لم تستطع رؤى ان تمنع نفسها من البكاء وهي تدخل لغرفة طاهرة التي كانت تعيش عزلة طوال الايام الثلاثة الماضية كما اخبرتها زهراء في اتصالها السابق..
"لماذا من حولك اغبياء"
لاحظت رؤى اسم الكتاب الذي تضعه طاهرة امامها وهي تجلس القرفصاء.. كأنها تطالعه لاول مرة بالرغم من انها اكملته مرات ومرات فهي تعرف ولعها الشديد بكل مايكتبه الدكتور شريف عرفة;
كان شعرها مرفوعا بطريقة بسيطة بدت اجمل بكثير وهي ترتدي ثوبا قصيراً فضفاضاً يظهر من خلاله سيقانها الناعمة وبشرتها اللطيفة المائلة الى البياض..ارادت رؤى ارادت اثارة انتباهها لقدومها بقولها; لان العالم ليس بهذه البساطة ياعزيزتي.. لهذا الاغبياء كثر
هتفت بلهفة; _رؤى ياقلبي كنت اعرف انك ستفتقدين غيابي
_اجهشت رؤى بالبكاء وهي تحتضنها; ياخائنة.. هكذا تفعلين بي.. لما اغلقت جميع اجهزتك ..كدت اموت قلقا
_ اطرقت طاهرة وهي تطيل النظر الى اناملها كأنها تحاول ان تقتل دمعة اوشكت على النزول.. لكنها سرعان مافاضت دون رعد او برق; لست بخير يارؤى لست بخير_احاطتها رؤى بحنو وهي تقول; مالامر حبيبتي ..مالذي حصل ..
بتر كلماتها صوت طرقات الباب ...واعتدلت رؤى في جلستها قبل ان تقول طاهرة ببعض الامتعاض; من ..
جاء من خلف الباب صوت رجولي هادئ: هذا انا طاهرة
_انبسط صوتها ;;ادخل اخي ..لااحد هنا انها رؤى قد جائت لرؤيتيامسكت المفاجأة لسان رؤى التي لم تستطع ان تضيف شيئا فما تذكره ان شقيق طاهرة قد سافر قبل ستة اشهر لاستكمال رسالة الماجستير في تركيا; لما لم تخبرها طاهرة بعودته ..
*كان ظافر يحمل طبقا فيه كوبين من العصير وقدحا فيه ماء.. لم تتغير ملامحه خلال هذه الشهور الستة.. لازال كما هو.. يختفي جسمه الممتلئ في طيات قامته الفارعة الطول ..يبدو كشخصيات الابطال في الافلام لضخامة عضلاته ووسامته ..خفف شعر رأسه هذه المرة.. ولحيته كذلك فظهرت غمازته بوضوح...
لايزال صاحب سمرة جذابة.. وعينيه اللتان تشبهان عيني طاهرة في وساعتهما ..انفه القاني
علامات جماله كما هي !
ربما ازدادت بسبب اجواء تركيا التي تسمح لجمال كجماله ان يزداد ويكبر ;;كل هذه التفاصيل الدقيقة التي حفظتها رؤى عن ظهر قلب.. راجعتها كأمتحان درسته مرات ومرات حتى اصبح سلسا بسيطا; خلال ثواني من دخول ظافر الى غرفة طاهرة ;قال وهو يسحب كرسيا كان قرب المنضدة التي تتخذ مكانها بقرب سرير طاهرة ..وهو يضعه مقابلا لجلستهما
_اذا; كيف حالك رؤى
_اطرقت بحياء وهي تحاول ان تكون طبيعية; الحمدلله انا بخير.. ثم التفتت الى طاهرة مؤنبة ;لم تخبرني طاهرة بقدومك لهذا اتيت فارغة اليدين.. واضافت; الحمدلله على سلامتك
_ابتسم وهو يقول بتهكم;الم تنقرض عادة الهدايا التي تقدم للمسافر عند عودته ..ثم اضاف ممازحا; انا من يفترض بي جلب الهدايا اليس كذلك..
أنت تقرأ
ميزان...
Fanficلعمركَ مالانسانُ الّا بدينهِ فلا تترك التقوى اتكالاً على النسب فقد رفعَ الاسلامُ سلمانَ فارسٍ وقد وضع الشركُ الشريفَ ابا لهب