منديل!_الجزء 9

68 4 22
                                    

اخفت رؤى ابتسامتها لذكر ظافر وهي تستمع الى كلمات طاهرة التي تبدو حزينة وفرحة في آن واحد… عند مكان جلوسهما المعتاد في كفيتيريا الكلية
_قال ظافر انّه يجب انهاء هذه القصة ولو بشكل مؤقت; فخصامي مع والدي لايحل شيئا وانّه سيضر بدلا من ان ينفع
_نعم… !
_رانت على وجهها سحابة حزن وهي تقول:  يبدو انه تحدث لوالدي فجر هذا اليوم;;ولم يكن هناك حل للتخلص من تبعات وليد ومزاج ابي السيء سوى تنازلي ..
_وماذا قررتي
_سقطت منها دمعة مرغمة; سأسكت على مضض
_قالت وهي تمسك يدها بحنو; لاتبكِ حبيبتي.. على الاقل لهذه الفترة.. ليس هناك حل انسب من هذا; لاتلومي ظافر فهو ايضا مصاب بالحيرة.. لم يغب سوى فترة قليلة ليجد الاوضاع رأسآ على عقب عند عودته
_لا والله بل اعطيته كل الحق.. لكن يارؤى من سيظلم بهذا هو انا ومصطفى; 
واطرقت بحياء وهي تضيف: لاٱعلم كيف سيطر على قلبي وعقلي بهذه السرعة.. رغم ان ظافر متفهم لكن انّى له ان يسمع صرخات قلبي.. يتوقع ان اصراري هو مجرد عناد لأبي لأنه لم يستشرني بقرار يخصني ..لن يفهم مادام انّه لم يمر بشعور مشابه!

لامست كلمتها الاخيرة موقعا من قلب رؤى التي تمتمت ببعض اليأس لما سمعته.. وهي التي كانت تمني نفسها بحبه ليلة الامس; _مارأيك ان نتمشى في الباحة قليلا
_حسناً…

💬💬💬
💭💭💭
💎💎💎

ترادفت خطوات مصطفى بينما ثقلت خطوات طاهرة وهي تراه يتقدم نحوها…
منعها الخجل من ان ترفع بصرها وهو يلقي السلام بأبتسامة هادئة; مرحبآ طاهرة.. ثم التفت بأرتباك وهو يرى رؤى التي نسي وجودها; اهلا رؤى
_مرحبآ مصطفى
قال وهو يشير الى الطاولة التي اوشكتا على مغادرتها; ان سمحتِ لعشر دقائق
_اطرقت بحياء; تفضل
ابتسمت رؤى بفتور وهي تبتعد قليلا; بعد اذنكما انا قريبة من هنا

_قال وهو يختار كرسيا مقابلا لجلوسها; كيف حالك طاهرة
_تحدثت بذات الاطراقة وهي تشرع بتمزيق منديلا ورقيا كان في يدها; الحمدلله بصحة وعافية
_احست به وهو يركز نظراته في عينيها رغم اطراقتها المستمرة وجاء صوته مؤيدا تلك النظرات الثاقبة التركيز; اتمنى ان تجيبي على اسئلتي بدون تحرج وبغض النظر عن المعوقات التي اعترضت طريقنا منذ اول يوم..
_رفعت عيناها لأول مرة وقد اثار سؤاله استغرابها;لم افهم ماتعني
_قال وهو يسترسل بحديثه متجاهلا استفهامها الاخير: الشاب الذي كان واقفا هنا في الكافتيريا في الاسبوع الماضي.. تعرفينه ؟
عقدت حاجباها بأندهاش وهي تقول; اي شاب.. ثم ان الكافتيريا مزدحمة بأستمرار.. كيف اتذكر من كان واقفا هنا في الاسبوع الماضي !
_الذي القيتِ عليه السلام ووقفتِ معه لبعض الوقت
_غضنت جبينها وهي تحاول التذكر; ثم اردفت بأستنكار: وهل تراقب تحركاتي في الكلية!
ولعله قد احس ان سؤاله كان غريبا واستفزازيا الى حد ما; اطرق بأستسلام وهو يقول: اعتذر لم اكن اقصد ذلك ابدا ..لكني رأيته بالصدفة عندما كنتِ تقفين قريبة منه… وعلى كل حال ان كان يحرجك الجواب فآتركيه 
_ليس هناك من احراج ..ورغم ان هذا امر يخصني لكن على كل حال هذا كان حازم ابن عمي .. ثم ابتسمت بأستهزاء; يصغرني بثلاثة اعوام.. هل كان يبدو كبيرا حتى اثارك وقوفي معه الى هذا الحد

_ابتسم بفتور وهو يحاول اخفاء فرحه الشديد متظاهرا ببعض اللامبالاة: لا ابدا.. كان مجرد فضول;;ثم اضاف بعجالة وهو يريد غلق موضوع حازم: طاهرة
_نعم !
_هل جربتِ الحب سابقاً ؟!
_سؤال اغرب من الاخر.. هتفت في سرها وهي تنكر عليه ثقته الشديدة التي جعلته جريئا الى هذا الحد; اخفت ارتباكها وهي تتصنع ثقة مشابهة لثقته وهي تقول; _ومن قال ان هناك حاضرُ حتى تقول سابقا !
_إبتسم وكأنه بدا يقرأ ملامحها المرتبكة من خلف القوة التي تصطنعها ;قال وهو يرمي نظرة خاطفة على المنديل الذي قاربت على الانتهاء من تمزيقه دون ان تشعر: حسنا كما تشائين
_ولكن لمَ هذا السؤال !
_اتسعت ابتسامته وهو يستغل لحظة رفعت فيها بصرها عند سؤالها وقد تصافحت عيناهما لأقل من لحظة; اسرعت بخفض عيناها وهي تلاحظ نظراته; قال وهو يكمل بثقة; لا لشيء.. مجرد فضول
_رمقته بتهكم: يبدو انك فضولي جدا
_تغاضى عن استهزاءها وهو يأخذ نفسا :طاهرة هل لي ان اطلب طلبا صغيرا
_تلعثمت وهي تسمع كلمته الاخيره; ماذا !
_ارفعي بصركِ لنصف دقيقة.. ثلاثون ثانية فقط!
_ل..لا افهم ماتعني
_لاحظَت ارتباكه لأول مرة خلال دقائق جلوسهما وقد بدا ذلك وهو يفرك يديه بتوتر; كلانا راشدين في العمر.. وانا لست من النوع الذي ينوي التلاعب ابدا; هل ستثقين بي ان قلتُ اني سأعاود لوالدك بطلبي مرة ثانية وثالثة و… عاشرة حتى اضمن اقتناعه او رضوخه بطريقة اخرى.. الشيء الذي اريده منك هو وعد بالصبر لاغير.. هل انتِ مستعدة للوقوف بجانبي وتحمل بعض الصعوبات التي ستواجهك مستقبلا

_حافظت على هدوءها وهي تنتظر ان يكمل كلامه;.... 
_الفترة القادمة هي موعد امتحانات الفصل الدراسي الاخير لهذه السنة; واظن ان كلا منا سينشغل بالتحضير للامتحانات..  اعتقد ايضا انها كانت فترة صعبة خضتيها مع اهلك.. لكنها على كل حال مقدمة ضرورية لتكرار طلبي لو قررتِ خوضها من جديد او بالاحرى ان اتخذتِ قرارا بالوقوف معي ومجابهة والدك
_مصطفى…
_ابتسم ببراءة بدا وكأن خلايا سمعه تتناغم مع تراقص حروف اسمه وهي تطرق على شفاهها بصورة مباشرة: نعم!
_ابتلعت ارتباكها وهي تسترسل في كلامها; أحتاج فترة استعيد فيها قوتي... يمكنك ان تقول انها فترة نقاهة ..على الاقل لما بعد التخرج.. او في فترة الاقامة الدورية بعد الانتهاء من الامتحانات.. اكون خلالها قد رتبت حساباتي من جديد وربما اكثر استعدادا لمواجهة موقف والدي بكل حالاته ..
_رد معقبا على كلامها; حتى وان استغرقت هذه الفترة عاما اضافيا.. هل ستنتظرين !
_هذا يعني انك توافقني الرأي؟
_رنت على زاوية فمه ابتسامة عفويه واضاف بجرأه; لو لم اكن كذلك لما أحببت…
اخفضت بصرها وهي تلقي نظرة لاارادية على ساعتها اليدويه; ولم يخفَ عليه ارتباكها وهو يلاحظ انها اتت على اخر المنديل الذي كان في يدها دون ان تعلم..
قال وهو يخرج من جيبه منديلا وضعه على الطاولة واستدار لينهض: لم يعد صالحا للاستعمال
التفتت بأستغراب; ماذا !
_ابتسم وهو يشير نحو يداها المرتعشتين وقد ابتعد عن الطاولة بخطوتين; المنديل…

ميزان... حيث تعيش القصص. اكتشف الآن