الجزء١٩

67 2 5
                                    

_الكابوس الثاني؛_
عشرة اتصالات هاتفية دون رد ،،، كمُ من الرسائل المعلقة التي لم تفتح طاهرة ايآ منها،، لابد وان انزعاجها من مصطفى قد بلغ مراحل كبيرة ...لم يكن يتوقع ان يحصل هذا يومآ
لايحق لها ان تحكم عليه دون ان تستمع لمبرر واحدٍ على الاقل،، ستكون ظالمة لو فعلت ذلك ،،،

لابأس بالصبر لبعض الوقت،، ربما لم تكن بجانب الهاتف اثناء مكالماته...او لعل شحن هاتفها قد نفذ،، قد تكون منغمسة بالعمل ...كل هذه المبررات يمكن ان تكون مقبولة،، الا مايفترض منها ان طاهرة اغلقت موضوعهما تمامآ فهذا ماسيستبعده ،،سيحاول الانشغال بعمله في المستشفى .. لابد بعد ذلك ان يحصل مايغير مجرى هذا التراتب المخيف!

&&&&&
_دكتور ،،يادكتور ...دكتور
الحت الممرضة في سؤالها وهي تزاحم مصطفى اثناء تنقله بين اسرّة المرضى ...استدار ببطئ وهو يضيف على استعجال :_مالامر كريستين
_الشاب المصاب بالـ"صرع" في الغرفة ١٨ قد استاءت حالته
_اردف بأهتمام:منذ متى
_توآ دكتور...
_حسنآ قادم ،،
..........
التفت مصطفى يطالع الممرضة بأستغراب وهو يفتح باب الغرفة "١٨" التي كانت هادئة تمامآ..ليس هناك اي جلبة كما يحصل كل مرة يستفيق فيها صاحب المرض المذكور،، الذي كان يغط في نوم عميق بعد مسلسلٍ من المهدئات حقنها مصطفى في وريده عند اول دخوله للمستشفى مساء اليوم:
_ماهذا ! ،،
_أطرقت بحياء وهي تسترسل بكلامها بصورة سريعة؛اعتذر دكتور ... كانت مريم -في الغرفة المجاورة- تود التحدث اليك..اخبرتني انك لن تأتي لو ناديتك لرؤيتها ،،لقد حطمت قلبي دموعها وتوسلاتها،،لم استطع ان اردّ طلبها ...واجبرت على الكذب ،،-واضافت- آسفة دكتور
_رمقها بعصبية: سنتحاسب لاحقآ كريستين

قال ذلك وهو يتوجه نحو غرفة الصغيرة مريم،،
$$$$$

_ماذا ! مالذي جاء بكما
لوت شفتيها وهي تقف في الباب دون ان تسمح للضيفتين بالدخول
_ردت الاخرى بفتور: سعاد..ليس الان وقت هذا الكلام،، ارجوك اخبري احمد اننا ننتظره في الباب
_رفعت صوتها وهي تتجه ناحية الجالسين في صالة الاستقبال المقابلة لباب المنزل:_ألم يكفيكِ مافعلته ابنتكِ هذه بوليد سابقآ...هل تريدين تخريب حفلة ابني حازم ايضآ،، الاتخجلين من نفسكٍ
_تهاطلت دموعها: اششش،،،اخفضي صوتكِ ...لم اتِ لأثير اي جلبة،،، نادي على أحمد ارجوكِ والله انا لاأريد ان افسد عليكم فرحتكم لهذا اطلب منكِ ان تناديه بهدوء
_تعمدت الاخرى رفع صوتها اكثر : خذي ابنتكِ وارحلا والا سأفعل مالاتحمد عقباه ،،،هل تظنين انني لااعرف الاعيبكما.. امسحي دموع التماسيح هذه واخرجي هيا
_وقبل ان تفوه الوالدة بكلمة تدخلت طاهرة : خالة سعاد من فضلك اتركي الصراخ جانبا ودعينا ندخل
_اسمعوا من تتكلم ،،، اصمتي انتِ ولاتتدخلي ،، ماتفعلينه هنا هو السكوت فقط

تسارعت خطوات العم وهو يخرج من غرفة الضيوف نحو لمكان الذي علا منه صوت زوجته:_مالأمر سعاد لمَ كل هذا الصراخ
_اقتحمت طاهرة الموقف ؛عمي..ارجوك نادِ على ابي
_لكن مالامر عزيزتي؟
_اردفت الوالدة؛لم نكن نريد تخريب فرحتكم بحازم،،لكن ظافر ياعمهُ يرقد في المستشفى الان
_ماذا!
_اضافت:اثناء اجراءه التجربة انفجرت المواد وقد تسببت اصابته مع من كان معه في المختبر
_ازدرد ريقه كأنه يتجرع ماسمع؛ لطفك ياالله،،من اخبركما ؟
_اتصل صديقه قبل قليل ،،
_ولكن لما تقفان هنا ..ادخلا عزيزتي طاهرة هيا ماذا تنتظران
_لكن ياعم..دع مراسم القران تكتمل على الاقل
_ماهذا الكلام ...هيا ادخلا ،،،،

؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
كانت تجلس القرفصاء...تضع رأسها بين ركبتيها بينما دخل مصطفى ،،الذي اصبحت رؤيته بالنسبة لها حلمآ ..استبقته في الكلام كأنها تستعجل لأيضاح سبب نداءها له وهي تستجمع قواها التي خارت من البكاء كما يتضح في عيناها المجهدتين :
_هل انتحرت شيدا يادكتور
_تلعثم مصطفى وهو يستقبل سؤالها الغير متوقع :نعم مع الاسف
_انهمرت دموعها بغزارة؛ لقد كانت صديقتي،، تأتي لزيارتي بأستمرار،، بفضلها عرفت معنى ان يكون لي صديقات..كنا نجلس نثرثر لوقتٍ طويل دون كلل ،،كانت تشجعني لأنسى مرضي ،،لم اكن اتوقع انها سترحل دون ان تودعني ،،،

ابتلع انفاسه وهو يقترب من سريرها...سحب كرسيآ ليجعله مجاورا لمكان جلوسها ،،ثم اردف برفق :
_اسمعي عزيزتي مريم...لاأحد في هذه الدنيا يدوم للآخر ...لقد خلق كل واحد منا لوحده وسيعود الى ربه لوحده ،، كل الافراد الذين يمرون في اي مرحلة من حياتنا هم اشخاص عابرين ...ستنتهي فترة وجودهم بالقرب منا في احد الايام مهما طالت مدتها ،،،
استرسل في كلامه وهو يلاحظ صمتها الذي تطرزه بأصغاءها لكل كلمة يقولها؛ لي شقيقة تكبرك بعام او عامين... كانت شديدة التعلق بي لدرجة ان تأخري في الخارج مع زملائي لبعض الوقت كان يسبب لها ارهاقآ نفسيآ ،،، كادت تموت عندما فاتحتها بقراري في السفر الى تركيا لكني وبقدر حزنها كنت سعيدا جدا...ادركت انه وقتها لتتعلم السير بمفردها ،،لتواجه الحياة ولو لبعض الوقت بطريقتها الخاصة دون الاستعانة بي،،،
ركزي صغيرتي،، هذه هي فرصتك للأعتماد على نفسكِ فكري بموهبة تمتلكينها انت ...شئ تستطيعين فعله دون ان يشاركك اياه احدهم ،،شئ يجعلك فخورة بنفسك ،،، سأساعدك قدر استطاعتي لكن شرط ان تفكري بالامر بصورة جدية وتتركي هذا الحزن جانبا ..لااحد يستطيع الوقوف بجانبك مالم تقرري الوقوف اولا ...
_قفزت ملامح وجهها البريئ فرحآ وهي تتجه نحو باقة ورد جلبتها والدتها عند اخر زيارة لها قبل اسبوعين تقريبا ...اخذت منها وردة صغيرة وهي ترفعها نحو وجه مصطفى:_انا احبك من كل قلبي دكتور رجب ..اتمنى ان يحقق الله كل امنياتك

*لامست جملتها الاخيرة مكانآ من قلب مصطفى الذي كان احوج مايكون لدعاء بريئ كهذا ،،،
تناول الوردة الصغيرة من يدها وهو يضيف:ان قلبك طاهر يامريم..والقلوب الطاهرة دعاءها عند الله مستجاب،، ادعِ لي ياصغيرتي ،، ادعِ لهذا القلب المنهك علّ الله يمطر عليه من غيث رحمته بفضل دعاءِك الطاهر ....

_____________________
مرحبا حبايب،،،
انشالله يعجبكم البارت...خليته طويل نوعا ما وانشالله الاحداث مادوختكم لحد الان لان اني تقريبا دخت هههه
انتظروا البارت الجاي انشالله بي تشويق واحداث اكثر
احبكم💋💛

ميزان... حيث تعيش القصص. اكتشف الآن