_أتوسل اليك دكتور ، ارجوك كيف حاله ...
_هل انت من اقرباء المريض؟
_الحقيقة يادكتور ، انا من معارف عائلته ، واهله قلقين جداً ، ...تخيل انهم في العراق الان وقد...
.
.
ازاح الكمّام الطبّي عن وجهه وقاطعه بلهجته العراقية :_انت عراقي؟
_بلي دكتور ، ليش انت عراقي؟ ...
_اجل...
اخذ نفساً ثم اضاف:توقف تنفسه بشكلٍ مفاجىء ، وهذا اثر على انتظام النبض لكن لله الحمد زال الخطر الان..
_دكتور ، هل هناك كسور في جسمه؟
_هناك كسرٌ في عظام الحوض ، وآخر في منطقة الصدر وقد اثر الاحتراق في وجهه ، هناك حرقٌ قد يؤدي الى تشوهات بسيطة قد تكون مؤقتة او من المحتمل انها ستستديم
_اشكرك دكتور ، اتعبتك..لكن يعلم الله ان اهله يعيشون بين نارين منذ الامس ، وليس هناك من يستطيع ايصال اخباره غيري ...
_هذا واجبي عزيزي...واضاف بلكنته العراقية"احنه اهل" ، كل مااحتجت الى شيء لاتتردد
_لااعرف كيف اشكرك دكتور ..
_استأذنك عزيزي ...انا متعبُ قليلاً
.
.
.
______________
_يقول رائد ان هناك كسوراً في مناطق مختلفةٍ من جسمه ، هناك حروقُ في وجهه ايضاً
اطرقت طاهرة بحزن وهي تقول كلمتها الاخيرة ...
_آه ياعزيز قلبي...مالذي سنفعله يااحمد ، قلبي يتقطع ..لست قادرةً على استيعاب شيء من حولي
_اطلق حسرة كبيرة: قال ابو وليد ان صديقه اخبره انّه سيحاول معرفة اخباره في الغد
_وهل تريد اكثر من هذا الذي سمعت ! ، انا غير قادرة على البقاء وولدي جريح في الغربة ،
_اعلم والله...اصبري ليوم غد فقط ، سأباشر بنفسي بانهاء تفاصيل التذاكر والسفر خلال اقصر فترة ممكنة
.
.
غمغمت طاهرة بحزن ، عقلها وجزء من قلبها عند شقيقها والجزء الاخر عند مصطفى الذي يظهر قلقاً في نبرة رسائله الاخيرة...لاشك ان لديه الكثير مما يود قوله حول عتابها الاخير ، ورغم انها كانت بانتظاره ...لكن مسألة سفر اهلها تشغل بالها كثيراً ، لم تسأل والدها حول التفاصيل فلديه مايكفيه من الحزن ،
عقلها مشوش كثيرا وغير قادرة على استيعاب مايجري ، تعلم انه يحز في خاطر مصطفى ان تتأخر في الرد على رسائله...لكن تتالي المفاجئات المرعبة قد جعلها مشوشة كثيراً ومتعبة الى حدٍ ما ،
اكتفت بسطرٍ بسيط ترضي به ضميرها المتعب وعيناها اللتان اعلنتا الاستسلام امام النعاس بعد يوم شاق ومجهد ...
_مرحباً مصطفى ..اعتذر لتأخري في الرد ، طمئني عنك.. كيف حالك ، اسفة جداً ، امر بظرفٍ صعب هذه الايام ، سنتحدث لاحقاً ... انتبه لنفسك _في امان الله
.
.
.
.
.
.
.
________________
برغم تقصيره الدائم معها وغضبها المستمر لاهماله ، لكن قلبها لايطاوعها ان تترك السؤال عنه والتواصل معه ، انّها امُ صغيرة حنون ، يرتاح مصطفى كثيراً عند رؤية رسائلها ، برغم نبرة الغضب الواضحة فيها ، لكنه يشعر انها موجودة متى مااحتاج لها ، كل ماعاد منهكاً بعد يوم شاق ، يجد رسالة صوتية بانتظار عودته ، تقوم بجرد بعض احداث يومها وتنتهي بسؤاله عن يومه مع نهاية فيها شيء من العتاب وتذكيره بوعده الذي قطعه لها بتواصله معهامرحباً اخي....كيف حالك ، هل انت متعب... اتمنى ان تكون بخير ، انا بخير ، انتهت اليوم امتحانات الفصل الدراسي الاول ، خرجنا انا ووالدي عصر اليوم الى المتنزه ، تمنيت لو كنت معنا ..استمتعت باللعب والتجوال والدي يبعث لك السلام دوماً ، قال انه مشتاق كثيراً لرؤيتك ، متى تقرر اخذ اجازة لتأتي لزيارتنا ، حتى لو كانت اياما قصيرةً فقط ، والله ماعادت الرسائل تكفي لابلغكَ اشواقي ، ولاصوتك وحده يكفيني ، اريد رؤيتك والجلوس معك ، اشتقت الى ايامٍ كانت ابعد مسافة بيننا هي الممر الذي بين غرفتينا ، حسناً، انتبه على نفسك ، لاتترك وجبة الصباح ابداً ، ولاتنس ان تترك "شيت" اقراص "مورفين" اضافي في غرفتك الخاصة بالمستشفى ، ابتعد عن كل مايزعجك وحاول ان تأخذ قسطاً كافياً من النوم قبل كل ليلة "خفر" في المستشفى ... ، وعندما يكون لديك الوقت الكافي ، اتصل بي ! ، اريد الحديث اليك بشكل مباشر ، مللت الرسائل المنتظمة ...اعلم اني اطلت الحديث...هذا كله بسبب اشتياقي الشديد اليك،
في امان الله شقيقي الحبيب ..
.
آه ياللحب الذي يقطر من كل كلمة تقولها هذه الشقيّة ، لكن صوتها في المكالمة ،لم يكن هو نفسه في الرسالة الصوتية...واشتياقها وحديثها ذاك كان يتلكأ على غير العادة ، كانت تطير فرحاً عند كل اتصال ، رغم انّه كان متعباً جداً ، لكنه اخبرها بحماس شديد ، كيف ان حال احد المرضى في المستشفى قد استاء فجأة وقد توقف تنفسه بشكل مفاجىء حيث لم يكن هناك طبيب اختصاصٍ في المستشفى ، رغم انّ الصدف الغريبة والمصائب تتوالى في كل الليالي التي تكون فيها خفارته الليلية ، لكنها كانت صدفة مهمة في الوقت ذاته، ملّكته الكثير من الثقة بنفسه... ، وقد حاول وانقذ المريض قبل وصول الطبيب المختص ..وكان معه حتى زال الخطر ،
لكن ...فاطمة التي عودته على حماسها وفرحها في هكذا مواقف ، كانت هادئة وتخفي شيئا في صوتها
_فاطمة عزيزتي ، مالامر ؟ ، لاتبدين مرتاحة... هل هناك خطبُ ما ! ، هل والدي بخير؟
لم تكن تخفيه... تقول كل شيء ، بمجرد ان يسألها وهذه عادتها الوحيدة التي لم تتغير خلال هذا الاتصال ..
_لاتقلق اخي..ليس هناك من شيء ..الوالد بخير ، لكني حزينة بعض الشيء
_قاطعها: ولكن لماذا؟
_قبل ثوانٍ من اتصالك... علمت ان احد اساتذتي جرح في انفجار ازمير الذي حدث في اليومين الماضيين ..
_ياه... مهلاً لحظة ، قلتي انفجار ازمير ؟!
_اجل...الذي هاتفتكَ يومه وطمئنتني وقتها...
_قاطعها: متأكدة انتِ ؟ ، من اخبركِ ؟
_مابك مصطفى...طبعاً متأكدة ، لقد تم نشر الخبر في موقع الكلّية ، وقد شارك الاساتذة هذا "المنشور" في حسابه الشخصي على الفيسبوك... و... لكن هل تعرفه؟
_جرحى هذا الانفجار في مستشفانا فاطمة!
_حقّاً !!!
_اجل! ، مااسم هذا الاستاذ عزيزتي ..
_ظافر أحمد علي ....
.
.👑👑👑👑👑
اتمنى البارت كان ممتع !
يتبع 💚
أنت تقرأ
ميزان...
Fiksi Penggemarلعمركَ مالانسانُ الّا بدينهِ فلا تترك التقوى اتكالاً على النسب فقد رفعَ الاسلامُ سلمانَ فارسٍ وقد وضع الشركُ الشريفَ ابا لهب