الجزء التاسع

140 6 1
                                    

فتح مارك فاهه ليروي تفاصيل ماقد حدث لأمه الا انه سمع صوت شخص ما يناديه بأعلى صوته

توجه مارك لأحدى الحجر المجاوره .. فرأى شيخاً عجوزاً.. اخذ العمر من ايامه وشبابه كل ما اخذ ..كان متربعاً على

حصيرً من السعف.. ممسكاً بيديه فنجان من القهوة ..وبجانبه علبة مليئة بالتمر كما انه طويل القامه ..هزيل الجسم

..مجعد الوجه ..ذو بشرة قمحية.. وشعر ابيض اللون ..رفع رأسه ببطىء ليتوجه ببصره لأبنه مارك الواقف بنتصاب

امامه.
.
قال وهو يضع فنجان القهوة على الارض

تعال وجلس بقربي يابني

تقدم مارك وجلس بقرب والده ..

اخرج استيفان من جيب معطفه المهترىء حزمة من النقود ليقدمها لأبنه مارك قائلاً

خذ .. هذه الاموال وذهب بها لأحدى القرى المجاوره

لتشتري من اسواقهم بعض السلع والحاجيات

قال مارك بشىء من التملل والضيق .
.
ولكن يا ابي .. منذو يومان فقط كنت اتنقل من قرية لأخرى من اجل التبضع ..فما زال لدينا الكثير لنبيعه

قال استيفان وقد بدأ الغضب يسيطر على نفسه

انا لا انتظر موافقتك او عتراضك على أمر قد اتخذته ..

فمنذو اصبحت قدماي عاجزه عن الحراك .. وقد اصبحت رجلاك هي رجلاي..وعيناك هي عيناي

فحينما أأمرك بأمرعليك بطاعته ولاشيء غير ذالك ..افهمت؟

نهض مارك مقبلاً رأس ابيه

ليهم بالخروج من المنزل وقد انكسر قلبه ..و تغلغل الحزن في اعماق نفسه حتى انه لم يلتفت لبيت جاره خالد الذي

اصبح كالبركان الملتهب ..

اخذ مارك يسير بين الطرقات والزئازق يبحث فيهم عن ذاته المحطمه واحلامه المحترقه خلف قضبان والده وتسلطه

..الى ان وقعت عيناه على صديقه الثري احمد ..كان كعادته يتسكع بين ارجاء الحي دون هدف يرتدي ذالك القميص

الابيض والبنطال ذو اللون الاسود مما يجعل سكان الحي البسطاء يتعجبون لهيئته ومنظره ..كما انه يملك شكلاً يبهر

العقول ويجذب دقات القلوب ..فقد كان
((طويل القامه ..عريض الكتفين .. ذو بشرة بيضاء اللون .. وشعر اسود كثيف .. كما ان عيناه سوداوتا اللون وانفه

حاد الشكل ....)

كانت جميع الفتيات في ارجاء الحي يتحدثن عنه ويتناقلن اخباره وكلمااته بشغف الا انه كان يكره ضعفهن وعدم

القدره على تغيير احوالهن .

القى مارك التحية على صديقه احمد وقد ارتسمت على شفاهه ابتسامة صفراء باهته

الا ان احمد شعر بشىء من الضيق يحتبس بداخل مارك ..

فقال بصوته الدافىء ..

مالوجهك شاحب هكذا؟

قال مارك محاولاً اخفاء مايختلج بين طيات جوفه

لاشيء ..كنت ابحث عن ابن عمك يوسف .. اتدري اين هو الان؟

فكر احمد لبرها ثم قال..بشىء من السخريه

اعتقد بأنه يجلس بقرب رقرقت المياه ورائحة الرياحين والازهار

قال مارك مستغربً

ماذا تعني؟

اردف احمد قائلاً

منذو اسبوع وهو يداوم على الذهاب لمزرعة والدي لساعات طوال

اخذ مارك نفساً عميقاً ثم قال بحزن

كنت ساطلب منه الذهاب معي لأحدى القرى المجاورة لأشتري بعض الحاجات ..

قال احمد بتعجب

ولكن الم تكن منذو يومان.في.
.
قاطعه مارك بشىء من الضيق

والدي يريد مني الذهاب
..
قال احمد محاولا ًالتخفيف عنه

هون عليك.ياصديقي. فالأمر لايحتمل كل هذا الضيق ..

قال مارك وعيناه تتلألأن بحزن وأسى

منذو ان كنت في العاشره من عمري ..اخرجني والدي من مدرستي ..ليدخلني عالم مليىء بالبضائع والدفاتر

زهرة النرجس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن