الجزء الثامن عشر

78 4 0
                                    

بينما هو غارق في محيط من الاسى..

سمع صوتاً في الجهة المقابله ..

كانت اخته ندى ..

((طويلة القامه.. نحيلة الجسم .. بشرتها بيضاء اللون ..وانفها صغير الشكل.. عينيها واسعتان

وشفتاها رقيقتان ))

تبلغ من العمر اربعة عشر سنه ..

ترتدي .. ثوباً زهرياً مزكرشاً
..فهي كالطفلة المدلله ..

لا تهتم سوى بعرائسها الملونه ..

الا انها تحب اخيها يوسف كاوالدها ..

حين يغضب منها

تشعر بأن السماء قد سقطت امام عينها

اقتربت ندى لتلقي التحية على اخيها بمرح وبتهاج

الا انها لم تسمع أي جواب ..

فقد كان يوسف واضعاً يديه على وجهه بحزنا وكتئاب

فتحولت ابتسامتها لخوفاً ورتجاف

لتقول.. له بعينان دامعتان

مابك يا اخي ..

.ليس من عادتك ان تأتي لحجرتك

دون ان تدخل حجرتي ..

وتتحدث معي..

استنشق يوسف الهواء بكل قوته ..

محاولاً رسم البسمة المزيفه على شفته

ثم اشار بيديه لأخته ..لتقترب ..منه

فما ان التقت عينيها بعينه ..

حتى احتضنته ..

فقال لها .. وهو يمسح بلطف على شعرها ..

لا تخافي ياصغيرتي .. اشعر فقط بأن رأسي يؤلمني

فما ان ابتعدت عنه حتى قالت له ..ببرئة الاطفال

عيناك ذابلتان .. ووجهك شحاب .. كالكهال ..

قال لها يوسف ببتسام ..

دعكٍ من هذا الان ..فأنا اريد التحدث لك بأمر هاام ..

جلست ندى بجانبه .. لتنصت اليه بهتمام ..

مرت بضع دقائق ..من الصمت حتى قال ..

َاريدك ان تجهزي امتعتك منذو الان ..

فسنرحل من هذه القريه ..بعد بضعة ايام

فما ان قال يوسف هذه الكلمات حتى ارتسمت على وجه ندى

علامة من التعجب والاستفهام ..

لتسئله بستغراب ..

لما.. سنرحل من هنا

.فنحن نقطن في هذا المنزل منذو ولدنا

قال يوسف بنكسار
..
سأشرح لك .. ولكن ليس الان ..

في هذه الاثناء كان علي ..

محتبساً في احدى الحجيرات ..

يتناول ذالك الطعام الذي لا يأكله سوء السجناء

ثم يذهب لأكمال البناء ..

وحين يشعر بالتعب والارهاق ..

يعود لتلك الحجرة الصماء

يناجي ..الله ..ليرحمه من هذا العناء ..

ومضت الايام على هذا الحال

ليغمر الفرح والسرور ارجاء المكان ..

هاقد جاء موعد ذالك الزواج

..الذي اشعل الحيرة في قلوب الصغار والكبار

فقد كانت نساء الحي تملأ الارجاء ..

تقبل تلك العروس الصماء ..

الذي كانت ..تفتن الانظار ..

وتسحر العقول والابصار

كانت تبدو كالأميرات ..

بثوبها الابيض وعينيها الخضراوتان

الا انها كانت تنظر للقادمين والراحلين .. بعينان ذابلتان ..

الى ان وقعت عينيها على صديقتها

التي كانت تجلس في زاوية منعزله ..

وتأخذها افكارها لتلك البقعة المظلمه

حين اتهمها مارك ..بشيء لم تفعله ..

وماهي الا لحظات .. حتى شعرت بلأختناق ..

فنهضت متجها ..لأحدى الحجر لترتاح ..

فما ان فتحت ..باب احدى الحجر .. حتى ارتمت على السرير

..لتسقط دموعهااا ..بحسرة وانين ..

الا انها سمعت صوتا غريب ..

فرفعت رأسها لتجد شيءً ما .. شلاا كل حركة لهااا ..

الا انها قالت وقد انتفض قلبها

وتساقط العرق من جبينها ..
مااااااااارك !!!!

زهرة النرجس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن