بارت 9 : ناريستان

8.4K 359 65
                                    


مر يومان منذ آخر لقاء بين غالية وإياد ، ولا زالت غالية حائرة و مترددة ، هل تتصل به ام لا ؟ ، فهي لم تعتاد على محادثة الغرباء فقط اصدقائها من تحادثهم ، وايضا شعرت بالاحراج فربما قد فهم اصرارها على مساعدته بشكل خاطئ ، لكنها نفت ذلك وهي تهمس لعقلها :
" لا ، لا اظن انه من ذلك النوع "

قررت في اللحظة الاخيرة ان تتحلى بالجرأة وتبعد هذه الوساوس من مخيلتها وتهاتفه ....

05:12 pm

كان هو جالس في غرفته ، امام شاشة حاسوبه التي تظهر فيها خريطة السلام ، وقد كان غارقاً في التفكير لايجاد خطة محكمة ، كي يستطيع ان يسيطر على هذه المدينة ..

قام بتحديد بعض الطرقات والاماكن العامة والاسواق باللون الاحمر ، ثم غرق مجدداً في افكاره المبهمة ، لكن قاطعه صوت رنين الهاتف ، ليظهر فيه اتصال من رقم فقط دون اسم ، قام بفتح الخط من دون التحدث اولاً ، فبادر الشخص المتصل بالحديث :
- مـ .. مرحبا ( بتردد)

- أهلاً

( من غيرها التي ستتصل به ، فهو لم يعطي رقمه الشخصي لاي امراة من قبل )
- كيف حالك

اجابها ببرود :
- بخير ..

تلعثمت قائلة :
- هل أشغلتك عن شيء ؟

وجه بصره نحو الخريطة وبعد عدة ثوانٍ اجابها :
- لا ليس لدي عمل ..

حزنت قليلا ، كيف لشاب مثله ان يكون عاطلاً عن العمل ، في زمنٍ ماديٍ كهذا الذي نعيشه الان ، لذا اخبرته :
- لا تقلق ستجد عملٌ مؤكدٌ ..

اجابها بتملل :
- ربما ..

شعرت بالتوتر لهذا قالت له :
- لقد اتصلت لإلقاء التحية ، والان الى اللقاء ..

كانت وجنتاها تحمر خجلاً ، وقد شعرت بالغرابة في هذا ، فهي لم تخجل يوماً من اصدقائها ، تسائلت :
هل كل رجلٌ غريب ستخجل منه هكذا ام هو استثناء ..

اما هو فبعد ان انتهى الاتصال ، تمتم لنفسه
" وجع رأس "
ثم عاود التخطيط لمهمته..



*************



تجري الايامُ مسرعةً حتى مرَ شهر تقريباً ، ولم يكن هناك اي احداث جديدة في المدن التي تحتمي بظل الحكومة ..

اما مدينتي آزاد ودلكش اللتان تسيطر عليهما الدولة الاسلامية ، فلم يتبقى منهما اي شيء جميل يذكر ، وقد تحولتا من مدن جميلة ذات شوارع نظيفة تعج بالاحياء ، الى اماكن شبه مهجورة من السكان ، فقط رائحة الدماء والموت ، تنتشر في الاجواء ، والنفايات والاتربة التي تكسو الشوارع ، ولا ننسى وجود عصابةٌ لشياطين بشرية ، تحيا على القتل والبطش ، و تقتات على الخوف والذعر الذي تسببه للقلة الذين لم يهاجروا هذه المدن ، فقد قاموا بايقاف عمل الشركات والمصانع المنتجة ، ومنعوا وصول المساعدات من منظمات حقوق الانسان والصليب الاحمر الى تلك المدن ، اما الشعب فهو مضطهد هناك والارواح تزهق كل يوم بالمئات ، الناس يُعذَبون ويُقتَلون بأشنع الطرق على يد من وصفوا انفسهم بالدولة الاسلامية ..


حب تحت راية داعش حيث تعيش القصص. اكتشف الآن