Ch.8

118 4 4
                                    

بينما جينيا تجلس في سلام على احد طاولات ذلك المتجر .. كانت بقرب الجدار الزجاجي المطل على احد اكثر شوارع المدينة صخباً ..
تراقب المارة وتلعق الايس كريم خاصتها ..
وكزها احدهم فالتفتت بسرعة بعد ان كانت شاردة الذهن ..
التفتت بسرعة لترى .. اههه انه ذلك المغفل ثانيةً..
ابتسم الشاب ابتسامة ساحرة وقال : مرحباً ، اعلم انك تودين ان تنقضّي علي الان وتقطعيني الى اشلاء .. لكن انا هنا لطلب المسامحة عما بدر مني ..
اصاب جينيا سحر ابتسامتة فوراً وقالت بشرود : ها ! اااء لا بأس لا بأس اظنك كنت في مزاج سيء وربما ازعجك الزحام فقد كان الصف طويلاً ..
ضحكت بغباء واحمرّ وجهها ، اردفت قائلة : لا بأس كنت منزعجة بالفعل لكن لا افكر فالانتقام وماشابهه..
اجابها ومد يده ليصافحها : سررت بذلك ، بالمناسبة انا ارثر .
وقفت ومدت يدها لتصافحه وابتسمت : وانا جينيا ، سررت بلقاءك .
اشار ارثر الى المقعد المقابل لها وسألها : هل تجلسين وحدك هنا؟
جينيا : نعم ..
ارثر : اتسمحين لي بالجلوس ؟
ابتسمت بتوتر : امم طبعاً طبعاً ..
*ااه من اين اتى هذا الفتى الآن ... لكن على اي حال يبدو لطيفاً !*
بعد هدوء دام لثواني : اذن .. اتعيشين هنا ام اتيتي للسياحة؟
جينيا : لا.. انا اسكن في هذا الحي واعيش هنا ..ماذا عنك؟
ارثر : انا سائح ، لقد بدأت رحلتي منذ شهر ونصف حتى الان ، اتجول في انحاء العالم كما يقال ..
ابتسمت وهمهمت لنفسها * ليظهر امامي رجل واعجب به ويكون من سكان مدينتي لو مرةً واحدة سأكون ممتنة*
ارثر : عفواً؟!
قهقهت بحرج ونظرت الى الهاتف : اااه هذا الهاتف سيصيبني بالجنون قريباً ، يستمر في الخروج عن السيطرة ويفيض غضبي ، ااا عن ماذا كنا نتحدث ؟
ابتسم وافكار انها لطيفة تراوده : ربما الذاكرة على وشك الامتلاء ، ااء كنت اقول اني لست من سكان المدينة ..
جينيا : ااه اجل اجل ، اذن متى ستغادر المدينة؟ اين ستكون وجهتك التالية ؟!
حك ذقنه باصبعه ورمق الزجاج بنظره ثم عاد لينظر اليها ثانيةً واجاب : ربما بعد ثلاثة ايام .. سأتجول فالقرى حتى الى مدينة اخرى ، فأنا مغرم بالقرى والحياة هناك ..
رفعت حاجبيها بإعجاب : هممم جميل ، تبدو لي حياتك ممتعة وبسيطة ! يالحسن حظك ..
اجابها بإستغراب : الم تغادري المدينة يوماً ؟
اجابت وهي تحرك بالملعقة ماتبقى من الايس كريم : لا ، فأنا غير مسموح لي بالسفر بحسب ماقال لي والداي ..
ارثر : اوه ! لكن لماذا ؟؟
نظرت اليه والحزن اتضح في عينيها : لا اعلم ، لكن هذا مايتردد على مسامعي دائماً .. اشعر ان هذا العالم يحمل الكثير من الاشياء التي تنتظر من يستكشفها ، مناظر جميلة لنتمتع بالنظر اليها .. اتوق حقاً لرؤية واسكتشاف هذا العالم ..
ارثر : بإمكاني اخذك في جولة ! ليس بعيداً من هنا ! ولن تحتاجي الى جواز سفر او ماشابهه !
اتسعت عيناها وتسارعت نبضات قلبها لشدة حماسها : حقاً !!!!
توقفت قليلاً وكأنها استوعبت ماسمعت : لا ، لا يمكنني الذهاب لن يسمحا لي والداي .. وعاد وجهها لحالة العبوس ثانيةً
ارثر : لن تقولي الصدق طبعا عزيزتي ! بإمكانك قول على سبيل المثال ، اممم سأبيت في منزل صديقتي ..!
صمت كلاهما لثوانٍ وعيناهما تلتقيان ..
قطعت جينيا هذا اللقاء قائلة : لا ارثر لا يمكن ذلك .. سيكشف امري حتماً فأنا لا املك سوا صديقة واحدة مقربة لي وتسكن فالبيت المجاور لنا تماماً.. سيكون غيابي ملحوظاً !
ارثر : اظنها مسألة ثقة لا اكثر ! ينتابني شعور ما بأن افكار حول الثقة تدور في مخيلتك الآن ...
جينيا حاولت تبرير موقفها : لا لاا ليس كذلك. لكنـ..
قاطعها بضحكة ساحرة جعلتها تحدق به لوهله وكأن العالم حولها توقف .. ونسمات الهواء الخفيفة تهب لتبعد خصلات شعرها عن وجهها الذي بدأ بالاحمرار مجدداً ..
حرك ارثر يده امام عينيها : جينياااا
انتفضت في مكانها وومضت بعينيها : اااء اسمعك ارثر لا داعي للصراخ !
ارثر : لكن لم يبدو لي ذلك !
حكت رقبتها بحرج : امم فقط كنت اتخيل كيف ستبدو رحلتي برفقتك ..
ابتسم بخبث : حقاً؟ لقد اعطيتني بصيصاً من الامل بالفعل الان !
نهضت جينيا لكي لا ترتكب مزيداً من الحماقه امام ذلك الوسيم المدعو ارثر !
جينيا : حسناً علي ان اغادر الآن فقد مر وقت طويل على خروجي من الجامعة ربما شقيقي الآن قلق ..
نهض ارثر هو الاخر قائلاً : اتصلي به او ارسلي رسالة بأنك ستتأخرين قليلاً ، اود ان اتجول برفقتك فقد وصلت هنا بالأمس ولا اعرف احداً هنا قد يشاركني لأستكشف المدينة ..
همهمت جينيا *وكأنني املك رقم هاتفه حتى !*
ارثر : ها؟
جينيا : لنغادر .. احتاج ان ابدل ثيابي سنذهب الى منزلي ثم نكمل السير من هناك .. ربما نقابل بيلا ايضا !
ارثر تسآءل : بيلا؟
جينيا : نعم ! صديقتي التي تسكن بالجوار ! اتود الذهاب بسيارة اجرة ؟ ام لديك القدرة على المشي ! منزلنا لا يبعد من هنا كثيراً اطننا لا نحتاج الى سيارة اجرة !
اومئ لها وابتسم بلطف : لا بأس اذاً ، لنكمل سيراً على الاقدام لتخبريني عن مدينتك اكثر ..
جينيا : وستخبرني عن رحلاتك ايضاً !!
ابتسم واكملا السير نحو المنزل واخذ يحدثها عن رحلاته وهي تكاد تفقد عقلها لكثرة الاماكن التي تجول فيها ذلك الفتى!

--

بينما السيد كوبر وسمانثا يسيران على الشاطيء ونسمات الهواء النقي كانت كافية لجعلهما بمزاج جيد ومسترخيان ..
سمانثا : كوبر ..
كوبر : نعم عزيزتي .
التفتت نحوه ممسكه بذراعه : متى سنسمح لها بالسفر ؟ حقاً اشعر بالحزن تجاهها ..نحن نحجب عنها الكثير من المتعه حقاً!
عبس كوبر فجأة : سمانثا مالذي جاء بهذه المواضيع الآن عزيزتي ؟
سمانثا : حسناً حسناً ، فقط اقول ، لأنني اشعر اننا نفعل ذلك بلا جدوى .. فأنا مؤمنة انها في يومٍ ما ستجد عائلتها الحقيقية بلا شك!
كوبر : لا تنسي اننا وجدناها عندما كنا نتجول في واشنطن !
كيف لهم ان يجدوها ونحن الان نستقر معاً برفقتها في منزلنا في تورنتو !
تنهدت سمانثا : حسناً انسى ماقلت .. انا فقط قلقة بشأنها حين تعلم الحقيقة ..
كوبر : كفّي عن العبوس حين تريها يتم تجاهلها من ماركس وعندما تجلس وحدها بعض الاحيان وستكف هي الشعور بأنها ليست واحدة منا ..!
سمانثا : حسناً ..
كوبر : انظري الى البحر !
توقفا امام البحر وتقدما قليلاً لتلامس مياه الشاطيء اقدامهم حين تقترب وتبتعد ،
سمانثا : يقال بأنه كاتم الأسرار ، لكن حين تنتهي من البوح اليه وتشعر بالرياح آتيه نحوك لتصطدم بك بقوة ، تشعر وكأنه يضرب بما قلت له بك زاجراً اياك لتبتعد ، وكأنه قد اكتفى من بوح البشر !
كوبر : اتكتبين الشعر مؤخراً سمانثا ؟؟
هسهست بضحكة وشعرت بالحرج : اي شعر كوبر ! فقط خرج الكلام مني هكذا مرةً واحدة ..
كوبر : اذن ربما بدا لي ان كلامك شعراً !
سمانثا : اظنك تحاول قول شيء ما كالمديح لكن تفشل كعادتك..
ضحكت واضعه رأسها على كتفه وضحك هو الآخر واضعا ذراعيه حولها ..

--

٧مساءاً
فتح ماركس عينيه بصعوبه ، شعر بالارهاق يقتله ..
سمع صوت قهقه احدهم فالاسفل .. يبدو ان جينيا جلبت بعض اصدقاءها .. تشعر بالوحدة طبعاً ! فوجودك كعدمه سيد ماركس .. وماشأني ان كانت تشعر بالوحدة !! لن اتظاهر باللطف فسأبدو ساذجاً امامها ..
نهض من فراشه بصعوبة ليتجه نحو الحمام .. استحم وخرج ومازال الصوت مسموع .. يبدو ان الجميع سعيد هنا بخلافي !
قرر ان يبدو لطيفاً امامهم فارتدى جينز وقميص ومشط شعره بترتيب وضع قليلاً من العطر واتجه نحو السلالم ..
اخلى حلقه واتجه نحو غرفة الجلوس كان صوت بيلا مألوفاً لكن هناك صوت جديد على مسمعي ايضاً !
دخل وعمّ الهدوء ونظرت جينيا اليهم فقد كانت تلتقط بعض الصور ورأت ماركس وكاد يقع هاتفها من يدها ..
جينيا : مـ ماركس !
ابتسم ماركس ودخل وبدأ بالترحيب ب بيلا وارثر مصافحاً اياهم ..
ماركس : مرحباً جميعاً ،، كيف حالك بيلا ! اوووه يبدو انك وجدت نصفك الآخر الان ها!!.. غمز لبيلا وابتسم بخبث..
احمر وجهه بيلا وشعرت بقلبها ينبض بقوة يكاد يخرج من فمها !
بيلا : م ماركس ! انه ارثر صديـ ..
قاطعها ارثر قائلاً : مرحباً ماركس ، انا ارثر .. سررت بلقاءك !
ماركس : اوو مرحبا ارثر ! وانا كذلك ..
جينيا تراقب ماركس وكأنه استُبدل بشخص آخر تماماً ! فهي لم ترا اسنانه ولو مرة واحدة تضحك لها !
التفت ماركس واذا بـ جينيا تنظر بتعجب وفكّها يكاد يقع ارضاً !
ماركس : جينيا اانت بخير عزيزتي؟
جينيا *عزيزتي!!!!* : نعم نعم بخير اااء، اتريد ان احضر لك بعض العصير !
ماركس : لا لا داعي لذلك ، سأغادر فأنا على موعد مع احدهم ، فكرت في المرور والقاء التحية فقط عندما يمعت اصواتكم .. وداعاً جميعاً .. حظاً موفقا لكما
اشار بإصبعيه نحو بيلا وارثر ..
ابتسما بتوتر وما ان خرج حتى بدأت جينيا بالتحدث عن طِباع ماركس الغريبة نحوها !! بدأ ارثر بالفعل يشعر بالفضول نحو سرّهما !
ارثر *ايعقل ان تتم معاملة شقيقة مسالمة كهذه بهذا النمط طوال حياتها !!*

--
Chapter end ..

I'm here !! حيث تعيش القصص. اكتشف الآن