Ch.13

151 7 1
                                    

- لقد وصلنا ..
قطع تفكيري حين قال ذلك الرجل الجالس امامي ليتحرك بعد ان فُتح ذلك الباب لأرى ضوء الشمس قد تسلل الى تلك السيارة المعتمة كالقبر ..
اشار لي بالنزول وهمس مقترباً : ابقي هادئه ولا تجلبي الشبهه..
اومئت واكملت سيري معهم لندخل في زقاق ضيق وانعطفنا لندخل احد المباني المهترئه ..
صعدوا السلالم وصعدت خلفهم وكانت اعينهم تراقبني
بإمكاني الشعور بها ..
طرقو احد الابواب وماهي الا ثوانٍ حتى فتح الباب ..
عيناي تترقب ، اريد معرفة كيف تبدو تلك المرأة التي تخلت عنّي طوال حياتي والآن تختطفني من بين من اعتنوا بي لتجلبني مجبرة لرؤيتها ! اي نوع من الادمغة تملك؟!
اشارت بيدها قائلة : تفضلوا ..
دخلت وعيناي تحدق بالمكان .. لم القي نظرة عليها فقد كانت امرأة شابة يبدو انها خادمة او ما شابه ..
جلسنا في غرفة الجلوس ويداي لم تتفارقا .. كنت قلقة بشدة وافكر فيما يجب علي قوله ..
قطع حبل افكاري صوتها تمشي نحونا ..
رفعت نظري ببطيء لأنظر نحوها وهي تتجه اليّ وعيناها تلمعان!
نهضت بدوري والبرود قد اجتاح جسدي !!
ظننتها تحتاج المساعدة للجلوس واذا بها تحتضنني بقوة! وكأنني سأهرب الآن..
جاملتها واضعه يدي حولها بإرتخاء وربت على ظهرها وابتعدت
لكنها لا تزال متشبثه بقوة!
اهه انا اختنق يا سادة !
ابتعدت عني واخذت تتحسس وجنتاي وعيناي
تلمس انفي وتمسح على شعري وترمق جسدي كاملاً بنظرة بدت لي كنظرة حسرة!
يبدو انها تفكر الآن بأنها فوتت الكثير من مراحل حياتي!
تحدثت فجأة لتقطع حبل افكاري~
- جينيا كبرتي كثيراً يا ابنتي ! اصبحتي اجمل ! اشتقت اليك كثيراً ..
حاولت مجاملتها لكن رأسي بدأ بالغليان بالفعل وقلت بين اسناني..
- ألم يكن هناك اي طريقة اخرى لتحضريني بها الي هنا ؟؟
اومئت وجلست ساحبتاً اياي بذراعي لأجلس بجوارها لتكمل
- كيف هي الحياة في بيت اولئك السادة؟ هل تشعرين بالراحة هناك؟
نهضت بغضب وابعدت يدها عني ..
تغيرت ملامح وجهها وكأنها توترت ، نهضت وامسكت يداي
نظرت الى الارض لثوانٍ وعادت بنظرها نحوي بعد ان رمقت ذلك الرجل الذي جلبني اليها لتقول
: جينيا ، انا والدتك .. ايزابيلا !
انا لم احضرك الى هنا لأعيدك الي مجبرةً ، بل اردت فقط رؤيتك قبل ان اموت..
اتسعت عيناي وصرخت في وجهها : لا تستخدمي جانب العاطفة من فضلك !!
امسكت يدي وابتسمت وكأنها تحاول تهدئتي
- لا تقلقي ، لن افتعل اي مشاكل وسأعيدك حيثما كنتي ..
نظرت الى ستيڤن وعقدت حاجباي : عفواً! لكن ما اخبرني به ذلك الشاب هو انك تريدين مني نسيان تلك العائلة وان اعيش معك هنا !!
اجابت بإبتسامة دافئة : لقد تغير كل شيء بعد رؤيتك الآن!
السعادة التي ملأت عيناك وحيويتك لم تجعلني اقسو والقي الأوامر .. فالسابق كنت فقط غاضبة لان ماركس لم يخبرك ولم يحضرك الي .. لكن طالما انتي امامي الآن وعرفت كيف تبدين ..
احسست بخمود نيران غضبي مع كل كلمة تخرج من فمها !! اكملت حديثها :
سأتذكر هذه الملامح دائماً ، وإن رغبتي بزيارتي فبإمكانك إخبار ماركس فهو يعلم عن مكان عيشي هنا ..
ونظرت الى الرجال الذين احضروني واكملت : اتمنى ان يكونوا عاملوك جيداً ايضاً !
ابتسمت ورمقتهم بنظرة *اجل افضل مما تتوقعين : )*
نظرت اليها محاولة اتظاهر بأي مشاعر نحوها لكن كيفية احضاري اليها لم تغادر مخيلتي قلت بنبرة باردة : هل بإمكان سادتك الآن اعادتي حيث كنت ؟!
ابتسمت ونهضت على الفور وكأنها لا تريد ان تفسد اي شيء : طبعاً طبعاً .
نهضوا خلفها ليتبعوني نحو الباب بعد ان اشارت لهم بعينيها ..
احسست بالشفقة فجأة ! اجل بدوت قاسية في نظر نفسي ..
التفتت نحوها وعيناها ملئت بالدموع ..
ربما هذه اخر مرة ارى فيها والدتي حقاً ..
احتضنتني بقوة فجأة وهربت شهقه من فمها ونزلت دموعها لتبلل كتفي ..
ربتت على كتفها ومسحت ظهرها حتى ابتعدت عني ..
مسحت وجنتيها وضممت وجهها بين كفّي ..
- لا تبكي ها انا امامك بخير ! الا يكفي هذا امي !
اجل .. هربت تلك الكلمة من فمي بلا سابق انذار !
حاولت تدارك ذلك وعدم اظهار اي ردة فعل تظهر اني لم اقصد قولها ولكنها فرحت ! استطيع رؤية ذلك على وجهها وعينيها التي اصبحت لامعه ودموعها شقت طريقها نحو وجنتيها ثانيةً..
- هيا لا تجعليني ابكي اكثر واذهبي لتكملي رحلتك بسلام ..
هل تعرف عن رحلتي ! لا عجب من ذلك ..
خرجنا متجهين نحو السيارة ..
ركبنا وسألت بقلق : هل سنعود الى ارثر ؟ اقصد من حيث اتينا!
اومئ لي : اجل وسنعيدكما حيث كنتما ، والسيارة بأمان فأحدهم هناك لحراستها ..
زفرت براحة وكأن حملاً ثقيلاً قد انزاح ..
ولا يزال هذا اللقاء اغرب شيء حصل لي اليوم على الاطلاق!

I'm here !! حيث تعيش القصص. اكتشف الآن