الجزء العاشر

115 5 1
                                    


والاقلام ..جعلني كالرحال اسافر من دولة لأخرى. وانتقل من قرية لأخرى .الا انه كان يسمح لي بأخذ قسطاً من

الراحه كلما شعرت برغبة بالبقاء بين احضان قريتي الى ان سقط من تلك النخلة الشاهقه ..لأتحول لألة لاوظيفة لها

سوى تنفيذ اوامر سيدها دون ان تتفوه بكلمه ..

شعر احمد بأن كلماته قد تطايرت من راسه .
.
فقد كانت المرة الاول التي ينتزع فيها مارك جذوره اليابسه ..والامه الملتهبه .. لينثرها امامه

اخذ احمد نفساً عميقاً يجدد به روحه واهاته المحتبسه

..ثم قال

سأذهب لأبحث عن يوسف ..أتأتي معي؟

اردف مارك قائلاً

لا رغبة لي .. حينما تجده ارسله لي

ودع احمد مارك

ليتجه لمزرعة والده حيث رائحة الزهور والريحان تعبق..بين ارجاء المكان لتكسبة جمالاً يخطف الابصار

فما ان وطأت قدماه تلك العين ..حتى رأى يوسف يقف عند نخلة شاهقة الارتفاع يراقب بتركيز وهتمام مما جعله

يقترب منه ببطىء وحذر ليفزعه ويكشف ماهو سره
..
شعر يوسف بشىء ما يتحرك خلفه .. فلتفت بسرعه وقلبه ينتفض هلعاً وخوفاً ليجد ابن عمه احمد على بضع

خطوات منه

كان يوسف ( متوسط القامه ..عريض الكتفين..ذو بشرة سمراء ..وشعر اسود اللون ..كما ان عيناه واسعتا وانفه حاد الشكل..)

فهو هادىء الطبع ..قليل التحدث والكلام ..يفضل الاحتفاظ بارائه وافكاره لنفسه على ان لا يبوح بها لشخص ما قد لا يفهمه

توفي والداه وهو في الثانية عشر من عمره ..فتكفل عمه بتربيته والعناية به هو واخته التي تصغره ببضع سنوات ,,

نظر يوسف لعينا احمد بتعجب ثم قال ..

مالذي أتى بكل الى هنا؟.

الا ان احمد تجاهل سؤاله ليسئله هو

مالذي تفعله انت هنا؟ وماهذا الاصوات ؟

قال يوسف بشىء من الارتباك والغضب ..

..لاشىء هيا بنا لنخرج من هنا ,,

امسك يوسف ذراع احمد بسرعه ليخرج به من المزرعه ..

شعر احمد بأن ابن عمه يخفي سراً ما...لايريد لشخص على وجه الارض معرفته. فشتعل الفضول والشوق بين طيات
نفسه لكتشافه

وماهي الا بضع دقائق حتى اخذ احمد يفتش بهلع جيب بنطاله ..

قال يوسف مستفهماً .
.
مابك؟

احمد متظاهراً بالخوف و القلق

بيدو ان شىء ما قد سقط من جيب بنطالي ..سأذهب للبحث عنه بين الطرقات علني اجده

قال يوسف بتعجب ..

وماهو هذا الشىء الذي .الا انه لم يكمل حديثه

فقد قاطعه ابن عمه على عجل قائلاً

ان مارك ينتظرك في الجهة الاخرى من الحي اذهب اليه وسألحق بك فور انتهائي

ذهب احمد مسرعاً ليصل لمزرعته ذات الازهار العبقه والرياحين المعطره

اما نرجس فما زالت تبحث بين الاغصان والشجيرات عن زهرتها النرجسية الساحره

الى ان شعرت بشىء ما ينغرس كالسهام بين طيات جلدها ..

حتى تبللت رمال الارض بدمائها

جلست على الارض محتضنه بيديها الصغيرتين رجلها المتألمه

اخذت تصرخ بأعلى صوتها لعل احدى صديقاتها تأتي لمساعدتها

زهرة النرجس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن