها واصدقائها .. هو تعلم القتل منذ شب عوده فنسى قلبه و ترك ضميره خلفه ليتفرغ لمهمته وهي اتباع قادة الكفر والطغيان والانصياع لاوامرهم ، ومحاولة السيطرة على...