Ch.23

90 3 0
                                    

الساعة ٧ مساءاً#
ترجلنا من الطائرة ونحن نسير معاً انا وشقيقي وبريانا في طابور التفتيش ، كنت منهكه جداً بشكل لم اتوقعه !
لكن حماسي وفضولي كانا غالباً ما ينسياني التعب ، كنت اتفقد المطار حولي واتفقد تفاصيله
اذاً هل يبدو المطار بهذا الشكل ! مقاعد على بعد منّا تبدو انها للانتظار ..
الجميع يجر حقائب بمختلف الاحجام والاشكال ، والالوان ايضا!
جينيا : واو تبدو باهضة الثمن !
قلت وظننت ان صوت افكاري منخفضاً فألتفتت تلك السيدة أمامي لتبتسم بغرور وتدير عيناها التي كادت تدحرج ارضاً من شدة غرورها !
عبست بوجهي للناحية الاخرى بوضوح وبدا وكأنني متقززة من شيء ما ..
ماركس : هل انتي بخير ؟ من فضلك لا تقولي انك ستتقيأين ! لقد كررتي هذ مرات عدة في الطائرة حتى جعلتني اشعر بالغثيان ايضاً !
انفجرت جينيا وبريانا ضاحكتان على بوح ماركس المفاجئ !
بريانا : كان هذا واضحاً على وجهك لأكون صريحة !
وضعت ذراعاي حول عنقهما وجذبتهما مشكلين مجموعة رؤس ملتصقة ونظرنا موجهه نحو الارض وهمست
همست بكلمات لم اظنها مسموعة وكانت على ما اظن اطراءاً مفرحاً لحقيبة العجوز امامنا لتلتف وتدير عيناها نحونا ويبدو انها سمعت ماقلت !
ابعدت ذراعاي ولاحظنا ان الناس ينظرون نحونا بإنزعاج ليصرخ عجوز من مكان ما خلفنا
- تحركوا ايها المراهقين ودعو النميمة لاحقاً الآن !
هرعنا مسرعين نجر حقائبنا وكانا ماركس وبريانا يتفقدان العجوز الغنية تلك صاحبة الحقيبة الثمينة امامنا وضحكو بإنكتام
عبرنا التفتيش بسلام وانتظرنا ظهور بيلا وارثر اللذان كانا عبئ هذه الرحلة على مايبدو
جينيا : اراهن بأن ارثر يحاول ايقاض بيلا الان وهي تردد قائلة 'دعني استعيد وعيي لا يمكنني المشي فور استيقاظي ' وتفرك عيناها عدة مرات لتعود للنوم مجدداً
ضحكا ماركس وبريانا لتقليد جينيا لبيلا بدقة
ماركس : بيلا لن تفوت ثانية لتتأمل وجهه ارثر صدقيني !
بريانا : اشعر بجاذبية بينهما !
التفتنا بأعين متسعة لجملة بريانا الخارجة عن الموضوع
بريانا : حـ حسناً .. احياناً ما اشعر به يكون خاطئاً .. لكن احيان اخرى يكون صحيحاً .. لذا ...
جينيا : كنت اشعر بالشيء نفسه بينهما ! لكن لم اجد الكلمة المناسبة لتفسيره !
زفرت بريانا براحة لتأييدها وضمت كفّي جينيا قائله : اجل اجل !
اقترب ماركس يومئ مؤيداً واحتضن بريانا بذراعه : كالعادة حبيبتي ذكية !
نظرت جينيا بإشمئزاز : توقف عن اغاضتي من فضلك الآن ! الا يوجد احترام لمشاعر من لم يلتقي بشريكه بعد !
ضحكا على ماقالت وقطع ضحكهم صوت بيلا تركض نحوهم وذراعاها مفتوحتان وتصرخ
بيلا : جييين !!
قال ماركس بسرعة محذراً بسخرية : جينيا سيحدث ان تسقطي امام الناس الان وفوقك بيلا اشعر بذلك!
فتحت فمها لترد لكن لم تخرج الكلمة لأن جينيا الان ممدة على ارضية المطار وفوقها بيلا تضحك بصوت عالٍ وتقول كلمات لم نفهمها
انفجرنا ضاحكين على منظرهما والتقطنا الصور
نهضتا عن الأرضية وجينيا تشكو من ظهرها الذي ارتطم قبل قليل بالارض بتذمر
بيلا : اااه اشعر بالحماس الآن ! اظن الادرينالين سينفجر من اذناي وقلبي سيخرج من مكانه !
نظر ماركس بسخرية : اظن من يفترض بها الشعور بهذا هي جينيا هنا !
دفعت ذراعه بخفة بعبوس : هل متعتك الجديدة هي السخرية ياسيد؟
التفتت نحو جينيا : يفترض ان يبقى بعيداً عني طوال الرحلة فهو يستمر بالسخرية وهذا مزعج!
اشارت نحوه بإصبعها ليضحك ويحتضنها بقوة وهي تحاول التخلص من ذراعاه ، كان يضحك ويستمتع بازعاجها وسماعها تنادي جينيا بينما جينيا تتفقد كل التفاصيل حولها ولم تكن متفرغة لبعض المرح
حررها من ذراعاه ونظر حوله ليجد بريانا تنظر عن بعد بإنزعاج واضح !
ماركس : اوووه احدهم يشعر بالغيرة
همس لها بينما عانقها وشدّها نحوه ، دفن رأسه في رقبتها التي يحول بينه وبينها خصلات شعرها الشقراء ..
استنشق رائحتها التي لطالما عشقها
همست بريانا : لا تفعل هذا مجدداً فغيرتي سيئة ..
اردفت : لن اؤذي احداً فعلياً لكن احترق بداخلي وقد اؤذي نفسي بلا تفكير..
امسك وجهها بكفيه ونظر في عيناها مباشرة وقال بنبرة واحدة : هذا القلب لن ينبض لغيرك بريا! انه لك وحدك .. فقط!
قطع عالمهم الخاص صوت جينيا تصفق خلفهم
جينيا : ظننت لوهله انني اقف امام اختبار أداء للتمثيل ! انتم حطمتم الرقم القياسي في الرومنسية وانا هنا رأسي ينفجر بالتفكير بما قد يحدث فعلياً بين ثنائي ..
اكملت وهي تنظر لهم جميعاً واحداً تلو الآخر : تعلمون كنت طوال علاقتي على شاشات كهاتفي وجهازي المحمول ..
الجميع يستمع بصمت .. وضعت جينيا خصلة خلف شعرها ومالت بجذعها لتمسك بحقيبتها وبدأت بسحب الأخرى ليهرعوا نحوها جميعاً بعد ان تغامزوا واحتضنوها بقوة
تفاجأت وقهقهت لفعلتهم الغير مسبوقة بإنذار
جينيا : ما مشكلتكم نحن في مكان عام !
ارثر : ستفعلين مالم يفعله احدنا مع شريكه على الاطلاق انا اؤمن بهذا !
غمز لها بخبث وضحك جميعهم على ما قال ..
دفعت جينيا ذراعه وقالت قبل ان تكمل سيرها : ايها الخبيث !
قهقه وسار معهم ، يسيرون في مجموعة وعيناهم تتفقد ذلك المطار بلهفه وكأنها المرة الأولى والأخيرة التي يسافرون بها معاً !
حماسهم يشع من اعينهم اللامعة و بدو لطيفين حقاً.

I'm here !! حيث تعيش القصص. اكتشف الآن