غالباً, ليس كل ما نراه واضح تماماً. فالقصص المثيرة تختبإ وراء الصدمة الأولى التي على الأرجح تكون بفعل حاسة النظر. تحتاج لبعض الوقت لتحملق بالمشهد من كل زواياه كي تستوعب الأمر وتخف وطئة الصدمة عليك قليلاً.
عندما ترى ماهو خارج عن المألوف فأنت حتماً على مشارف قصة جديدة فريدة من نوعها. قصة أنت لم تتوقع أن تحصل لك وكانت احداثها بعيدة تماماً عن ذهنك.
لم يتوقف سونغ كيو من النظر اليها لبضع دقائق قبل أن تصيح به بصوت جهور سائلة عما يدور في عقله المختبأ تحت شعره الكستنائي.
لطالما رتبت خصلاته الفوضوية للأمام في السابق وهما يجلسان فوق الأريكة الرمادية الكبيرة في منزلهما الخاص.
هناك, أين جلست هي على الكنبة ساندة ظهرها الى مسندها، مسدلة شعرها الاسود الطويل الذي يكاد يلامس أرضية المنزل الخشبية بسبب طوله.
وهو؛ مسندا رأسه على موضع قلبها ليستمع إلى دقاتها المنتظمة وهي تمرر اصابعها في شعره. ملمس اظافرها في فروة رأسه تجعله يشعر بقشعريرة طفيفة؛ يعشقها هو.
تلك الذكريات اعادت تلك القشعريرة له تزامناً مع ابتسامة واهنة اطلقها من بين شفتيه الصغيرتين. ذلك المشهد استحضر إلى ذهنه كم كانت رقيقة وناعمة في ذلك الوقت.
لم يعجبه مظهرها داخل الحانات وهي تجلس باستحياء تشرب كأسها الأول من النبيذ لالليلة بسبب فستانها الضيق والقصير. لكنها كانت ترتديه لأنه أحمر مشتعل ليناسب لون سونغ كيو المفضل ولتبرز هي بين اثاث وإضاءة الحانة السوداء المعتمة.
وهي تقف أمامه الآن ببنطالها الرمادي الواسع وقميصه هو الأزرق القاتم ملائما لقبعتها الصوفية؛ تخيل كيف ستبدو إن ارتدت ذلك الفستان مجدداً.
لا عجب من أنها ستصفعه إذا ما طلب منها ذلك. تماماً كما نظرت إليه بحنق عندما حاول مداعبة وجنتها بأنفه، لقد صرخت به كظابط جيش!.
من الضعف أن يشعر بالخوف من زوجته!. هو فقط خائف من التحدث اليها كهيون جو القديمة خشية أن يجرحها بكلامه. لكنها تعلم أنه سليط اللسان على اي حال!. لذا لا ضير من ان يجرب حظه اليوم.
----
بحث في طيات نفسه عن كلمات ليبدأ فيها حواراً معها، لكنه سرعان ما نظر الى وجهها الشاحب حتى نسي كل ما يريد قوله. كانت تجلس على كرسي المكتب وهو متربع فوق السرير ينظر لها بتمعن وكأنها سلحفاة تكسر بيضتها لتتجه نحو الشاطئ لأول مرة.
وجهها الشاحب وكأنه لمرأة تعدت الستون عاماً صفعه وكبل كلماته الطائشة، اراد أن يذكرها بالأيام الخوالي وكم كان سعيداً لوجود حوريته الى جانبه.
أنت تقرأ
بالتدريج
Fanficلو أن الزمن يتوقف عند لحظة كرهي لك. لو أنه توقف قبل أن أرى الملاك في داخلك. لما لعنت نفسي ليل نهار على كرهك وبغضك. لكرهتك دون تأنيب ضمير. لكنك الآن تجبرني للانحناء احتراماً لقلبك المحب.
