أرق!_الجزء 8

59 4 28
                                    

ابتسامةُ فرحٍ كانت تكسو قلب رؤى.. كانت تتحاشى الغوص في الموضوع.. كل ماتعرفه انه كان بداخلها شيئ من الاعجاب بشخص ظافر.. وبحكم احتكاكها الشديد وعلاقتها القوية بطاهرة فقد كانت تراه كثيرا في الفترة التي قبل سفره..
ظافر كان لطيفا جدا في التعامل معها.. ولعلها كانت تعزو هذا اللطف لطبعه عندما كانت تريد التهرب من مصارحة نفسها في انها وقعت بحبه... كان هذا سابقا
لكن عقلها اليوم يربط بعض المواقف ويحلل مواقفا اخرى; اصبح بداخلها املٌ صغير من ان ظافر يقابلها الشعور ذاته.. كانت تخجل من الحديث حوله مع طاهرة ..لانها تريد ابقاء علاقتهما بعيدا عن هذا الموضوع..

فرحتها كانت لاتوصف وهي تراه يدخل لغرفة شقيقته عند زيارتها اليوم.. كانت تمني نفسها انهُ يبحث عن حجة ليتواجد قربها لولا انها عرفت سبب تواجده بعد ماحصل اثناء زيارتها لطاهرة..
احزنها ذلك بدءآ ولكنها تذكرت ابتساماته... والحاحه بأيصالها فأطمأنت واسترخت.. طالما انّه لاتوجد في حياته اخرى فليس هناك داعٍ للقلق ..سيبادلها الشعور يوما ما !

💢💢💢
💥💥💥
💫💫💫

خالج طاهرة شعور غريب وهي تتذكر مادار بينها وبين رؤى في اللحظات التي تركهما فيها ظافر.. لمَ يطلب منها مصطفى ان لاتخبرها بأنه سأل عنها !
وهي التي تدفع الان ثمن حبها له بكل تفاني; لقد هشت علاقتها المتينة بوالدها.. وتجرأ ليصفعها.. اصبح اسمها يتردد على لسان قذرٍ كوليد ..تسمع كلمات لومٍ من امها كلما وجدت مزاج والدها سيئاً... ويكفي شحوبها ونحولها وتغيبها عن الدراسة...
هل تستحق ان تكافئ بأهماله واقصائه بعد كل هذا !

صحيحُ ان كلامها الاخير الذي اوصلته له عن طريق دنيا كان بمثابة رفض.. لكنه لم يكن رفضا قاطعاً ..
لقد اضطرت الى قول تلك الكلمات يومها.. لمجرد شعورها بهدر القدر الكافي من كرامته دون داعِ...
ترى الى اين ينتهي الطريق معك يامصطفى؟!

🎵🎵🎵
🎶🎶🎶
🎌🎌🎌

تهادت خطوات ظافر نحو الباب وكانت الساعة تقارب الواحدة ليلاً..لم تؤاخذ عينه نوما في الساعات الماضيه.. رغم تعبه الشديد...
احساسه بالذنب والتقصير تجاه مايحصل كان يقض مضجعه.. غيابه الطويل قد خلق فجوة كبيرة بينه وبين والده الذي يبدو في اغلب اوقاته ساهما شاردا..

وكما توقع فأن والده لم يكن نائما.. فعادته لم تتغير خلال هذه الاشهر السته; يستيقظ قبل صلاة الفجر بساعتين يقضيهما في مشتمله الصغير ..حتى لايصدر ضجة توقظ الباقين عند مناجاته وصلواته..
وتناهى له صوت والده وهو يتلو دعاء الحزين ..كانت كلماته تنساب انسيابا فتخلق جوا هادئا حزينا بطابع الدعاء ذاته...

ارخى سمعه وهو يتخذ مكانا مجانبا من سجاد الصلاة الذي يجلس عليه والده; لم يحبذ مقاطعته; ولعلها كانت فرصة استراحه مع كلمات "الامام زين العابدين" التي تتسم بالخضوع والعبودية المطلقه...
(ٱناجيك ياموجودا في كل مكان; لعلك تسمع دعائي-فقد عظم جرمي وقل حيائي;;
مولاي يامولاي; اي الاهوال اتذكر! وايها انسى ..ولو لم يكن الا الموت لكفى! كيف ومابعد الموت اعظم وادهى......)

ميزان... حيث تعيش القصص. اكتشف الآن