الجزء ٢٢

35 5 5
                                    

اعلمُ انكِ منزعجة..وقد شابَ بيننا هذه الفترة الكثير من الاحداث ، لكن لم اتوقع ان يصل بكِ الامر الى هذه الدرجة ، ظافر في مستشفانا منذ يومين وانا لااعلم ! ، هل هذا عدلُ منكِ ؟
اتركي مابيننا من حبٍ على جانبٍ آخر ، ان اي شخص مكانكِ سيسألني بما ان الانفجار حدث في ازمير !
مستغربُ جداً من تصرفكِ الطفولي هذا ، وانا الان احاول كظم غيظي بطريقة ما !
على اية حال ، لاتقلقي بشأنه ، ظافر بين حدقاتي الآن، اكتب هذه الرسالة وانا جالسٌ قرب رأسه ، البارحة تراجعت حالته الصحية قليلاً ، لكن لله الحمد سيطرنا على الوضع وهو بتحسن مستمرٍ الآن ... وان تطلّب الامر ان اسهر على راحته فلن اقُصر ، اتمنى ان تجدي ًعذراً يقنعني  عند قراءتكِ هذه الاسطر .
.
.
.
_قال وهو يلاحظ الفرحة التي لم تغادر عيناها منذ دخوله الغرفة ؛ ياه ! ، ماشاء الله اصبحتِ فنانة في فترة قصيرة .. دعيني ارى ، تناول اللوحة من يدها
_ابتسمت :حاولتُ ان تشبهكَ قدر الامكان
_ههه لا ، هذهِ اجملُ منّي بكثير ..لم اعرف نفسي
_اطرقت بحياءٍ وهي تطيل النظر الى اضفارها: اصحاب الارواح الجميلة جميلون بكل شيء
_ابتسم :حسناً لم تخبريني عن فكرتكِ عن اللوحة القادمة
_ممم ، سأتركها كـ مفاجئة...
_لابأس سنرى ماذ...
بتر حديثه صوت الهاتف الذي اعتلى رنينه ، وقد فضحت وجهه الابتسامة الفارعة وهو يستأذن بهدوء : عن اذنكِ عزيزتي مريم ...
_________________
كانت طاهرة تحاول منع الخجل المسيطر عليها ولو من خلف الهاتف :_كيف حالك مصطفى
_كان عكسها تماماً ؛وكأنّه تخيلَ لبرهة انّه يرى منديلاً آخر في يدها وقد شرعت مجدداً بتمزيقه : الآن انا بخيرٍ جداً جداً
_حسناً ، لااعرف هناك الكثير من الكلام الذي كنتُ انوي قوله...و ...
_ابتسم بمكر ، حسناً ...كيف هو حالُ ظافر
_ضحكت بهدوء ، هل ستقضي اول اتصالٍ بيننا بالشجار ؛ ثم انني اولى بالغضب والانزعاج منك
_مممم ، معك حق ... مارأيكِ ان اجيبكِ عن كل تساؤلاتك الغبية الآن ..
_هه ، تصفها بالغبية وتريد الاجابة عليها
_اجل ، اكثر مايفسد الامور هو الغباء ..
_....
_رغم انّي لاازال مستغربُ من خطور هكذا سؤال في بالك في وقت كهذا ، لكن لابأس... طاهرة ، ... لخالتي ثلاث فتيات ..كبراهن متزوجة ولديها طفلين ،والاخرى مرتبطة وهي على ابواب زواج ، اما الثالثة فعمرها اثنتا عشرة عاماً فقط ، وسأرسل لكِ الصور بنفسي لتطمئني ، اما خالي فلديه بنتُ وصبي ، البنت هي الكبرى وعمرها عشرة اعوام..والصبي هو الصغير وعمره سبعة اعوام ، فعن اي علاقة تتحدثين ؟! ، اما على مستوى جامعتي فأنا لم اكن افكر قبل ان نلتقي بالارتباط اصلاً ، ببساطة لان هناك اختلافاً فكرياً شاسعاً بيني وبين الكثير من الفتيات هنا ...اما اذا كنتِ ترين في تواصلي معكِ قصوراً فأنا اعترف بذلك ، وانت تعلمين الاسباب اكثر مني ، لعل احدها هو انشغال كلينا بعمله ، والاخر هو انني انا وانت نقدس مابيننا من حب ، وتواصلنا نبنيه على اساس الاطمئنان على بعضنا وعدم الانقطاع ... وعداه فأنا اخشى عليك واحافظ على مابيننا بقدر خشيتي وحفاظي على ارواح مرضاي ... ، هذا شكّ منكِ ايضاً وهي نقطة اخرى تعني انّكِ لم تمنحيني ثقتكِ المطلقة الى هذه اللحظة...
_تهدّج صوتها : لا، ليس الامر كما تظن ؛
_...
_الخلاف بيني وبين ابي يزدادُ يوماً عن آخر ، ومع كل خطيبٍ يتقدّم لي ، تبدأ مشكلةُ اخرى ، امّي تحاول اقناعي بكل فرصة ، تجبرني على الشجار معها مراتٍ كثيرة ، تخيل قبل شهر مضى ... اتصل ابي بظافر وشكاني اليه ... ، علم ظافر بكل شيءٍ  دون ان اتكلم، لكّنه يفهمني دائماً، لم تقنعه حججي  بنيتي في التفكير في عدم الزواج ، سألني اذا كنتُ لاازال متأثرة بحادثة خطبتك ، سكتُّ على مضض ، لكنّه عرف اني لاازال افكر في الموضوع ذاته
_آه ،طاهرة هل حصل كل هذا وانا لااعلم،ِ ....اخذ نفساً ثم اضاف، لكن لمَ لم تخبريني بهذا كلّه ، في وقته ؟
_لم تكن تعطيني ايّ دافعٍ للكلام ... اشعر انك تحاول قضاء مجرد واجب كأي عملٍ آخر عند كلامك معي ..
_والله ليس الامرُ هكذا ... يبدو اني بالغتُ في رسم حدود التواصل ، آسف طاهرة ..
_ليس مهمّاً ، افهمكَ ...
_ممم ، حسناً ، قلتي ان هناك من تقدّم لطلب يدك هذه الفترة ؟
_يستشعر صوتها الضاحك من خلف الهاتف وهي تقول بلا مبالاة : هل وقفت عند هذه الجملة ..
_هه، لا ابداً ...مجرد فضول
_ضحكت بصبيانية وهي تتذكر وقتاً سابقاً قال فيه نفس الكلمة ... : لم اولِ الموضوع ايّة اهمّية ، لكن ماآذاني هو الحاح اهلي وغضب ابي المتواصل ، لم يعد يكلمني حتى ، تغير تماماً، لاينظر اليّ اصلاً ، ...
_انتِ تبكين طاهرة ؟
_ابعدت دمعة كانت تنتظر الهطول : لاه ، ابداً
_ اعلم انني المذنب في كل مايحصل ... لكن اقسم بروح والدتي سأعوضكِ عن كل هذا ...
_لاتقسم مصطفى ، انا اثق بك ..قلبي وعقلي كلاهما يثقان بك..
_وقلبي وعقلي انا ايضاً
_اطرقت بهدوء ،ثم اضافت ...: آه تذكرت مصطفى ، كيف نسيت اخبارك
_مالامر ؟
_لقد اكتملت تذاكر السفر الى تركيا اليوم مساءاً ..
.
.
.
.
يتبع 💕

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 07, 2017 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

ميزان... حيث تعيش القصص. اكتشف الآن