غرور ! _الجزء 2

73 7 5
                                    

_لم اصدق ان هذا هو والدي يا رؤى !
ابي الذي اعرفه حنونا طوال عمره.. حريصا على مستقبلي ..والله احيانا حتى امي تشعر بالغيرة لشدة اهتمامه بنا ..شقيقي ظافر كان يمازحنا انا وزهراء (اختها الصغيرة) يقول لو انه فتاة حتى يدلله والدي كما يهتم بنا انا وزهراء

زفرت رؤى بحزن وهي تقول: الحقيقة انا ايضا مستغربة !
_تداركت دمعة سقطت بالرغم منها وهي تقول: تخيلي كيف وصل به الحد ليعرضني كبضاعةٍ رخيصة ..امام وليد
لقد قالت امي ان وليد تقدم لطلب يدي البارحة... وانا والله اعلم انه لايفعلها لولا ان ابي عرض عليه ذلك ..

_وليد.. ابن عمك ماغيره!
_تعالى نشيج طاهرة وهي تقول :اي والله هو !
حاولت ان تكون طبيعية وهي تكمل كلامها; ; تخيلي المفارقة بين وليد ومصطفى.. انسان كامل فيه كل ماتتمنى فتاة مثلي يرفض فقط لانه على حد قول ابي (العلوي النسب) ان مصطفى شخص من عامة الناس ..ووليد الحقير الوضيع يفترض بي ان اقترن به لانه فقط ينتهي الى نسب يصله برسول الله !

منذ متى اصبح الارتباط بنسب يعود الى نبي الرحمة.. مدعاة للتكبر والغرور الفارغ !

... .
... .
... .
تناهى لطاهرة وهي تدخل للمنزل صوت والدتها التي يبدو انها تحاول تهدأة والدها الذي يظهر انه ثائر كعادته في الايام الاخيرة...
_أحمد انها ابنتك ولك الحق ان تسألها بنفسك ..لما تدع غيرك يدخل بينكما ..وطاهرة لاتكذب عليك وانت تعرف ذلك!
_قال بتوتر; لقد تمادى هذا الوقح المدعو مصطفى حدوده ..انها المرة الثالثة التي يرسل لي طالبا طاهرة !
_اخفضت صوتها وهي تردد ;لابأس ..الشاب لايعرفك ولعله توقع انك ستوافق ان الح عليك !
_انفجر بعصبية; لو لم يلق تشجيعا من جانب طاهرة لما تجرأ لتكرار طلبه !
_كأنك لاتعرف ابنتك أحمد ! اسألها بنفسك بدلا عن هذا الكلام ...
_قال وهو يطالع الساعة ;وهل عادت من دوامها !
_هذا هو وقت عودتها ..

دلفت طاهرة الى غرفتها وهي تحاول صم اذناها وكأنها لم تسمع شيئا من نقاش والديها الذي بدا حاداً...

**كانت تطالع نفسها في المرآة.. لم تعد طاهرة تلك الروح الحيوية المليئة بالنشاط ..
كانت قد نحفت لدرجة واضحة.. عيناها الواسعتان قد غارتا وجهها قد اصبح خاويا ذابلاً...

ماذا لو لم يفتعل والدها هذه المشاكل !
ربما ستكون ارتبطت بمصطفى من اول وهلة ...لم تكن تضمر تجاهه اي شعور خاص قبل ان يتقدم لها ..لكنه على اي حال شخص مناسب.. اصراره على التقدم رغم الرفض ..قد ولد في داخلها رغما عنها شعورا من نوعٍ خاص !

تركت شعرها الذي ينافس طول قامتها المتوسطة يسترخي على كتفيها واطلقت لذاكرتها العنان وهي تستلقي على سريرها...

ذلك الشاب ذو الطول المتناسق.. يبدو اطول منها لو وقفت بجانبه مع انها لم تفعل… لكنها كانت تتخيل ذلك في سرها وتبتسم احيانا..
شعره الشديد السواد  الذي يرتفع عن رأسه ببضع سينتمترات..وعيناه الحادتا السواد ;;كحليتان !

ميزان... حيث تعيش القصص. اكتشف الآن