فصل2 : تناقض.

1.1K 121 218
                                    

طرقت بيدها على موضع قلبها عدة مرات لتثبت لنفسها أنها قوية، هي لم تضعف أمامه اليوم، على الأقل ليس اليوم.

رغم أنها عندما جلست في سرير المستشفى لاول مرة منذ ثلاث سنوات بدأت في تخيل حوار لقائهما بعد طول غياب. لقد ظنت انها ستعود كما كانت بكل مافيها. لكنها تغيرت تماماً من جميع النواحي.

لا تريد أن تسمح له بكسرها، هي تعلم أنه سيظنها ضعيفة ومنكسرة الآن. سيظن أنها فتاة مريضة، وسيعاملها على هذا الأساس.

كلها ظنون، في عقلها المزدحم بالأفكار.

----

جلست في مقعد الطائرة متلفته حولها لترى معظم الركاب ينظرون لها. حتى ابتسم شاب لها مشيراً بيده انه يشجعها. ابتسمت له بتكلف واسدلت قبعتها الصوفية التي تغطي بها شعرها المحلوق بالكامل.

شعرت الان بما يشعر به ذلك الطفل المعاق الذي يسكن في المنزل المقابل لمنزلها كلما ابتسمت له صباحا وهو يداعب فرو قطته الصغيرة مودعاً إخوته وهم ذاهبون الى المدرسة.

هم لا يبتسمون لبعضهم البعض، فقط يبتسمون لنا؛ فكرت راسمة ابتسامة ساخرة على محياها.

أن تبتسم لشخص مريض هو امر سيء حقاً. فأنت لا تدعمه بل بهذه الطريقة تبين له أنه مختلف. إذا رآك تبتسم للجميع قد يقتنع أنه ليس مختلف وأنك لا تخصه هو بالذات بالابتسامة.

----

هز قدمه بشكل ملحوظ جالسا في ردهة المنزل منتظرا وصول اميرته. اميرة الوغد على وشك الوصول؛ فكر ناظرا الى ساعة الحائط بقلق.

لمن يراه من بعيد يظن انه مرغم على الجلوس هنا والانتظار لكنه في الواقع متشوق لتلك اللحظة.

لقد انتظر دقائق كثيرة من اجل دقيقة اللقاء. هو حقا يتمنى ان يعانقها لأطول وقت ممكن دون كلام، فقط يستمع الى صوت انفاسها القريبة من اذنه.

ذلك الصوت، انقى صوت الى مسامعه.

خرجت شقيقته من المنزل بعد أن سمعت صوت لوصول سيارة في الخارج. غمزت لسونغ كيو الجالس على المقعد ببرود دلالة على أن اميرته اصبحت على عتبات المنزل.

وكأنه لا يعرف هذا مسبقاً، فقد نبهه قلبه بوخزة طفيفة ليبتلع رمقه منتظرا ان يفتح باب المنزل كعصفور ينتظر امام باب قفصه يومياً ليسمح له بالخروج والتجول فوق اثاث المنزل.

هب واقفاً من مكانه ما أن رآى شخصان يدخلان من المنزل.

شقيقته، وملامحها صعبة التفسير.

بالتدريجحيث تعيش القصص. اكتشف الآن