فصل9: كيوزيزي، شوهت وجهك!.

567 69 71
                                    

نفعل أحياناً أمور نندم عليها في نفس اللحظة تقريباً.

نندم لأن ردة فعلنا كانت بلهاء. لكن ربما هذا الرد كان نتيجة خجل مما نفكر بفعله حقاً.

كالفتاة عندما يمسك حبيبها يدها لأول مرة. هي تخجل وتغطي وجهها بكفها بينما في داخلها تتمنى لو أنها تستطيع امساك يده الأخرى.

لم يكن يريد أن يبعدها عنه حرفياً، لكنه كان خائفاً من مشاعرها هذه ان كانت حقيقية أم لا.

في تلك اللحظة، تمنى لو امتلك اعين في مؤخرة رأسه ليرى تعابير وجهها؛ لعله يفهم ماللذي كانت تشعر به حينها.

كان يحرك رأسه متتبعا السيارات المارة بسرعة في الطريق العام جالسا على الرصيف مع صديقيه: زجاجة فارغة و زجاجة للمنتصف!.

لم ينتبه أن وقتا قد مر منذ جلوسه هنا الا عندما بدأت السماء تصبغ باللون الأحمر القاتم مستعدة للانتقال للبرتقالي ومن ثم ضوء النهار.

لم يتوقف عن طرق زجاجة السوجو التي بيده في العارض الاسمنتي الذي يستقر جسده المرتعش فوقه؛ حتى تشققت الزجاجة.

رغم أن ضرباته كانت خفيفة الا أنها كانت مستمرة دون توقف.

تماما كضرباتها هي له ولروحه الغارقة بشكل مستمر. قد لا تكون تفعل شيء بسبب برودها وسكونها الدائم.

لكنه بردود فعله هو يشعر دوماً بالضياع والتشتت.

كل شيء يقوله أو يفعله يجعل الاجواء مشحونة بينهما طوال الوقت. رغم أن هذا ما يبغضه هو داخله!.

لا يعلم ماللذي يفعله حقاً!.

فقط، يناقض نفسه.

لم ينتبه لزجاجته المكسورة الى عندما أصبح صوت الطرق الا متوقف أكثر حدة وخفة. لينظر الى الزجاجة بعدها ويرى أنها كسرت من كثرة الطرق.

التقط كسرة من الزجاجة عن الأرض ونظر لها مطولاً، مطولاً جداً. يكفي ثلاث سنوات ربما؟.

قد يفكر المرء بأشياء تافهة وغبية ولا تكون ذات أهمية. لكنها بالنسبة له معتقدات. اما يعيش بها، او يموت من أجلها.

هذا ما فكر به سونغ كيو حاملاً كسرته متجهاً نحو حمام موجود في احد المحلات الموجودة بالجوار.

ليشوه نفسه من الخارج؛ كما من الداخل!.

----

لم تغلق عينيها. ولن تفعل لوقت طويل على الأرجح.

ما حدث مع هيون جو يعد رصاصة في الدماغ مباشرة.

بالتدريجحيث تعيش القصص. اكتشف الآن