Ch.29

122 3 0
                                    


خرجت من الحمام والمنشفة حول جسدها كاشفة عن ساقيها الخزفية
كان ارثر يعبث بهاتفه .. استدار حين سمع الباب يفتح لينهض متجههاً نحو الحمام ليستحم بدوره
نظر اليها وقطرات الماء تشق طريقها إلى أسفل ساقيها
ارثر : ووه ! هذا كثير ، كثير جداً لأرى هذا فالصباح بيل !
بيلا : كف عن الهراء ار!
ارثر : بالمناسبة انا اغتسلت بالفعل
التفتت بيلا وعيناها تكاد تخرج من مكانها بينما ارثر يبتسم بتكلف
بيلا : ماذا!!
ارثر : كنت أمزح ، سأستحم الآن
ضحك بخوف لما قد يقذف بإتجاهه في أي لحظة
دخل الى الحمام بسرعة وهو يقهقه بحماقة
بيلا : مضحك..
اكملت سيرها نحو الفراش لترى ما اخرج ارثر
وكالعادة هو لا يجيد تنسيق الألوان البتّه ، يصدمها كل مرة يخرج لها شيء لترتديه
صرخت ليسمعها فالحمام
بيلا : ااار ! متى سيتقدم ذوقك في أختيار الثياب ! هذا لا يمكن ارتداءه في المنزل حتى ...
سمعته يضحك مع ضوضاء المياه
ارثر : ااه هذا مؤلم بيل! الا يمكنك المجاملة..
بيلا : امم ، حسناً سنعقد جلسة لاحقاً لأعطيك بعض الاساسيات حول انتقاء الالوان المناسبة معاً !
قالت بعد ان شعرت بالذنب
ارثر : حسناً ، سيكون هذا ممتعاً !
نزعت المنشفة وارتدت ملابسها الداخلية ، مشت نحو الخزانة المفتوحة واخذت علبة مرطب الجسم خاصتها برائحة التوت
بدأت بوضع كميات منه ودهنها على أنحاء جسدها جاعلة رائحة التوت تنتشر فالغرفة
ارتدت هودي بنفسجي يصل طوله لأعلى فخذها تقريباً ، قطني ناعم و سميك كفاية ليشعرها بالدفئ
استدارت للناحية الأخرى تبحث عن بنطال يلائمه
فتح باب الحمام وخرج ارثر بمنشفة حول خصرة واخرى يجفف بها شعره .. اغمض عيناه واستنشق كمّا من الهواء
ارثر : رائحة مرطبك قد انتشرت بالفعل ..
استدار وسكت في منتصف جملته
ارثر : انتي لن تخرجي لتتجولي بهذا الهودي ! اجل انا متأكد فأنتي لم تفقدي عقلك بعد!!
كادت تنفجر ضاحكة لكن ارادت اغاضته كما فعل قبل دقائق
وقفت امامه ويدها على خصرها
بيلا : ماذا ؟ الا يبدو جيداً هكذا!
اقترب منها بسرعة وامسك يديها وبدا مهتماً جداً
ارثر : بيلا ستصابين بالبرد فالهواء بارد فالخارج
سحبها نحو النافذة ليبرهن ماقال وفتحها ليقتحم الغرفة هواء بارد مسبباً رعشة لكليهما
ارثر : اتشعرين بهذا؟
انفجرت بيلا ضاحكة
بيلا : اعلم اردت اغاضتك فقط سيد ارثر ..
سحبت يديها من خاصتة واتجهت نحو الخزانة اخرجت بنطال وبدأت ترتديه
ارثر : انتي لئيمه تعلمين هذا؟ كان انتقام اذاً !
التفتت بيلا بوجهه خالي من التعابير وهي تقوم بتسريح شعرها
بيلا : ربما!
ارثر : الم تسمعي اي شيء عن جينيا وماركس؟ لم تراسلني او تتصل منذ انتقالنا الى هنا ..
بيلا : هي لم تحدث اي شيء في صفحاتها ايضاًو !
ارثر : هذا غريب ، اتمنى ان تكون بخير
بيلا : يجب ان نذهب لرؤيتهم ار!
ارثر : بالطبع سنفعل!

--

في السيارة الصمت كان سيد الموقف ، لم تستطع جينيا الرد على ما سمعت للتو وظلت شاردة وتفكر بوضوح
ماركس : جينيا ! اظنك لم تجدي الاجابة المناسبة..
جينيا : لازلت في صدمة .. كيف يمكن ان يحدث هذا ! كيف لم الحظ هذا طوال تلك الفترة؟ انا حقاً مستاءة من حماقتي ..
ماركس : لم يكن خطئك عزيزتي ، ولم يكن خطأه ايضاً ، هو وجد نفسه في كل هذا وظن ان الفرار والاختباء الحلان الامثلان ..
تنهدت جينيا بإحباط واضعه ذقنها على كفها وذراعها متكئه على باب السيارة
ماركس : الآن كل شيء في يدك جينيا ، عليك المضي قدماً ، تخرجك من الجامعة على وشك ان يحدث ، عليك ايجاد وظيفة ما او مزاولة مهنه اذا كان لديك شيء تحبين فعله ، سيكون جيداً لتتخلصي من افكارك التي قد تستمر في مطاردتك فترة من الزمن..
جينيا : اجل ، انت محق ..
ركن السيارة في الموقف امام المنزل وترجل كل منهما
فتح الباب السيارة الخلفي حاملاً ماقاموا بشراءه للتو
حملت جينيا بعض منه لمساعدة شقيقها
تقدما بخطواتهما نحو الباب وجينيا وجهها خالٍ من التعابير تماماً
ماركس : ابتهجي قليلاً جين ! لن يتغير شيء بعبوسك ! هيا ابتسمي ستصبحين كالكبيرات في السن حين يصبح العبوس ردة فعل اي شيء يقال لهن !
خرجت ضحكة من بين شفاهها بالكاد تسمع
هز رأسها على محاولاته لاضحاكها
فتح الباب ليدخلا متهجين نحو المطبخ
جينيا : اشتقت لبيلا وارثر !
قالت بينما تضع الحقائب البلاستيكية على الطاولة
ماركس : اووه هذان الاثنان انتقلا الى مكانهما ونسيانا تماماً
قهقهت جينيا وبدا وكأن الحياة عادت الى وجهها
جينيا : انا حقاً سعيدة لأجلهما !
ماركس : اتوق لرؤيتك تتسكعين مع احدهم قريباً فالأرجاء !
جينيا : اااه اظن ان هذا سيحتاج وقتاً اطول مما اظن..
ماركس : لا اظن ذلك !
ابتسمت بشرود واصابعها ترسم شيئاً على الطاولة الرخامية في منتصف المطبخ
امسك ماركس يدها الصغيرة لتتوقف عما كانت تفعل ونظرت اليه بفزع وعيناها متسعه
ماركس : توقفي عن هذا جين! هذا لن يجعلك تتخطين كل ما مررتي به اطلاقاً !
سحبت كفها ورفعت بعض خصلات شعرها خلف اذنها ونظرت الى اصابعها
جينيا :انا فقط لم اتوقع ان ينتهي الأمر بهذا القدر من السوء .. سأتمكن من تخطي كل هذا ، احتاج بعض الوقت فقط لترتيب افكاري وعزل بعضها للأبد ..
ماركس : لست وحدك في هذا العالم من تتعرض لمثل هذا ، هي مسألة وقت فقط انا اثق بك ..
صمت دام بينهما لدقائق بعد ان كسرته جينيا بسؤالها المفاجئ
جينيا : هل تحدثت مع والدتي او رأيت احد رجالها مؤخراً!؟
نظر اليها ماركس بتعجب لسؤالها في هذا الوقت
ماركس : هي تستمر بالسؤال عنك فقط ، واخبرها انك بخير..
جينيا : اريد رؤيتها .. ربما تعيد لي بعض الأمل وتساعد في تخطي هذا الأمر
ماركس : تريدين الذهاب اليوم؟ بإمكاننا الذهاب الآن!
قال يرمق ساعة معصمة بنظرة خاطفة
جينيا : اجل! انا متفرغة حتى المساء ~
ماركس : جيد..

I'm here !! حيث تعيش القصص. اكتشف الآن