الجزء السادس عشر

89 4 1
                                    

استيقظ علي فجأة ليجد تلك العجوز جالسه.. بجانبه ..

.فنهض بتثاقل ليقول وعيناه مغلقتان

صباح الخير يا اماهـ

الا انه لم يسمع أي جواب .
.
فقد نهضت تلك العجوز مسرعةً لدورة المياه .. لتحضر وعاءً ممتلىء بالطين والاوساخ
ً
تعجب علي لما رأته عيناه.. ليقول لها

لما تحملين هذا الوعاء يا اماه ؟

فقالت العجوز ببتسام ..

خذ هذا الوعاء لتصعد به فوق منزلي للبناء ..

فهو مهترىء كما تراهـ

قال علي بستغراب ..

انا لا اعرف للبناء

اردفت العجوز لتقول بشىء من الغضب والاستهزاء

اتظن بأني سأجعل منزلي ملجأً للمتشردين والتائهين

. ان كنت تريد العيش بسلام

عليك بطاعتي دون اعتراض

شعر علي في هذه الاثناء بلأختناق

واخذ جسمه النحيل يزداد ارتجاف

لما تراه عيناه من ظلم وضتهاد

ليقول بعينان دامعتان

اعتذر..لتطفلي

.فلم اكن اعرف بأن بقائي سيزعجكٍ مني

.اعدك باني سارحل ولن تريني

نهض علي ليرحل .. الا انه سمع شيءً ما جعله يقف متصنماً

فلتفت لتلك العجوز متعجباً

ليقول لها مستفهماً

مالذي حدث لك ؟

لما ترغبين بأذلالي واهانتي ؟

ارجوكٍ دعيني وشأني

فما ان قال علي هذا

حتى اخرجت تلك العجوزمن جعبتها ورقة صفراء مهترئه

ثم قالت بمكراً وخبثاً

عليك بدفع الف ريال

ثمناً لطعامك ومبيتك في منزلي ..

وهذه الورقه تثبت صحة كلامي وقولي ..

امسك علي بتلك الورقه

بيدين مرتجفتين ..

لينظر لها بعينين ذابلتين ..

فما ان انتهى من قرائتها

حتى قال لها ..

لاعلم.. لي.. بما هو مكتوب بها

ولا اعرف كيف وصلت بصمات اصابعي لها

فقتربت العجوز منه لتأخذها ..

زهرة النرجس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن